لقاء قناة العالم بالدكتور إبراهيم الجعفري
25/10/2007
- ندخل مباشرة في صُلب الأزمة التي يعيشها العراق الآن إذا أردنا أن نتحدث عن الأزمة التركية - العراقية، وما يجري على الحدود الشمالية في العراق؟
الجعفري: هناك أزمة تتحرك على مسرح إقليم كردستان والقسم الشمالي منه تحديداً، وهي تعبير عن حالة ملتهبة بين قوات (حزب العمال الكردستاني)، وما يلحق بنشاطها من أضرار وصلت إلى العمق التركي وبين تركيا، نحن نقدّر المخاوف المشروعة لدى تركيا، ونعتقد أن مقتضى سياسة حسن الجوار يلزمنا بأن نمنع أي إزعاج لهذه الدولة أو تلك من داخل الحدود العراقية، كما لا نتوقع من دول الجوار أن تتسبّب بإزعاجنا، ولعل ما تقوم به قوات (حزب العمال الكردستاني) من مصاديق الإزعاج، أو لنقـُل من مصاديق الأذى والضرر.
لذا نحن مع كل ما يمكن يحفظ حسن الجوار، وتبادل المصالح، وعدم التدخل في الشؤون السيادية لبلد من البلدان وهذا ينطبق على علاقتنا مع تركيا أو إيران أو مع السعودية أو الأردن أو الكويت كل الدول من دون استثناء لكننا نتوسم بالطرف الإقليمي الآخر وتحديداً تركيا أن تتعاون مع الحكومة العراقية لاختيار العلاجات المعقولة من دون أن تتحول الأزمة من أزمة محدودة إلى أزمة أكبر من ذلك؛ لأن هذا ليس في صالحنا ولا في صالح تركيا خصوصاً أن التجربة العراقية مازالت فتية، وأن الآخر الذي يتحرك في أقصى الشمال يتحرك في أرض وعرة قد لا يكون من السهل السيطرة عليه.. من هنا أعتقد أنه يجب أن يكون هناك تعاون على أعلى المستويات بين تركيا والعراق، وتنسيق ميداني مع إقليم كردستان للخروج من هذه الأزمة بطريقة سياسية ودبلوماسية تجنب البلدين مغبّة الأضرار المتبادلة.
- من وجهة نظرك دولة الرئيس كيف تُحَلّ هذه الأزمة
إذا كان الرئيس العراقي تحدّث صراحة أنه لا يمكن اعتقال عناصر حزب العمال الكردستاني المتواجدين في مناطق وعرة، كيف يمكن حلّ هذه الأزمة.. هل بطرد هذه الجماعات من العراق، أم ربما يكون هناك مخرج تتدخل فيه بعض الدول الإقليمية أو الولايات المتحدة الأميركية؟
الجعفري: لو نظرنا إلى العملية كعملية تصحيح للموقف ومعالجة بنمطية عراقية من دون أن تكون تركية - عراقية، وعندها تدخل في الحيّز التركي - العراقي معناه أنك تأقلمت، وأصبحت بين إقليمين وهذا من شأنه أن يثير، ويورّط البلدين في قضية لا طائل لهما منها، أما إذا جعلناها عراقية - عراقية فالعراق باسط سيادته، ونفوذه على أراضيه بكل تأكيد، ومن ثم له كل الحق في أن يرصد حركة أي مجموعة تمارس نشاطاً عنفياً وتخريبياً سواء كان ضدّ الحكومة المركزية، أو ضد الحكومة الفيدرالية في منطقة ما، أو دولة من دول الجوار..
أعتقد أن التعاون مع الحكومة العراقية ميدانياً للتخلص من هذه الحالة يكون أفضل طريق حتى لا تأخذ القضية نمطية إقليمية بين دولتين؛ فهناك فرق بين أن تكون القضية عراقية - عراقية تريد أن تمتد السلطة بشرعيتها، وتستخدم آلياتها المشروعة وإن كانت بالسلاح في الحالات الاستثنائية وبين أن نجعلها تمتد لتأخذ نمطية إقليمية بين دولتين.
وللاطلاع على نص اللقاء الكامل ، أنقر على الرابط التالي:
http://www.al-jaffaary.net/index.php?aa=library&id_book=112&id=1
ولمشاهدة اللقاء ، أنقر على الرابط التالي:
http://www.al-jaffaary.net/index.php?id_book=740&id=58&aa=video
التعليقات (0)