مواضيع اليوم

ما رديت علي يا بو بندر

محمد سرتي

2010-07-04 09:34:41

0

تحياتي أبا بندر.
إشارة لموضوعك حول خطبة الجمعة، طلبت منك مساعدتي في الإجابة عن تساؤلاتي ولكنك لم ترد علي.
ترى هل يشعر المرتشي بألم في ضميره أم يعتقد بأنه على حق؟ هل يوجد مجرم في هذه الدنيا يرتكب جريمته عن غير قناعة ورضى وطمأنينة نفس بأن ما يفعله هو عين الصواب، وأن ظروفه أقوى منه، وأنه لا يملك خياراً آخر، وأن الله سيتفهم هذه الظروف ويغفر له باعتباره مكرهاً؟
ترى كم خائن في هذه الدنيا يقول عن نفسه أنه خائن؟ بل وكم منهم لا يعتبر خيانته عملاً مقدساً بطولياً وواجباً إنسانياً يستحق عليه الثناء لا الذم والثواب لا العقاب؟ ألا يرتكب الجواسيس كل ما يخطر ولا يخطر على بالك من موبقات: الكذب والنفاق، الغدر والخيانة، العربدة والدعارة، الاختطاف والتعذيب، القتل والاغتيال، التفجير والتخريب، السرقة والاختلاس، النصب والاحتيال، التآمر والإرهاص، وربما حتى السحر والشعوذة وهم يعتقدون أنهم يؤدون أكثر الأعمال قدسية وشرفاً وفضيلة ووطنية وجهاداً مباركاً؟
ألا يعتقد الكثيرون أن التقية عبادة من أكثر العبادات قدسية، وأن الله يثيبهم على كل كذبة بحسنة، وأن أسرعهم دخولاً إلى الجنة هو أكثرهم كذباً ونفاقاً؟ ترى لماذا –في رأيك- يصرون على التمسك بهذا الاعتقاد؟ هل هم أغبياء؟ أم أنهم لا يملكون ذرة من ضمير؟
أم أنهم يملكون عقولاً وضمائر استطاعت –بالفعل- إقناعهم بأن الله يحب الكذب والنفاق إلى هذه الدرجة، لذلك يعتبرون التقية عين العقل وقمة الضمير؟!
ماذا يعني هذا الكلام؟
ترى هل يوجد شيء اسمه "ضمير إنساني عام"؟ هل توجد –بالفعل- بديهة أخلاقية أو منطقية مشتركة بين جميع بني البشر؟ أم أن هذا الكائن الذي يسمي نفسه "إنسان" يملك قدرة خرافية على صناعة وتفصيل كافة أشكال ومقاسات الضمائر، وتزيينها وتطريزها بكل مستلزمات التنظير المنطقي، كل حسب شهوته وهواه، بل وأحقاده الشخصية وميوله السياسية وانتماءاته العرقية والطائفية والمناطقية والقومية والقبلية والعائلية والثقافية إلى آخره؟
هل تعلم يا أبا بندر أنه لو حضر أولئك المرتشين صلاة الجمعة لرفعوا أيديهم يؤمّنون مع الإمام على لعنة المرتشين وطردهم من رحمة الله دون أن يشعر أحدهم بأي وخز في ضميره، فهم قد فصّلوا لأنفسهم من الضمائر أدرعة واقية تحول دون إصابتهم بسهام تلك الدعوات، إنهم لا يعتبرون أنفسهم مرتشين، بل أصحاب حق ظلموا وهضمت حقوقهم من قبل الدولة، لذلك فهم يحاولون استعادة تلك الحقوق بطرق غير مباشرة.
ستجد يا أبا بندر من يقول لك: نحن حكام هذه البلاد الشرعيين، كان جدنا بن رشيد والياً شرعياً على الرياض من قبل دولة الخلافة العثمانية، ثم جاء بن سعود وانقلب على الباب العالي واغتصب السلطة من أصحابها ليستفرد وحده بثروات النفط، لذلك فنحن نحاول استعادة حقوقنا الشرعية في هذا النفط حتى لو بطريق الاختلاس والفساد والرشوة والتآمر، فالحرب خدعة، والخدعة في الحرب ليست جريمة، بل هي ذكاء وحكمة وجهاد مقدس.
