حيث أننا لو راجعنا مسيرة هذا القائد الفذ منذ أن فتح عينيه على حركة الشبيبة وعمل على تأسيسها فى الثمانينات
وما ذاقه من قهر السجون المتتالية والذى أراد الإحتلال النيل من عزيمته ولكن أنً له ذلك ليستمر الدحلان فى عمله الكفاحى
ليصدر قرار إبعاده خارج حدود الوطن لتكبر همومه بحجم قضية شعب بأكمله يسعى لرفع غبار الزمن عن الملف الفلسطينى ليشرف
على إنتفاضة الحجارة التى قادها الشهيد الراحل أبا جهاد وأشرف على مسيرتها شخصياً ولم تكن فترة إبعاد القائد الرمز دحلان سوى مسيرة من النجاحات على مستوى العمل الوطنى ليكلف قائداً لجهاز الأمن الوقائى قبيل عودته لأرض الوطن أثر توقيع إتفاق أوسلوا الذى أفضى وأنتج عودة الثورة الفلسطينية إلى أرض الوطن المحتل
لتبدأ مرحلة جديدة من بناء اللبنة الاولى لموقومات الدولة الفلسطينية ألا وهى السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة رمز الثورة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات
وإستمر القائد دحلان جنباً إلى جنب مع القائد أبا عمار حامياً للقرار الفلسطينى محافظاً على صلابة المواقف الفلسطينية
ليكلف عضواً فى الفريق المفاوض ليثبت من جديد صلابته وقوة عزيمته وأن ثوابت الشعب الفلسطينى لا يمكن إخضاعها
للمساومات وأن المفاوض الفلسطينى لا يمكن أن يهادن فى حقوق أبناء شعبهليثبت للعدو قبل الصديق أنه المفاوض الذى لا يقهر لتعمل إسرائيل على إغتياله فى عملية يشرف عليها شارون شخصياً لتشاء الأقدار خلافاً لما أراد ذاك اليمينى المتطرف
وما كان من وابل الرصاص إلا زاد من عزيمة وإصرار القائد الفتحاوى لإستكمال مسيرة النضال معلناً عدم تنحيه عن مواصلة العطاء لقضية أبناء شعبه
وإن صمود القيادة الفلسطينية الذى شكل رادعاً فى وجه الحكومة اليمينية المتطرفة عكس بوصلتها لتتخذ قراراً بإضعاف أركان السلطة وبدأت بتوجيه الضربات الجوية لكافة مقراتها وتتوج حربها البربرية بإنسحاب احادى الجانب لتخلط كافة الأوراق على الساحة الفلسطينية
وينجح الإحتلال بتقديم المشروع الوطنى الفلسطينى لقمة صائغة على طبق من ذهب لحركة حماس التى تربصت منذ نشأتها بمشروع منظمة التحرير الفلسطينية والمتعطشة للحكم وللإحتلال ولتستكمل ما بدأه الإحتلال من مسيرة تدميرية لتنتهج خطوة الإنتخابات كخطوة اولى للإنقضاض على ما تبقى زاحفاً على الأراضى الفلسطينية وليس قائماً لأنه لم يعد شيئاً قائماً وإلى يومنا هذا
وما يدعوا للغرابة والإستهجان أن تحمل حماس إنقضاضها وإنقلابها السافر التصفوى إلى القائد دحلان الذى عُرف بمواقفه الوطنية الواضحة والجلية والذى نبه مسبقاً وفى أكثر من محور أن تلك الحركة المتأسلمة تعد العدة للإنقضاض عليكم وعلى تاريخكم ولكن ليس من سامع وليس من مجيب
فتلك القيادة لم تتعرض للإغتيال ولم تبتر اياديهم وأرجلهم من خلاف ولم يسحلوا فى شوارع وأزقة المخيمات ولم تتخذ بحقهم القرارات على مقدمات الجيبات الإيرانية الفكر والعقيدة
ورغم كل هذا الصمت المطقع والضعف المخجل تحمل ما تحمله القائد دحلان وواجه ماكنة التشوية والتخوين التى طالت من رأس الهرم حتى آخر مولود ولد لشاب فتحاوى وإستمر القائد الدحلان بالمناداة لتطوير عمل السلطة وحركة فتح من خلال تصميمه على إنعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح المخرج الوحيد لإعادة الحركة إلى الصدارة ولتعود طليعة العمل لوطنى
ليعقد المؤتمر مؤخراً ويثبت الفتحاويون أنه سيد الموقف من جديد ويهدوه نجاحاً يثبتوا من خلاله أن صفحته ما زالت بيضاء
ولم نعلم أن نجاح القائد دحلان قنبلة تتناثر شظاياها لتصيب اولئك الواهمون الذين تسلقوا على دماء الشهداء التى سالت من أجل وحدة القرار الفلسطينى وتسلقوا على آلام الجرحى وعذابات الأسرى
ليبنوا لهم عالماً آخراً بعيداً عن فتح وبعيداً عن انظمة المشروع الوطنى الفلسطينى
عالم مبنى على التشوية والتخوين ومعادلة المؤامرة
ليبدأوا بشن حرباً جديدة من نوع جديدة غريبة عن ثقافة فتح التى نعرفها عنوانها حرباً على القانون والنظام والدستور
حرباً على كل من ينادى بتضميد جراح الفتحاويون حرباً على كل من ينطق إسم غزة الجريحة حرباً على كل من ساعد بنجاح القائد الفتحاوى الدحلان للوصول إلى اللجنة المركزية ليطالب بحقوق وإستحقاقات الشعب الفلسطينى
حرباً على من قال لا لنهب ثروات شعبنا
حرباً على من قال تعالوا لنعيد لفتح كرامتها وكبريائها
حرباً على من قال يكفى عبثاً فى الملف السياسى ولنكن واضحين بمطالبنا وخياراتنا ولنخلق البدائل الوطنية .
حرباً على من قال لا لحل السلطة أحد أبرز إنجازات نضال شعبنا
ولم يكتفى فريق البروقراطية القابع فى إقطاعية المذل لدين الله العباسى لينساق إلى مؤامرة الإبوة والأبناء فهى خياره الوحيد لإستكمال مؤامرة الإنقلاب على الشعب الفلسطينى التى تم صياغتها تحت فوهات المدافع الأمريكية على قاعدتها القطرية ونفذها مشعل سوريا البائدة وإيران المستسلمة وعباس المنقلب على عقبية
ولم نعلم أن ثمن توقيع تصفية دحلان فى إحتفال القاهرة الذين أطلقوا عليه إسم المصالحة .. المصالحة على إهدار دم القائد دحلان الذى فشل بتنفيذها عباس مع فرقة الكومانفايات الاخيرة التى كانت آخر عملياته بعد فشل مرسومه البائس الذى رٌد إلى نحور من نصحوه بتوقيعه
ليعود القائد دحلان سيد الموقف على الساحة الفلسطينية
فهو القائد الوحيد فى العالم الذى يواجه مصيره بثبات وعزيمه
وهو الذى مازال معلناً إلتزامه بالقوانين الحركية والدستور
وهو القائد الوحيد الذى مازال يحضى بأعلى نسب الإستطلاعات على الساحة الفلسطينية
ونحن مازلنا نقول لكم أيها المارون بين صفحات نضالنا
إن القائد دحلان صاحب مشروع وطنى حتماً سيحققه
وليس صاحب شركة ربحية حتماً ستغلق أبوابها ويرحل أصحابها
التعليقات (0)