أمي مـا الأخبـار التي يجب أن أكتب لك عنهـا .. ؟
تعلمين بأنك رحلت عن عالمنـا هذا ..أليس كذلك ! ؟
تنزع قفازيها وتلقيهما على طاولة الاحتمالات الكريهة .. تختار الأسوء منهـا في أكثر الأوقات سكينة تلك التي نفترض أن لا شيء قد يحدث فيها أو بعـدها , لتتوالى صفعاتها العنيفة على ظاهر الكف / وباطن الحلم ..
كأن لم تعرف قلوبنـا قط !
مضت سنوات يا أمي لم أتقن خلالهـا إلا ركل حجارة الحزن ورصفها بعيدا لتتسع عروقي للوجـع المارق وحده ..
كانت علاقتنـا استثنائية وكان هذا خطأك الوحيد الذي ارتكبته في حقي ! .. ليتك تعلمين أي سكين يغرزها الفعل الماضي حين نضطر الحديث عمن نحب بهذه الصيغة " كان .. كانت " .. !
نسيت الكلام يا أمي .. نسيت السكوت عن الفقد... إلا أن ثوراتي ليست إلا ثورات عليلة الصبر ..
لست بحاجة لكي أخبرك كم لم أجـد فعل أي شيء ممـا كنـا نفعلـه سويـا ..
لستُ بخير يا أمي .. ولم أعد كذلك بعـدك ... أنـا فقط أنتظر.. وأدع الأيـام تعبر وحدهـا , توقفتُ عن خوض المعارك .. حياتي لم تعد قضيتي.. هي شأن الحياة التي لا تعرف التوقف حتى لالتقاط أنفاسها فلتغصص بهـا إذن أنى شاءت .. ولست أبالي!
أتفتقديني ؟
أتخيلك دائمـا بجناحي ملاك !
سيكون الأمر مثيرا لو التفت الآن للخلف
و....
ألمحك ..
التعليقات (0)