ستجد من يقول لك: نحن أصحاب الدين الصحيح الذي أسسه أحفاد محمد وأبناء فاطمة الزهراء، نحن أتباع الحسين وأنصار آل البيت، نحن الفرقة الناجية الوحيدة التي سيخرج منها آخر الزمان مهدي هذه الأمة ليحكم العالم بأسره، وهؤلاء الوهابيون الذين تسلطوا علينا بحد السيف وبدعم الإنجليز وحماية الأمريكان يريدون القضاء على ديننا وتدمير مذهبنا، تسلطوا على أرضنا فنهبوا بترولها وسلبوا ثرواتها ليستخدموها في نشر مذهبهم الفاسد، حرمونا من تلك الثروات وهضمونا حقوقنا ومنعونا من المناصب القيادية والدرجات العليا. إنهم لا يستحقون الإمامة، فالإمامة لا تكون إلا لآل البيت بنص الأحاديث التي بين أيدينا، هم لا يستحقون هذه الأموال لأنهم نواصب كفرة، بل إن القرآن ينص على أن خمس مدخول البترول يجب أن يذهب لآل البيت. أليس من الواجب علينا بعد هذا أن نحاول استرداد حقوقنا المسلوبة بشتى الطرق والأساليب المتاحة، أليس الوهابي كافر محارب لا حرمة لماله ودمه وعرضه؟
ستجد يا أبا بندر من يقول لك: نحن أبناء النبي وأحفاده وعترته وآل بيته، حكمنا الحجاز لأكثر من ألف عام وكنا الولاة الشرعيين عليه من قبل الفاطميين ثم الأيوبيين ثم المماليك ثم العثمانيين. نحن الذين أشعلنا الثورة العربية وطردنا الأتراك وحللنا محلهم، وبايعنا المسلمون على الخلافة بعد الأتراك وكنا قاب قوسين أو أدنى من توحيد الأمة العربية لولا تمرد بن سعود علينا واحتلال النجديين لأرضنا، فرضوا علينا مذهبهم الوهابي الفاسد وحطموا ضرائح أوليائنا من آل البيت ومنعونا من الاحتفال بمولد جدنا رسول الله. سحبوا كتبنا من الأسواق وفرضوا على أبنائنا أن يتعلموا في مدارسهم تكفير الصوفية، فبتنا غرباء في أرضنا مقهورين في ديننا مهمشين في ثقافتنا. حرمونا من بقرة الاتصالات بعد أن خصخصوها وهم الآن يحاولون خصخصة مؤسسات الطوافة والخطوط السعودية ويضيقوا علينا الخناق في الجمارك والمواصلات والمجاري وينبع الصناعية. استغلوا كارثة جدة لينشئوا لنا لجنة لتقصي الحقائق كي يحرمونا من مشاريع الأمانة، نحن لم نسرق أموال تلك المشاريع، لم نسرق ميزانية المياه والصرف الصحي، لم نسرق........ ولم نسرق....... ولم نسرق....... نحن فقط كنا نسترد حقوقنا المشروعة من اللصوص الذين سرقوها منا.
سأحكي لك يا أبا بندر قصة طريفة حدثت في هذا المكان قبل أربعة آلاف عام، في منطقة نجد، في مدينة اسمها "أور الكلدانيين" تقع في الطرف الشمالي أو الشرقي من صحراء النفود، وعلى ضفاف الفرات خرج شاب نجدي اسمه إبراهيم، خرج يبحث عن الحقيقة، عن الله، عن الوجود، من نحن؟ ولماذا نحن هنا؟ وإلى أين ذاهبون؟ من هو إله هذا الكون؟ ولماذا أتى بنا إلى هنا؟ لماذا خلقنا؟ وماذا يريد منا؟
لم تقنعه آلهة المدينة، لم ير في أي منها ما يستحق التقديس، كان شاباً بدوياً بمعنى الكلمة، بكل ما في البداوة من معاني العزة والأنفة والكبرياء، والحرية والصدق مع النفس، لم يكن من السهل عليه أن يحني هامته لكائن من كان، حتى لو قيل له أن هذا الكائن هو إلهك، كان يفضل الكفر على أن يعبد إله لمجرد أن البقية يعبدونه، فهو ليس كالبقية الذين تعودوا أن يحنوا هاماتهم لكل مظنة إله. قال لهم إبراهيم: لكي أعبد الإله يجب أن أتأكد بنفسي أنه بالفعل إله، فهامتي عزيزة، عزيزة جداً، لا يمكن أن تركع لأحد حتى لو شهدت الدنيا بأسرها أنه إله ما لم أختبر ألوهيته بنفسي وأرى آثارها بأم عيني ويطمئن لها قلبي، عندها فقط يمكن لهذه الهامة أن تنحني بمحض إرادتها.
خرج يبحث عن الحقيقة (فلمّا جنَّ عليه الليل رءا كوكباً قال هذا ربي، فلمّا أفل قال لا أحب الآفلين. فلمّا رءا القمر بازغاً قال هذا ربي، فلمّا أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكوننَّ من القوم الضالين. فلمّا رءا الشمس بازغةً قال هذا ربي هذا أكبر، فلمّا أفلت قال يا قومِ إني بريء مما تشركون. إني وجّهت وجهيَ للذي فطر السماوات والأرضَ حنيفاً وما أنا من المشركين)
