مواضيع اليوم

ما يشبه البكاء

ظلال الفرج

2009-02-25 03:35:32

0

أمي مـا الأخبـار التي يجب أن أكتب لك عنهـا .. ؟


 تعلمين بأنك رحلت عن عالمنـا هذا ..أليس كذلك ! ؟


أعني " أيعلم من يموت  بأنـه قد مات حقا وليس ضربا من ضروب المنام ؟! "
أنتِ فعلتهـا .. كلا لم تفعلين .. لا أعتقد إن الموت كان خيـارك بل كان قدر .. لم نملك دفعه -  - عنـك ..
ما كنت لتقدمين على أمر مـا لوحدك
كنت ممـن لا يفضلون فعل الأشيـاء وحدهم
كنتِ تحبين الرفقة وتقدمينها دائمـا في الصحة والمرض ..
أعني لازلت اجهل كيف ذهبت ِ إلى الموت وحدك ؟!

أتذكرين مثلي لحظة رحيلك؟
كنت تبدين منشغلة عنـا في أمر أجمل و أجلّ .. كنت مبتسمة يا أمي .. - أم تراك كنت تبتسمين لنـا مطمئنة .. ! - لابـد أن احتفالا مهيبا كان ينتظرك في السماء !
ولكأن الأرض لم يعد بها بقعة صالحة تحتمل خضاب خطو قدميك فوقها لذا شرعت الجنـة أبوابها أيضا كوصي شرعي للـ 21 مارس .. ! ..


والان بعد مضي ثمان سنوات...
لن أبكي يا أمي لكن سأحتفل بعزف بعض الدمع فقط.. فمثلك تعرف كم نحن لا نكف البحث عن دلالات حسن الخاتمة على وجوه موتانـا .. كنت أتفرس ملامحك.. أشهقها كـ آخر نفس أحتبسه في ذاكرة  تغلّق أبوابهـا إلا من شراشف صوتك الحنون وكروان دعائك المبارك الذي يطبب أوجاعنـا بطهر الأمهات الطيبـات ..



لكنها الحياة البغيضة تلك التي لم تزل تعّرف عن نفسها بالرحيل يا أمي ..

 تنزع قفازيها وتلقيهما على طاولة الاحتمالات الكريهة .. تختار الأسوء منهـا في أكثر الأوقات سكينة تلك التي نفترض أن لا شيء قد يحدث فيها أو بعـدها , لتتوالى صفعاتها العنيفة على ظاهر الكف / وباطن الحلم ..
كأن لم تعرف قلوبنـا قط !


مضت سنوات يا أمي لم أتقن خلالهـا إلا ركل حجارة الحزن ورصفها بعيدا لتتسع عروقي للوجـع المارق وحده ..

 

كانت علاقتنـا استثنائية وكان هذا خطأك الوحيد الذي ارتكبته في حقي ! .. ليتك تعلمين أي سكين يغرزها الفعل الماضي حين نضطر الحديث عمن نحب بهذه الصيغة " كان .. كانت " .. !


نسيت الكلام يا أمي .. نسيت السكوت عن الفقد... إلا أن ثوراتي ليست إلا ثورات عليلة الصبر ..
لست بحاجة لكي أخبرك كم لم أجـد فعل أي شيء ممـا كنـا نفعلـه سويـا ..

لستُ بخير يا أمي .. ولم أعد كذلك بعـدك ... أنـا فقط أنتظر.. وأدع الأيـام تعبر وحدهـا , توقفتُ عن خوض المعارك .. حياتي لم تعد قضيتي.. هي شأن الحياة التي لا تعرف التوقف حتى لالتقاط أنفاسها فلتغصص بهـا إذن أنى شاءت .. ولست أبالي!



أتفتقديني ؟

أتخيلك دائمـا بجناحي ملاك !


سيكون الأمر مثيرا لو التفت الآن للخلف

 

 

و....




ألمحك ..



 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !