من قصيدة /
مازلت اذكر يا أبي
يوم ارتحلنا عن مغانينا وخلّفنا الديار
طللا .. تخيّم فيه أشباح الدمار
مازلت أذكر يوم أن هجم التتار
وصرختُ من أعماق صوتي في الظلام
وابلدتي !
هجموا علينا يا أبي مثل الجراد بلا عدد
بين الكروم .. على البيادر يزحفون
والليل معتكر وصوت البوم ينعق من بعيد
في حائط خرب عتيق
والريح تعول .. والنساء مولولات في الطريق
ودوي قنبلة .. وأشلاء تناثر في العراء
ويضج صوت شارد النبرات .. يخنقه البكاء
ويلاه ! مات أخي تحطّم بيتنا حرق الاثاث
وتطل أحداق النجوم بلا اكتراث
وتفر اسراب الحمام عن السطوح
وروائح البارود في الاجواء .. خانقة تفوح !
ويخرُّ جندي على الأنقاض .. وا لهفي عليه !!
غدرت قذيفته .. فعادت عندما انطلقت اليه !
التعليقات (0)