الرسول معصوم و النبي غير معصوم..؟
ما قلت لهم إلا ما أمرتني به ...؟
http://www.elaphblog.com/posts.aspx?U=3715&A=116946
ما يأبى أن يفهمه الإسلاميون أن النبي محمد عليه السلام يتصف بصفتين أساسيتين الأولى كونه نبيا بشرا كان "ضالا فهداه الله إلى سواء السبيل"..
و أما الصفة الثانية كونه رسولا قد عصمه الله في إبلاغ كلماته المعجزة إلى الناس كافة، كما كلف بقية رسله عليهم السلام ، قبله في إبلاغ كلماته و رسالاته الأزلية الصالحة لكل زمان و مكان ..!!!
فكونه رسولا فهو لا يخطئ في تبليغ كلمات الله المعجزة كما هي و المتمثلة في القرآن المجيد الذي هيأ الله له كل الأسباب و تعهد بحفظه - وهو القادر - من أي تحريف أو تغيير..
أما كونه بشرا نبيا فقد يخطئ في الاستجابة لتعاليم الوحي ... و لذلك كان الله يعاتبه بصفة النبوة إذا ما أخطأ من قبيل : (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك ...) ؟
لقد انتبه محمد عليه السلام إلى خطورة أن يعتبر أنصاره أقواله البشرية بمثابة الوحي كما يعتقد الإسلاميون اليوم ..!!!
لذلك حالما بلغه أن بعض الصحابة بصدد تدوين أقواله البشرية طلب منهم أن يجمعوا الصحف التي بها هذه المدونات و قام بإحراقها جميعا و فعل أبو بكر و عمر رضي الله عنهما نفس فعلته و أحرقوا كل ما دون من كلام النبي البشر..؟
و لا ننسى أن الكفار و المشركين كانوا قد طلبوا من النبي عليه السلام في حياته أن يأتيهم "بقرآن غير القرآن المنزل من الله ..أو أن يغيره و يبدله قال تعالى موضحا طلب أسلاف السلفيين في سورة يونس : ..( وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ( 15 ) قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون ( 16 ) )
فكان رد الله حاسما و نزل من القرآن قوله تعالى في سورة الحاقة :( ولو تقول علينا بعض الأقاويل ( 44 ) لأخذنا منه باليمين ( 45 ) ثم لقطعنا منه الوتين ( 46 ) فما منكم من أحد عنه حاجزين ( 47 ) وإنه لتذكرة للمتقين ( 48 ) وإنا لنعلم أن منكم مكذبين ( 49 ) وإنه لحسرة على الكافرين ( 50 ) وإنه لحق اليقين ( 51 ) فسبح باسم ربك العظيم ( 52 ) )
و لامه الله نبيه عليه السلام في سورة الإسراء قائلا :( ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ( 74 ) إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا ( 75 ) ( وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا ( 76 ) )
كما انتبه أبو بكر لخطر من يخلط بين كلام الله المعجز الصالح لكل زمان و مكان و بين كلام النبي البشر الذي لا يملك لنفسه /لغيره ضرا و لا نفعا..
فقال رضي الله عنه: من كان يعبد محمدا فإن محمد قد مات و من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت..!!!
إن القرآن إذ يؤكد على ضرورة عدم الخلط بين "الرسول المبلغ" عن الله كلماته المعجزة و شرعه المبين/ رسالاته .. و بين النبي البشر العاجز بطبعه أن يأتي و لو بآية واحدة من عنده .. إنما أراد أن يجنب المسلمين في أي زمان و أي مكان أن يعبدوا نبيه عليه السلام بدلا عن عبادة الله الواحد ... كما فعل أتباع موسى و عيسى ... عندما تحولوا من عبادة الله إلى اتخاذ ( أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون ( 31 ) "سورة التوبة".
ما جعل الله عز وجل يسائل رسوله عيسى عليه السلام قائلا :
(وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ( 116 ) ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد ( 117 ) ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ( 118 ).
إن السلفيين / الإسلاميين/ سنة كانوا أو شيعة أو قرآنيين ... إذ يمعنون في الاستناد إلى ما رواه " البخاري و مسلم " من "أحاديث بشرية / نبوية واعتبار ذلك مصدرا من مصادر التشريع في الإسلام.. يكونون قد اتخذوا لهم أربابا بشرية من دون الله و حقت عليهم لعنة الله في الدنيا و الآخرة كما حقت على أهل الكتاب من قبلنا " ما لم يتوبوا "
فهل يستفيق قومي يوما و يطهروا عقيدتهم من الشرك بالله الذي أوردناالمهالك و التناحر و الضعف.. ما أضحك علينا جميع الأمم
التعليقات (0)