مواضيع اليوم

ما لا تعرفه عن الغجر

مجدي المصري

2009-08-16 17:45:26

0

 


عندما اردت الكتابه عن الغجر أو ما يطلق عليهم "الهنجرانيه" في مصر بحثت علي النت علني أجد أبحاث أو دراسات سابقه في هذا الامر حتي لا يكون ما أكتب تكرار لما سبق ووجدت العديد من الكتب والدراسات مأخوذه كلها عن دراسات غربيه تحكي عن أصول الغجر ونشأتهم وووجهات ترحالهم والاعمال التي يجيدونها …
وذهب البعض الي أن نشأتهم هنديه وذهب البعض الي أنها مصريه وأكد البعض أنها اوروبيه وتحدثوا عن أساطير نشأتهم وتوزيعاتهم قديما وحديثا وعملهم الحالي في بعض البلدان كالبغاء والرقص والغناء والبيطره وحوي الثعابين وقراءه الطالع …
ولكن كل هذا صورته لنا السينما المصريه من قبل ويعرفه الداني والقاصي ولكن ما الجديد ماذا عن الغجر في القرن الواحد والعشرين .. لا شيئ ولم يستطيع أحد أن يخترق مجتمعاتهم وتجمعاتهم من الداخل لذلك قررت أن أنقل للقارئ صوره من داخل تجمعات الغجر والتي لم يستطيع البحاثه أن يصلوا اليها أو يصوروها في أبحاثهم ...
مجتمع "الغجر" من الموضوعات شديده التعقيد لأن للغجر عالم خاص محاط بأسوار عاليه تمنع تماما دخول الأغراب اليها أو خروج الغجر منها ….
والغجر اليوم ليسوا كما كانوا في الماضي وكما كنا نراهم في الأفلام القديمه يعيشون في خيام ويتنقلوا بين الموالد ويحيوا علي أطراف المدن والقري ولهم ملابسهم التي تميزهم وبناتهم يعملن راقصات في الموالد ورجالهم طبالين وبودي جاردات هذه الصوره تغيرت تماما بعد أن عاشوا عقودا طويله مطاردين منبوذين من الناس …
الغجر اليوم منتشرون في العديد من المدن و القري المصريه يعيشون بين الناس ليس لهم أي شيئ يميزهم عن غيرهم فهم يسكنون في منازل عاديه بل وربما في فلل وسرايات ويرتدوا ثياب عاديه ولا تستطيع أن تفرقهم عن غيرهم في أي شيئ …
وان كان الغجر حديثا قد اختلطوا بالمجتمعات الحضريه واندمجوا فيها وصاروا جزء منها الا أنهم قد حافظوا واحتفظوا بعاداتهم وتقاليدهم ولم يتركوها أو يغيروها بالرغم من فرنجتهم وهم ان لم يعودوا يسكنوا في تجمعات أو قبائل كما كان في الماضي الا أنهم مازالوا علي صله وثيقه ببعضهم البعض أينما كانوا ولهم "السيم” أو اللغه السريه الخاصه بهم والتي يتكلمون بها حال وجود أغراب ...
ومجتمع الغجر يعتمد أساسا علي عمل النساء فالرجل الغجري لا يعمل علي الاطلاق لأنه ان عمل الرجل فهذا يعد عارا علي نساؤه ولكن ممكن أن يعمل في تجاره المخدرات فقط...
و نسلط الضوء علي هذا المجتمع المغلق بالنسبه للأغراب
ونبدأ بنساء الغجر .. حياه الغجريه تبدأ منذ يوم مولدها فعندما تلد المرأه بنتا تقام الأفراح والليالي الملاح وتنحر الذبائح ابتهاجا بالمولوده التي ستسعد أسرتها طيله عمرها أما لو كان المولود ولد فكأنما هناك مأتم في المنزل لا احتفالات ولا فرح لمجيئه علي الاطلاق ….
والابنه الغجريه تبدأ أمها في تعليمها منذ نعومه أظفارها الأمور المنزليه من طهو وتنظيف وخلافه بالاضافه الي فنون الاغراء والسرقه وعندما تتيقن الأم من مهاره ابنتها تبدأ في اصطحابها معها لتمارس السرقه والنشل وهي مهنه النساء الغجريات ..
وبالمناسبه موضوع الشرف مازال يحتل الحيز الكبير لدي الغجر فعذريه الفتاه الغجريه ليله الدخله يتوقف عليها عمرها كذلك اذا أحبت الفتاه الغجريه شخص من خارج الغجر تقتل أيضا وهي بالرغم من كل أساليب الاغراء التي تعلمتها فهي لتغوي الزبون فهي فقط لتنشله ليس أكثر …
كيفيه عمل الغجريات ..
كما قلنا مسبقا الغجريات يعملن بالسرقه والنشل فقط وأماكن العمل تتدرج مابين الأسواق الأسبوعيه في القري وحتي المولات الكبري ومحلات المصوغات والمجوهرات وكالاتي :-
أولا لا تخرج الغجريات فرادي وانما اثنتين أو أكثر فان كانت أم وابنتها فالحصيله تعود الي منزل واحد وان كانتا غير ذلك تقسم الحصيله بينهما …
