مواضيع اليوم

ما عاد متسع يليق


 

  تغفو وقافلة الصياحِ
تجدُّ بالمسرى
كما جاءت تعودُ
وأنتَ منذ الطلقِ
تقتاتُ الطنينَ
يكاد يقتلك الهدوءُ
لذاك بيتكَ
بات للصحبِ/الضفادعِ
مرتعا

الماء يسقيك الحنينَ
ورعشة الأشجارِِِ
تطعمك الدخانَ
رغيفكَ النارُ الهشيمُ
وكأس جدعكَ
بالكآبة أترعَا
تخشى على أشلائكَ
الوطنَ المجففَ
أن تشقَّ إذا ابتسمت
وطبعك العربيُّ
يُخجِلُ وجنتيكَ
تموت جوداً كالفراتِ
وحولك الأصحاب
تهمي كالحجارة أدمعا

قالوا بأن السهم محمرٌّ
وأنت ولدتَ
من رحم التقاعدِ
ته بألفافِ ابتساماتِ البريق
فألف سكينٍ تغطي النصلَ
تحت شفاهها ما بين
أحلام الرضابِ
وشفرة السمِّ المعتق
ألف عقد طُبِّعَا
ما عاد في الجسد/ الندوبِ
مساحة للطعنِ
بينكَ فتَّشَ الأصحابُ
علَّك تحت ما خَثَّرْتَ
من موتٍ
تخبئ مطمعا

يا منبتَ الأطلالِ
نخلُك والأساطيرُ القديمة
قد تَجذَّرَ عشبها
في ذاتك الأولى
وعذق الخمرِ
عرجون الخطيئةِ
قد تقطَّرَ فوقَ
آثار الصحاب الخلَّفوكَ
على رصيف القمحِ
والسبعُ العجافُ
تضيء قنديل الشهابِ
بمبخر الأحلامِ أمنيةً
فقحطك وانفلات الضغطِ
ينبئها بأن الزيتَ
في أحشاء صدركَ
أودعَا

عمدا ستلفظك الحداثةُ
عنكبوتاً
ثم تبذر فيك بيضاً
من دبابير الحكاية
لا تخبئ رملة في الرملِ
لا تمسح بدمعك أدمعا

ما عاد متسع يليقُ
برحلة التهجير
مزِّقتِ الحقائبُ
فلتدع صوت الهديلِ
يفر من مخزون صوتكَ
وحده يجتاز أسلاك الحدودِ
يجسد التصوير مصداقا
ويرثي الفتنة الأولى
سترقص حوله اللغة / الحمائم
فوق سفح البوحِ
تنتزع السماتِ
فللتَّعرِّي مثل ما للبحرِ
فلسفةُ افتضاح المدِّ
لا ليلٌ كموج البحرِ
لا شمسٌ كحرف الأصلِ
حين تطل طيفَ أميرة للبحر
تحتضن الأساطير المخمرة
العتيقةَ
تشعلُ العشاقَ
وحدك/ عاشقوك
وعاشقوك/ الـ(أنتَ)
يهدون الخيالَ
خيولَ صمتكَ
سوف يجري صمتكَ المبحوحُ
فوق المظلمات البكر
ينتزع الغشاء غوايةً
حتما ستعلم أن رَوحك
خلف رُوحِك أُتْبِعَا

يا للصدى الصمتي
كيف يدب بين تراب
هذي الأرضِ
ينتظر الخصوبةَ
لا يزال يمد إصبعه
إلى علياكَ
أخشى أن يقطِّع
في التطاول إصبعَا

قالت لي العرافة الأولى:
سيعبد ماءه بعضٌ
ويعبد ربه بعضٌ
ويسرق قلبه كلبٌ
ويقتل كلبه ذئبٌ
ستبصر فوق وجنتهِ
زوايا ستة وُسِمتْ
تغور بكل زاويةٍ
تمزق جسمه العلويَّ
مثل (حسينه)
من فوق طاولةٍ
توزع باغيات القصرِ
أوراق الغواية
من جوارحه
سيلعب فيه محتال
ويطرحهُ
سيقطع من يديه
رؤوس سيجارٍ
ويمضغها
ويبصقها
ويحرقهُ
وينفث من دخان العمرِ
أوله وآخرهُ
ويُجهَدُ حين يجهدهُ
فيطرحنا ويطرحهُ
ويمسح شفرة السكينِ
عن دمهِ
ويلقي في بقايا النفث
والحلم الموشى مبضعا

عشقا ستبعثه النساء
الفاقدات
تخيطه بدموعها
بنذور جز الشعر
بـ(الفخري)
بالأسفارِ
بالميلادِ
تتبع خطوه
بدعائها المبلولِ
تسكب ماء إبريقٍ
على آثاره في الشطِّ
ترسله لزمزمَ
ترسل الأبناء
يوم العيدِ
(دوخلةً ) فَـ(دوخلةً)
لشاطئهِ
سيطفئ شمعها
مسك الصبايا البكرِ
قالتْ:
سوف تُلفظُ من مياه البحر
دوخلةٌ
تأملْ روثها البقري
تلقى رقعة
خيطت بأزرارٍ من الكبريتِ
والقطن العراقي القديمِ
وفوقه ختم من اللبنِ المحرَّمِ
من زنا الأرحامِ
لا تحرق يديك بفكها
أدلق عليها زيت فانوسٍ
ودثرها برَبْرَبِ
بحركَ الملحي


قالتْ:
سوف يأتي
حين تحتضن المدينة سرها
تمسي كعاشقةٍ
تطلُّ من النوافذِ
قبل ثانيةٍ من اللقيا
وعطر بخورها
غَبَشٌ يحيل مساحة الرؤيا
لزاوية انتظارِ الحلمِ
يخفي شخصه المغموسُ
بالآمال تيهاً مربعا

قالت:
وأنتَ ستعشق
الأنثى التُصاحبُه
التخضب شيبه
بعجين حنَّاها
وتمشط شعرهُ
صمتتْ
وقد غرستْ بكفيَ
ظفرها وشماً
تذكرني بعهد الدمِّ
لازال انقباض الوشم يلهبني
ويصحبني إلى حجرٍ
على شط الخليجِ كنورسٍ
أعياه هجر السربِ
أعيته القذارةُ
جَنْحُهُ فرشاة آثارٍ
تفتشُ في خبايا الرملِ
عن مدنٍ
تمنتها بقاياهُ
وتبحث عينهُ
عن ذلك الآتي
وقد أعيا الشرايينَ
احمرار الانتظار المرِّ
ما أغفى
وقد تعبت جوارحهُ
وأغفت أجمعا

البرد دثَّره
ولحن الزمهريرِ
يعيد للذكرى
نقيقَ ضفادعٍ
كانت تغوص
بضلعه الحاني
وقد نفقت يمامتهُ
فتاهوا في مجاهيل الحنايا
أربعين سويعة
وغبار عجلهم القضى
في اليم نسفا
قد سعى

يا للخطيئة
هل تبيع الدانةَ الأصدافُ
في سوق النخاسة
هل تعدد
طولها ظفر
وعرض العجز والأثداء
ظفر
هل ستكشف
ما تخبئ من مفاتنها
وتنفي ما يقلل
سعرها الربحي
تنفي عجزها
عن قدرة الإنتاجِ
تنفي أصلها الرملي
تنفي أنَّ منجلها
لفكي صدغها
المختومِ ذلا أوجعَا

يا للخطيئة
هل ترى الماضي
هو الآتي
هل الآتي
هو الماضي
هل الذكرى
هي الأحلامِ
ماضينا وحاضرنا وآتينا
معا
___




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !