مواضيع اليوم

ما كان قائدًا ولا زعيمًا!!

عماد فواز

2012-03-22 07:26:09

0

الرئيس الراحل صدام حسين عندما صعد إلى منصة الاعدام لتنفيذ حكم أمريكا بإعدامه، رفض أن يغطئ رأسه بكيس قماش أسود، وفضل أن يعدم وهو ينظر لشانقة، وكان يردد عبارة «عاشت العراق» بكل قوة وثبات، كذلك الزعيم الراحل ياسر عرفات.. عندما حاصره الصهاينة وسمموه ووهددوه بل وقصفوه بالمدافع، وقف أمام كاميرات التلفاز وردد بكل قوة وثبات وتحدى وعظمة «ياجبل ما يهزك ريح».. ومات كما يموت الزعيم، لم يفرط فى كبريائه ولا فى صلابته وقوته برغم كل ما كان يعانيه.
أما الرئيس السابق الذي صدعنا إعلامه المضلل طوال ثلاثين عاما بأنه البطل والزعيم والقائد وصاحب الضربة الجوية، ومفتاح نصر اكتوبر وكل الانتصارات، وهو الماضي والمستقبل، حتى صدقنا هذا الكذب وسلمنا بانه قائد وزعيم، إلى أن قامت ثورة 25 يناير المباركة، انكشفت حقيقته، وظهرت خبايا شخصيته، فتجلى أمام الجميع شخص مهزوز مغيب ومضلل، يعيش فى وادى والشعب فى وادي، قراراته دائما متأخرة ومتخبطة، وفوق هذا وذاك «جبان».
وكلمة « جبان» لم أقصد بها السب.. وإنما هى وصف لشخصه بناء على الفعل الذي ارتكبه أمام الرأي العام العالمي والمحلي، فهو أثر أن يتمدد على سرير داخل قفص الاتهام ليواجه تهماً منسوبة إليه وهو يخبئ وجهه بيده فى منظر لا يدل أبدا على أنه كان في يوم من الأيام قائدا أو زعيما.
هذا المنظر ما كنت أتوقع أبدا أن أراه، وكنت أظن أنه سوف يدخل إلى قفص الإتهام واقفا على قدميه، ليواجه الإتهامات الموجهة إليه ويرد عليها بثبات وتحدي ينفيها أو يبررها كما يفعل القادة او على الأقل الرجال الأقوياء.
لكنه لم يفعل، ولن يفعل، وسيظل ما تبقى من عمره يخفى وجهه وهو ممددا على سرير المرض - مدعيا - لأنه يعلم أنه أهان شعبه وقتله ولم يكن له قائد ولا زعيم وانما كان يخدم مصالحة ومصالح حاشيته.
هو لم يدافع عن نفسه امام الحكمة لأنه يعلم في قرارة نفسه انه مدان، وانه اساء تربية أبنائه فدمروه ودمروا البلاد من قبله وسرقوا ونهبوا وساعدوا أصدقاءهم على السرقة والنهب، وخربوا وباعوا وسمسروا في قوت الشعب، فأفقروا الوطن ودمروا كل شيء.
وهو يعلم أيضا أن زوجته تجبرت وأهانت الشعب وتعاملت مع الوطن وكأنه عزبة خاصة بزوجها، وكانت تمارس طقوس الملكية، وكانت تتعامل مع مصر وكأنها مملكة خاصة بها وبأبنائها، وكانت لا تعبأ وتفعل كل شيء من خلف ظهره لدرجة أنها جعلت منه مجرد ديكور على الهامش، وأصبحت الهانم - كما كانوا يطلقون عليها - هى الكل فى الكل وهى الحاكم الفعلي للبلاد.
وهو يعلم كذلك أن أصدقاء أبنائه لعبوا بالبلاد وكأنها ملكية خاصة لهم، ودمروا الحياة السياسية والنيابية وأفسدوا الذمم وخربوا العقول وفعلوا ما لا يمكن وصفه خلال العشر سنوات الاخيرة، وبرغم استغاثات المخلصين - وهم قلة حوله - وتحذيراتهم إلا أنه كان لا يستوعب ولا يستمع إلا لمبررات النفي التى كانت تسوقها له قرينته، وللأسف تأكد من ذلك بعد أن شاهد بعينة نتيجة أفعالهم.
وهو يعلم أن أعضاء حكومته لصوص ومقامرون وسماسرة، وأنه سكت عنهم عامدا متعمدا أنه أيضا كان شريك فيما يفعلون، وكان مؤيدا لممارساتهم لأنها جزء لا يتجزأ من ممارساته وصفقات فساده، فهم لم يكونوا إلا موظفين لديه وليس لدى الشعب، وكانوا يديرون أعماله وليس أعمال الشعب، ويخدمون عرشه وكرسيه ومخطط التوريث ولا يخدمون الوطن.
وهو يعلم أيضا أن شعبه جائع بسبب سرقة قوته وخائف بسبب بطش زبانيته، وأن هذا الشعب يكرهه ولن يصدقه ولن يستمع إلى دفاعه، كما أنه لم يستمع إلى شكواهم وإلى صراخهم طوال ثلاثين عاما، لهذا لم يفكر فى الدفاع عن نفسه.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات