مواضيع اليوم

ما هذا الشبل إلا من ذلك الأسد

mos sam

2012-03-16 10:26:43

0

 خلال الأسابيع والشهور الأولى لثورة 17 فبرلير إنبهر العاالم بالشباب الليبي وهم يصارعون قوى الظلم والطغيان لنظام القدافي البغيض  بصدور عارية وتلهف للسلاح لرد دبابات ومدافع العدو المجهزة بأحدث الأسلحة وأعتاها . وسرعان ما تمكنوا من  الأستيلاء على أ سلحة كتائب القذافي وحاربوها بسلاحها . وبدأت الأسلحة تتدفق عليهم من الخارج والداخل  بكميات كبيرة شراء وهبة وغنيمة .كان فرح الليبيين في الداخل والخارج عظيما . وكنا في الخارج نتبادل أخبار معارك الثوار الشباب  التي تصلنا  عن طريق قناة الجزيرة والأتصالات التلفونية والأنترنت بفرح وتلهف لمعرفة المزيد .  وكان كل واحد منا يبشر الأخر بسقوط مدينة أو أنتصار  في معركة أو قتل أو أسر صيد ثمين من أنصار القذافي حتى يعلم الحاضر الغائب . وكنت في حديثي مع بعض الأصدقاء أقول أني فرحان وخائف متفائل ومتشائم في نفس الوقت. وعندما سألني البعض ومما تخاف ؟  قلت أخاف تشتت الشعب الليبي بعد الثورة . فكلما خفت قبضت السلطة على الليبيين  كلما طلت الخلاقات الأقليمية والأطماع القديمة بوجهها القبيح .فقال لي زملائي وكانوا أصغر مني سنا  إن الليبيين اليوم غير الليبيين الذين تعرفهم هؤلاء شباب متعلم جاءوا من أوربا وأمريكا ليحاربوا الطغيان وأنصاره . الم تراهم وهم يضحون بانفسهم ويساعدون وينقدون زملائهم وسكان الزاوية يهتفون لبنغازى وسكان بنغازي والمدن الشرقية يهتفون لطرابلس عاصمتهم الابدية  وسكان مصراتة و المدن الغربية ينادون العاصمة  لليلة حاسمة . كان هذا في الحقيقة مصدر فرحي وتفاؤلي ولكن خوفي  وتشاؤمي في قرارة نفسي تكمن في معرفتي بتاربخ الشعب الليبي . فرغم إني عشت بعيدا عن ليبيا أكثر من 35 عاما وتزيد إلا أني أعرف الشعب الليبي مدنه وحضره وقبائله ، جباله وسهوله ، شيوخه وشباب ، أماله وأحلامه . كما أعرف خلافاته وصراعاته ، وحبه وأحقاده ، وعنترته ورفضه للاخر.  وكان ذلك خلال الحرب ضد الأستعمار الأيطالي وخلال فترة الأعداد لأستقلال البلاد .وما رجال وشباب  اليوم إلأ أبناء أباؤهم وأحفاد أجدادهم ،  وللوراثة دور كبير ستلعبه بين الليبيين الأحرار بعد التحرير من حكم الطاغية   . وكنت أتوقع خلافات وصراعات ، وتنافس بين المناطق وبين المدن ، وبين القبائل ن  وبين الاسر،  وبين الأفراد .  وهذه تدل على حيوية الشعب الليبي  لكنه تخلق مشاكل عسيرة  لا حل لها . كنت أتوقع أنصار الفدرالية يخرجون من  مخابئهم بعد إختفاء دام  42 عاما لينشروا غسيلهم على الملأ دون حرج . وكنت أتوقع بعض المدن تتير جروحا قديمة مع غيرها من المدن  بعد أن أندملت عقودا دون وازع من ضمير أو سماحة قلب . وكنت أتوقع خلافات بين القبائل  طمعا في مكاسب وبين الاسر إثارة لنزاع مضى  عفى عليه الزمن.  وبين الأفراد حبا في السلطة والسيادة .  وسبحان الله من علم هؤلاء الرجال  والشبااب  ما كان عليه أباؤهم وأجدادهم  في زمن غير زمنهم وفي ظروف غير ظروفهم .  ومن أنباك أن أباك ديب . وانا هنا لا أعمم فالشعب الليبي معظمه شعب عظيم مستقيم .