ففي أسواق القري الأسبوعيه تسير الفتاه بمفردها والأم خلفها من بعيد وعندما تتوسم الفتاه في أحدهم الدناءه تتمهل أمامه لتتيح له الفرصه ليحتك بجسدها وهنا يبدأ عمل الأم بالمشرط الطبي الجراحي وتمزق جلبابه بأسرع من البرق وتتحصل علي حافظه نقوده وتعطي لابنتها الاشاره باتمام المهمه لتبتعد به الفتاه قليلا حتي تتيح للأم الفرصه للابتعاد ثم تهرب الفتاه منه في الزحام أو تنهره ليبتعد عنها وتلحق بأمها وقضي الأمر …
وفي الأسواق الشعبيه وأسواق الخضار في المدن والمكتظه بالنساء تخرج أيضا امرأتان أو أكثر وبعيون فاحصه يختاروا أحدي النساء اللائي يذهبن للتبضع ويحملن نقودا كثيره وينتهزوا الفرصه المناسبه لتصطدم احداهما بها أو تتوقف فجأه أمامها أو أي شيئ من هذا القبيل وفي لحظه يخرج المشرط الطبي الحاد ويعمل في الحقيبه ويختفي كيس النقود وبعده تختفي النسوه...
أما في المولات الكبري وفي محلات المصوغات والمجوهرات فالوضع مختلف فهن أي الغجريات يرتدين أفخر الثياب والكثير من المصوغات ويرتدن صالونات التجميل وتقلهن سياره حديثه بسائق وينشلن رواد المولات بنفس الأسلوب السابق أو يرتدين ملابس النساء الخليجيات ويفعلن الشيئ نفسه .. وأسلوب المغافله في محلات المصوغات واخفاء بعض القطع الذهبيه والاختفاء بعدها …
ولأن الأمر لا يسلم في بعض الأحيان فلكل مجموعه من الغجر المحامي الخاص بها والذي له مرتب شهري ثابت وحال القبض علي احدي النسوه يتم الاتصال به ويحضر في الحال ويبدأ في مساومه الضحيه ليتنازل عن ابلاغه للشرطه ..
وكذلك للغجر علاقات بأناس يعملون في أقسام الشرطه التابعين لها حال صدور قرارات من النيابه بالقبض عليهن أو صدور احكام ضدهن في احدي قضايا السرقه يتم ابلاغهن سرا و علي الفور ليختفين لدي الأقارب في أماكن أخري حتي تسقط الاحكام بالتقادم …
ومن هذا نري أن الفتاه الغجريه تمثل ثروه لأسرتها وبعضهن حققن شهره عائليه كبيره بما استطعن سرقته من مبالغ ماليه كبيره ولذلك نجد أن المهور للفتيات الغجريات أرقامها بالملايين لأن أسرتها ستفقد مصدر دخل عظيم سينتقل هذا المصدر الي الزوج لذلك يدفع الملايين والتي سيستردها تباعا من مهاره الزوجه …
وأفراح الغجر لا تكون في القاعات أو الفنادق ولكن في سرادقات ضخمه يقيمونها بجوار المنازل وتمتد حتي الصباح وتحييها مجموعه كبيره من الفرق الموسيقيه والراقصات المتخصصات في الأفراح وتنحر فيها ذبائح كثيره أي فيها كثير من البذخ …
كان هذا عن الغجريه فماذا عن الغجري ؟؟
منذ مولده وهو مشكله بالنسبه لأسرته فهو يجلس بلا عمل بجوار والده يتعلم منه تعاطي المخدرات وتجارتها في بعض الأحيان فالغجري ربما يستيقظ قبل أن تغيب الشمس بقليل ليبدأ يومه بتعاطي المخدرات وعندما تعود النسوه الي الدار يضعن النقود التي سرقنها في حجر الأب ويبدئن في اعداد الطعام وبعد الأكل تذهب النسوه للراحه بينما يبدأ الرجال في تعاطي المخدرات وحتي الساعات الأولي من الصباح …
وعندما يصل الغجري الي سن الزواج تتخير له أمه عروسه من بنات الغجر مشهور عنها خفه اليد والمهاره في النشل كمواصفات قياسيه للعروس لتبدأ الأسرتان المفاوضات حول المهر الذي يتراوح حول رقم المليون تدفع عدا ونقدا لتنتقل الفتاه الي بيت أسره زوجها بعض الوقت ثم تستقل هي وزوجها في مسكن خاص بهم عندما تنجب …
والفتاه الغجريه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتزوج من خارج الغجر أما الشاب الغجري فأيضا يفعل المثل ولكن يمكن أن يسمح له أن يتزوج من فتاه من خارج الغجر ولكن من المخالطين لهم والتي تتوسم فيها أمه أنها يمكن تدريبها بسهوله وضمها للعمل ان كانت أسرته متوسطه الحال....
ومجتمع الغجر اليوم يختلف تماما عن ما عرفتموه عنهم من الافلام....
مجدي المصري




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات