لأنه فجر جديد ..ولأنه صباح نقي ..
ولأنه نور أضاء جنبات مصر وسطع من بريق عشرات الملايين من أعين الشباب الواثب كالفراشات نحو ضوء الحرية ..
ولأنها ثورة عدها كثير من الخبراء بأنها أضخم ثورة في التاريخ الحديث ..
ولأنها بيضاء .. ولأنها سلمية ..ولأنها شعبية شبابية بالدرجة الأولى ..
ولأنها لم تؤثر فقط في مصر ولا العالم العربي .. بل في العالم أجمع ..
ولأنه قد تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من فجر الانطلاق..
فإننا لم نجد عنواناً لمقالنا السابق أفضل ولا أنسب ولا أشمل من عنوان ( وأشرقت مصر بنور ربها) .. هكذا رأينا ..وهكذا تصورنا ..وهكذا هي الحقيقة التي لا تقبل أي جدل ..
إذ الأرض كلها تشرق بنور الله.. وإلى الله مرجع كل شيء ..
ونعتقد بما لا يدع أي مجال للشك أن كل قدم دبت على أرض ميدان التحرير أو في مصر من شباب أو شيوخ أو نساء أو عجائز جميعهم يرجعون الفضل والتوفيق في نجاح ثورتهم إلى واحد أحد لا شريك له (الله) ..
جميعهم يعتقدون ويؤمنون إيماناً عميقاً وراسخاً بأن الله معهم ..
جميعهم بلا أدنى استثناء كان يعتمد على الله ويبتهل إليه وينشد منه المعونة والمدد والتوفيق والسداد والنجاح .. حتى الذين جلسوا في بيوتهم يتابعون الملايين الحاشدة تجد قلوبهم تدق وألسنتهم تلهج بالدعاء إلى الله أن يسترها عليهم وعلى مصر وأن يحفظها من السوء ..
وباعتبار أن السيد نزار النهري (لا ديني) أو (ملحد) ولا يؤمن بوجود إله خالق وقادر ومعبود ويدين له من في السماوات ومن في الأرض .. فأورد لنا تعليقاً على عنوان مقالنا ( وأشرقت مصر بنور ربها ) هذا نصه :
(أشرقت مصر بنور شبابها أو بنور تويتر والفيسبوك تكون اكثر معقولية ومنطقية .. فربها يتفرج عليها فقط ولم يفعل لها شيء منذ ثلاثين عاما .. تحياتي))
إن نزار من - وجهة نظره - قد حسب الأمر من وجهة (عقلية ) فأنكر علاقة الله سبحانه وتعالى بهذا الأمر .. بينما نحن نحسب الأمر من وجهة (عقائدية) فنعتقد - يقينا - أن الله تعالى هو صاحب المن والفضل والنعمة على الجميع مهما كانت آراؤهم أو اختلاف وجهات نظرهم مؤيدين أو معارضين ..
فالمصريون جميعاً يدينون لله ربهم الخالق بالفضل والمنة والتوفيق ونجاح ثورة شبابهم وشعبهم وذلك عن عقيدة راسخة..
وهو حينما يطرح (رأيه) واعتقاده من وجهة نظره المؤيدة ( لديه ) بحرية الرأي ..
إلا أن نزار يتجاوز حدود حرية الرأي إلى المساس "المتجاوز" والمتعمد" بالذات الإلهية وهو يعلم أنه يخاطب مسلمين أو حتى مسيحيين مستخدماً "في نظر الموحدين " لغة ماسة بعقيدتهم وتؤدي – حتماً- إلى استثارة من لا يمكنهم الإمساك بلجام حلمهم أو ضبط نوازعهم الانفعالية ..
وهذا ما يؤدي إلى ردة فعل لا يمكننا لوم صاحبها في انفعاليته أو اندفاعه ..
فما يعتقده نزار أنه من إطلاقات حريته في التعبير عن رأيه وأنه لم يتجاوز في ذلك حدود التعبير عن الرأي .. يعتقده غيره – وبيقين جازم - أنه " يتعمد " المساس بعقيدتهم خاصة وأن نزار لا يعدم لغة (اللباقة والكياسة والفطنة والاحترام ) في محاوراته مع غيره من الأشخاص ..
كما أننا نقول أن الله تعالى وتسامى عن نعت نزار إياه بما وصف ..
فنحن نؤمن ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ..
كما نؤمن بمقولة أينما تكونوا يولى عليكم .. وقد غير الناس بعضاً مما بأنفسهم وعزموا على ذلك فأعانهم الله وأنجح مسعاهم فيما عزموا عليه .. فكان الشكر والدعاء والصلاة والحمد والتكبير والتهليل والترانيم والتراتيل تضج بها أنحاء مصر .. وتلهج بها الملايين من ألسنة المتوكلين على الله من شعوب العرب وغيرها ..
ومن روعة المصريين أن المسيحيين الذين رفعوا الصلبان في قلب ميدان التحرير وأقاموا صلواتهم على شهداء الثورة من الشباب وهم محاطون بملايين المسلمين الذين أقاموا صلاة الغائب على أرواح ذات الشهداء الشباب بينما قام المسيحيون بحراسة المسلمين وحمايتهم أثناء الصلاة ..
فكل ذلك ورغم الاختلاف الجوهري الشديد في العقيدتين ..
إلا أن كلاً من المصري المسلم والمسيحي يعتبر ويعتقد جازماً دون أدنى ريب أن الله هو المعين وهو الموفق وهو مسبب الأسباب وإليه يرجع كل الفضل وكل النعمة وله كل الحمد وكل الشكر وكل الثناء .. وما صورة الملايين التي لم تترك فرضاً من صلاة في ميدان التحرير في أشد لحظات الثورة ذروة وحرجاً وشدة ..
بل تكاد تعتقد أن ذلك المشهد جزء من مشاهد صلاة الحجيج على عرفات أيام الحج الأعظم ..
إن الله يسكن في داخلنا .. وإن الله هو ربنا ..ومعبودنا .. وخالقنا ..
وما موضوع الفيس بوك ..والتويتر.. والإنترنت إلا أسباب وأدوات لا يقبل عقل طفل لدينا أن يجعلها البديل عن الله أو أنها هي التي صنعت النصر من دون الله ..
نحن قوم العقيدة لدينا لا تتعارض البتة مع العقل ولكن لو فرض أنها تعارضت مع العقل ..
فإن العقيدة لدينا هي الأولى بالإتباع ..
لذا .. فنحن قوم مرجعيتنا (عقائدية) لا (عقلية) وفقط ...
ملحوظة : لا زلت مؤمناً أن بقاء مبارك بضعة أشهرفي الحكم مع انتقال سلمي آمن للسلطة هو الأفضل بنظري حتى لا يظن أحد أنني تغيرت ..
التعليقات (0)