هذا الذي كنت خا ئفا ومتشائما  منه  تحقق الأن  بكل تفاصيله وأسوا ما توقعت . فانصار الفدرالية خرجوا من مخابئهم  ولا اقول عن جهل بالمعنى الحقيقي للفدرالية فهي كما عرفت وجدت لضم دولا مجاورة  ومتكاملة في دولة واحدة وليس لتفكيك دولة موحدة ومتكاملة . حتى في حكم الطاغية الذي حكمها 42 عاما لم يستطع تقسيمها إلا بعد أن بدأ يلفض انفاسه الأخيرة ، ولم يتمرد أقليم أو ثارت قبيلة لتنادي بالأنفصال في عهده   . المناداة  بالفدرالية اليوم هي، قناع  للأنفصال . فقد الغيت الفدرالية التي أنشأها الأباء إضطرارا  في وقت كانت فيه  البلاد  مستعمرة  مقسمة بقوى عسكرية منفصلة تؤيد هذا وتعادي ذاك وتؤيد سياسة فرق تسد  وتم ذلك  بعد مضي عشر سنوات  وحققوا الوحدة الليبية  بعد ما زال تدخل الأستعمار . إن ما نسمعه اليوم ليس دعوة إلى اللامركزية كما يدعي أنصار الفدرالية لان اللامركزية لا تتحقق إلا في دولة موحدة لا في دولة فدرالية . السسلطات المحلية  تنتعش وتتطور في الدول الموحدة  وتتنافس وتتصارع في الدولة الفدرالية وغالبا ما تحد من طغيانها سلطة المحكمة العليا . وكل خلافات التي نسمعها  بيم المدن وبين القبائل والأسر والأفراد  اليوم هي إنعكاس لاطماع ومصالح جهوية أو زعامات  طموحة أو نعرات عرقية . والحل هل نترك الحبل على الغارب حتى يقصم أعناقنا وقد بدأنا  نشعر  بالتفافه حولنا  . أو نحاول التفكير بعقلية القرن الواحد والعشرين  وننظر لمن حولنا .  الدول العربية لا يوجد  فيها نظام فدرالي . الأمارات المتحدة ليس إتحاد ولايات بل إتحاد مشيخات مستقلة . الاتحاد الذي كان متوقعا بين السودان شماله وجنوبه تحول إلى إستقلال دولة الجنوب التي تحولت إلى خصم خطير لشمال السودان  والعرب. العراق رغم توقر مقومات الفدرالية  العنصرية لم يلجأ إليها خوفا من ابعادها الأنفصالية . ورغم أني أشك في  إقامة حكومة مدنية موحدة كما طالب الشعب  في ثورته   إلا أني لا زالت متفائلا ايضا .  فقد حصل كل ما يجري عندنا اليوم مع الاجداد والأباء كما بينت أعلاه ولكنهم كانوا عظاما في وقت الشدائد . لقد  إستطاعوا أن يتغاضوا عن خلافاتهم  ويكبحوا طموحاتهم  ويتغلبوا على صراعاتهم ويخفضوا من أطماعهم ومصا لحهم  وأن يقبلوا حلولا ناقصة مؤقتة كالفدرالية  لأرضاء  المتعصبين حفاظا على ماء وجوهم وضغوط القوى الأجنبية المسيطرة على الاوضاع انذاك والتي تشجع الأنفصال من وراء حجاب  ،  وأن يضغطوا على المتشددين من الليبيين لقبول ما أعتبره ضرورة للأجماع , وينادوا جميعا بالأمير إدريس السنوسي ملكا  دستوريا ، وأعلنوا  إستقلال ليبيا.  وخرجت إلى الوجود المملكة الليبية المتحدة دولة حرة مستقلة في 24 ديسمبر 1951 رغم ضيق الحال وإفتقار البلاد التي كانت أفقر دولة في أفريقيا  إلى الأمكانيات والموارد المالية التي تغطي حتى مصروفاتها الأدارية . ولم تمضي السنوات  العشر الأولى من الأستقلال  والعمل  السديد  وإكتشاف النفط  حتى أصبحت ليبيا من أغنى الدول الأفريقية في متوسط دخل الفرد . وقرر الملك إدريس الغاء النظام الفدرالي الذي كان شوكة في طريق ليبيا الحديثة  والحكم السديد  وإعلان المملكة الليبية . ولم نكن نعرف ما يخبئه القدر لهذا البلد الأمن المستقر، وما كانت  تحوم حوله من دسائس خارجية وداخلية ، حتى فوجئنا بطغمة من الضباط  الناكرين لفضل البلاد عليهم  يخرجون في ليلة حالكة الظلام للأستيلاء على السلطة  فهدموا  الصرح الذي شاده الأباء والأجداد . واليوم وبعد ثورة 17 فبراير المجيدة  نعود لنبدأ من جديد مسيرتنا التي بدأها الاباء والأجداد  فهل سنكون في مستوى المسئولية في ساعة الحسم   ونتغاضى على خلافاتنا  ونكبح طموحاتنا  ونتغلب على صراعاتنا  ونخفض من أطماعنا ، ونخرج من المرحلة الأنتقالية دولة ديمقراطية مدنية موحدة  تتصدر البحر المتوسط  لتبعث النهضة والتقدم في محيطها العربي ولتكون قوة فاعلة في العالم الأسلامي  وشريكا فاعلا للدول الديمقراطية المتقدمة  .     
             
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !