مواضيع اليوم

ما عرفنا الأردن الا كريما

رباح القويعي

2012-10-10 02:55:28

0

 

تزداد التحرشات السورية "النظامية" ضد الأردن شيئا فشيئا منذ بدء الثورة السورية وحتى الآن وبشكل تصاعدي رغبة في النظام السوري بتصدير مشاكله وإحباطاته إلى المناطق الحدودية ، وما ذاك إلا لأنه يعلم تماما أن هذا البلد وقف بكل إنسانية ومحبة ووئام مع الشعب السوري سابقا ولاحقا . وإذا أردنا أن نسلط الضوء على الأسباب الحقيقية لتلك التحرشات السورية ضد الأردن فيجب علينا أولا أن نعلم أن المناطق الحدودية السورية الأردنية هي أكثر ما يثير قلق النظام السوري وخاصة لأنها في ظهر مدينة درعا أول من ثار ضد النظام ، وأن امتداد القبائل والعشائر لأهل درعا إنما هي في المدن الحدودية الأردنية كالمفرق وإربد والعديد من القرى الأردنية المحيطة ، ومن الطبيعي أن يجد أبناء العمومة يد أقاربهم ممدودة إليهم إنسانيا وعروبيا وعشائريا ، إضافة إلى أن النظام السوري يكن كل الحقد على الأردن وقيادته لأسباب يعرفها القاصي والداني ويدركها الصغير قبل الكبير ، وليس الحقد وليد الساعة بل هو من سنوات طويلة عندما أثبت الراحل الكبير الملك حسين أكثر من مرة أن النظام السوري هو من تآمر على القضية الفلسطينية وهو من شتت شملها وفرق كلمتها وجعل من منظمة التحرير الفلسطينية الواحدة عشرات الأحزاب والتنظيمات والتي صارت أذرع أمنية للنظام السوري بشعارات فلسطينية فقط أما على أرض الواقع فلا تلك المنظمات ولا النظام السوري تجرء على إطلاق رصاصة واحدة ضد إسرائيل مثلهم في ذلك مثل حزب الله الذي يتشدق ليل نهار بأنه سيضرب ويحرر فلسطين وهو لا يستطيع أن يحرك ساكنا ضد إسرائيل ولو كان صادقا حقا فهذه بوابة فاطمة أمامه هل يجرؤ أحد على الاقتراب منها ؟ أين هي المقاومة ؟
لقد اعتاد النظام السوري على تصدير الأزمات وتساعده في ذلك إسرائيل بكل إمكانياتها وخططها ؛ ففي أعقاب مذبحة حماة الأولى سارعت إسرائيل إلى اجتياح بيروت وألهت العالم كله عن جرائم النظام في سورية ، والان ايضا يطالعنا المسؤولون الاسرائيليون بتصريح تلو الاخر عن خوفهم من الترسانة الكيماوية لسورية وكأن العالم غافل عن حقيقة ان سورية لو امتلك سلاحا نوويا وليس كيماويا فلن تهدد اسرائيل بل سيكون هذا السلاح جزءا من حماية حدود اسرائيل الشمالية وما هذه التصريحات الا محاولة لدعم النظام السوري الان على طريقة "عدو عدوي صديقي" المعروفة ، وهكذا كلما ازداد الضغط على النظام سارع الحلفاء إلى ابتكار أساليب جديدة لتثبيت النظام السوري ويسارع هو إلى الاعتداء على أحد الجيران كالأردن وتركيا ولبنان والعراق وما تاريخ الأحداث السابقة عنا ببعيد ، وفي نفس الوقت يطلق الأبواق الإعلامية المؤيدة له حملات ضد الدول المجاورة لا لشيء وإنما لأنهم مدوا يد العون والإغاثة إلى الشعب السوري وفتحوا لهم الأبواب واستضافوهم وقدموا لهم الأمن والسلامة كضيوف أعزاء مرحب بهم ، وليست غريبة على الأردن فهو ومنذ القدم صاحب الشهامة والكرم .. أليس هناك سوريون مهجرون في الأردن منذ عام 1980 وقبله وبعده ؟ أليس في الأردن مئات الألوف من العراقيين الهاربين من صدام أولا ثم من التحالف ثانيا ثم من المالكي وزمرته ثالثا ؟ أليس في الأردن مئات اللبنانيين الذين كانوا ضحايا الحروب والميليشيات على مدى سنوات طويلة ؟ أليس في الأردن مئات بل آلاف الشيشانيين والأرمن والعرب والعجم ومن كل الملل الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت فوجدوا في ربوعه أمنا وسلاما ؟ ثم وقبل هذا وذاك أليس فيها مئات ألوف الفلسطينيين على اختلاف توجهاتهم وأفكارهم وأحزابهم وفصائلهم ؟
عجبت لمن يتطاول على الأردن وينقصه حقه أو يحاول أن يحط من قدره كيف يقرأ التاريخ أو كيف يفكر ويفهم أم على قلوب أقفالها ؟

د. رشيد بن محمد الطوخي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !