من أيام كان القذافي يستهزأ بالقران الكريم، ويدعو الفلسطينيين أن يأتوا جميعاً من دول العالم إلى فلسطين حتى وإن قصفهم الصهاينة بالنووي، ولم تكد تمر أيام على دعوة هذا المفسد إلا وكانت ليبيا على موعد مع الانتفاضة التي دعا لها أبطال ليبيا الخميس الماضي، والذين خرجوا من أجل التخلص من هذا الطاغية والقاتل السفاح الذي أجرى عشرات المجازر بحق السجناء داخل سجونه، وها هو الآن يجريها بحق أهل ليبيا المسالمين، بعد أن كان يدعو الفلسطينيين إلى مجزرة جديدة بحقهم.
إن خروج هؤلاء الأبطال يؤكد من جديد أكذوبة هؤلاء الحكام الجبريين الذين يدعون أن نجحوا بانتخاب الشعب لهم، وبخروج هذه الشعوب المسلمة تأكيد بأن الصبر قد نفذ منهم ، وأنهم نفضوا عنهم الذل والخوف، ولكن الغريب هو سكوت العالم أجمع عن هذه المجازر، التي تجري على أرض ليبيا، هذا العالم المنافق الذي يركب الموجة، فإذا ما رأى أن الكفة مالت بواحد من الطغاة مالوا إلى الحديث عن الطغاة والاستبداد، بينما هم الآن صامتون كصمت الأموات، حتى ينهي هذا الطاغية جريمته، أو يسقطه شعبه، ثم ترى المنافقون والمتسلقين يركبون الموجة من جديد، فأين كلام القرضاوي أين ذهب وأين اختفى، وهو يدعوا الله ليهلك الطغاة، أين هو الآن لا ينبس ببنت شفة!؟ كأنه فص ملح ذاب!؟ وأين بقية هؤلاء الذين ركبوا موجة الثورات الشعبية ضد طغاتها!؟ أين الشعوب المسلمة في كل مكان!؟ أين شعبي مصر الجارين لهذه الدولة الشقيقة، وهما يريان هذه المجازر التي تجري بحق إخوتهم في ليبيا!؟ أين انتم يا بقية مدن ليبيا عن نصرة إخوتكم، وانتم ترونهم يُقتلون على أيدي هذا الطاغية!؟
إن خروج أبطال ليبيا – أحفاد عمر المختار – اصمت كل دول العالم، وما عاد يسمع لها صوت ولا نفس، فقد الجم الترقب ما يسمى بدول المقاومة التي تنتظر سقوط قلعة من قلاعها في المغرب العربي، بعد أن كان ولي الفقيه في إيران يبارك الثورة في مصر ويدعوها لإقامة دولة إسلامية، حتى الغزاة الأمريكان الذين كانوا مشغولون بفيتو المستوطنات الصهيونية؛ قد أكل الخوف لسانهم، لأنهم أدركوا أن الشعوب المسلمة التي كانت مكبلة انطلقت الآن، وما عاد الخوف يعرف أي مكان في قلوبهم، وأن زمان عودة الأمة المسلمة إلى ريادتها قد آن وحان، فاصبروا إخوتنا في ليبيا فإنكم على الحق المبين، فصبراً أهل ليبيا صبراً، فإن النصر بإذن الله حليفكم، وسيسقط هذا الطاغية ويذهب إلى العدم والبوار، فرحم الله شهدائكم، وجعل الجنة مأوى لهم، وأذل قتلتهم، واخزاهم في الدنيا والآخرة.
اللهم إنك تعلم أن هؤلاء الفراعنة قد طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، فصب اللهم عليهم سوط عذاب، اللهم عجل بهلاك هذا الطاغية الذي قتل عبادك، وكفر بكتابك، ليكون عبرة لكل من تجرأ على سفك دم مسلم، واستهزأ بدينك، واجعل نهايته على يد أحفاد عمر المختار، كما كان عاقبة أبرهة وشارون وثوري تونس ومصر، اللهم أرنا في كل ظالم يوماً اسوداً، والقي الرعب في قلوبهم وشتت جمعهم، واختار لهذه الشعوب المسلمة قادة صناديد كعمر بن الخطاب وصلاح الدين ومحمد الفاتح، يدافعون عن عباد الله ويقيمون شعائر الله في أرضه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين
احمد النعيمي
Ahmeeed_asd@hotmail.com
http://ahmeed.maktoobblog.com/
التعليقات (0)