نظرا للظروف الأليمة التي يمر بها الوطن , تشتت العوائل بين دول الجوار و اوربا و البعض منهم لجأ إلى شمال الوطن , إقليم كوردستان و يمارس الجميع اعمالهم بحرية و يتنقلون بين محافظات الإقليم , وقد بات من الطبيعي ان تجد المطاعم المشهورة من بغداد و المحافظات الأخرى تزهو اسماءها على اللافتات و تواجة وجوه بغدادية مبتسمة في المحلات و الفنادق كزوار و عاملين فيها ايضا.. و باتت الفروقات و العزلة التي ولدتها الظروف السابقة ابان العهد البائد نتيجة الحصار الذي فرضته السلطات آنذاك تنحصر تدريجيا و تولدت قواسم مشتركة بين ابناء الوطن الواحد و منهم من تشارك في التجارة او المقاولات و غيرها من الأعمال منهم من تصاهر مع عوائل معروفة من اهل المنطقة , لغاية هنا لم تنتهي الحكاية كقصص شهرزاد حيث ينتصر الفارس على المارد و يعم الرخاء و الرفاه ...
صادف ان تكون احدى الشركات الهندسية من بغداد مشرفة على احد المشاريع التجارية و بحكم تعلق الموضوع بأحد الأصدقاء تعرفت على بعض العاملين فيها من اختصاصات مختلفة و اغلبهم ممن كانوا يسكنون بغداد و كنا نلتقي و نسهر اسبوعيا , عدا انهم قد خلقوا صداقات اخرى مع اكراد اخرين و يشاركونهم ممارساتهم الحياتية الاخرى بشكل و أخر.. و حين يأتي وقت النقاش حول الأوضاع السياسية و الحالة الأمنية في العراق على العموم يدهشني ان بعضهم يتناسى كل تلك الحالة الأمنية التي ينعم بها في اقليم كوردستان و انه يعمل بحرية هناك و يعاشر اصدقاء فتحوا لهم بيوتهم و علاقات اجتماعية متميزة و التكفل بكل متطلبات مكوثهم كضيوف في الدوائر الرسمية و غيرها , كل هذا و يقولون والله كاكه انتو امخربين الوضع علينا بالعراق.. كأنه نحن الأكراد نفجر المفخخات في بغداد و مدن الجنوب , كأنه نحن نقتل على الهوية , كأنه نحن من فرضنا الحواجز الكونكريتية بين وجود الكثافة الطائفية , نتهم بالعمالة لأيران في الوقت الذي يوميا تقصف ايران قصبات المناطق الكوردية و كذلك تركيا التي لا تتوانى من الدخول في الأراضي العراقية الكوردية و يتهموننا بالعمالة لأمريكا في الوقت الذي امريكا تفرض علينا تنازلات و تقوي الأحزاب العربية ضد القضية الكوردية و تعرقل حلول المادة 140 بسبب النفط و كثيرة هي الأتهمات الباطلة التي يراد بها تشوية نضال الشعب الكوردي لأجل البقاء و الحفاظ على هويتهِ , ترى هل اخطأنا حين حافظنا على سلامة ارواح المواطنين القاطنين في ربوع اقليم كوردستان و ابعدنا عنا شبح المفخخات و القتل على الهوية بأجراءات امنية لا تختلف عن باقي مدن العراق إلا بنجاحها عمليا و تمتع الأهالي بالأمن و الأستقرار؟ ترى ما المطلوب منا كي يسعد اخواننا العرب ؟!!!
التعليقات (0)