وبالطبع تعرف أنت بقية القصة حتى حفروا له حفرة النار وقذفوا به داخلها فخرج منها يمشي على قدميه. ما الذي حصل بعد ذلك؟ ماذا تتوقع؟
هل تتوقع أن أهل المدينة خروا على وجوههم سجداً من هول هذه الآية الإعجازية؟
دعني أفاجئك وأقول لك إنهم قد ازدادوا كفراً على كفرهم.
لم يرد في القرآن أو التوراة أو الإنجيل أو في أي أثر تاريخي أن أهل مدينة إبراهيم آمنوا بالله بعد معجزة الحفرة، بل إن الدراسة الأركيولوجية لطبقات المعبد أثبتت أن زقورة مدينة أور (جنوب العراق) قد تم إعادة بنائها وترميم أصنامها مباشرة بعد تحطمها في القرن التاسع عشر قبل الميلاد.
بعد أن خرج إبراهيم من الحفرة طردوه من المدينة فهاجر بأهله إلى أرض الكنعانيين. هل تتوقع يا أبا بندر أن أولئك الناس كانوا أغبياء وعديمي الضمائر لدرجة أنهم شاهدوا بأمهات أعينهم رجلاً يخرج من حفرة اللهب بهذه الطريقة الإعجازية المهولة، دون أن يترك هذا المنظر الخرافي الخارق في قلوبهم شيئاً من الأثر؟
قبل أن تجب على سؤالي بنعم أو لا؛ دعني أكمل لك الجزء الثاني من هذه القصة الطريفة، والذي حدث أيضاً في هذا المكان، ولكنه حدث بعد الجزء الأول بأربعة آلاف سنة، حدث –تقريباً- بنفس التفاصيل.
في ليلة السادس من رمضان لعام ألف وأربعمائة وثلاثين للهجرة، وفي قصر محمد بن نايف في جدة، جلس شخصان على كنبتين متجاورتين لا يفصل بينهما سوى طربيزة صغيرة، وفي محيط تلك الدائرة الضيقة التي لا يتعدى قطرها المترين؛ انفجرت عبوة ناسفه تزن مائتي جرام من خلطة السي فور، وما أدراك ما خلطة السي فور، أما الأول فتمزق جسده إلى سبعين قطعة، وانطلقت أشلاؤه بفعل قوة الانفجار لتخترق جدران القصر الإسمنتية، وأما الآخر فخرج يمشي على قدميه.
وللمعلومية؛ فإن درجة حرارة الانفجار الناتج عن مادة السي فور تبلغ أربعة أضعاف حرارة الفحم والحطب الذي كان يحيط بإبراهيم في حفرة اللهب، هذا من ناحية؛ ومن ناحية أخرى فإن الفحم والحطب ليس لديه قوة انفجار.
إن الطريف في هذه القصة هو أن جزءها الثاني كان أكثر إعجازية من جزئها الأول، فقد تم توثيقه بالصور التي انتشرت عبر جميع وسائل الإعلام العالمية ليشاهدها ويقف على تفاصيلها الحية أكثر من ستة مليارات إنسان دون أن يتحرك في واحد من أولئك الستة مليارات شيئاً من ضمير، أو يحاول أياً منهم إعمال شيء من المنطق لتفسير هذا الحدث الإعجازي المهول، في نفس الوقت الذي يتشدق أولئك الستة مليارات أنفسهم ويزعمون بأنهم لو كانوا قد حضروا حادثة محرقة إبراهيم وشهدوا نجاته بأنفسهم لآمنوا به في التو واللحظة.
هل تعلم يا أبا بندر أن أولئك الذين يتشدقون ليل نهار بكرههم وحقدهم واحتقارهم لقوم إبراهيم الكفار قساة القلوب، هل تعلم أن أولئك الذين يزعمون إيمانهم بكرامة إبراهيم ومعجزاته لمجرد أنهم قرءوا عنها في القرآن دون أن يشاهدوها أو يقفوا عليها عياناً، هل تعلم أنهم هم أنفسهم الذين ما لبثوا أن كذبوا معجزة محمد بن نايف وهي حاضرة أمامهم عياناً بياناً، وهم يقفون على تفاصيلها الدقيقة حية على الهواء. فما أن أذيع الخبر ونشرت الصور في الإعلام حتى تحركت أحقادهم ودفعت بهم لنسج القصص الخيالية حول بطلان القصة حتى لا يعترفوا –ولو أمام أنفسهم- بقداسة هذه الأسرة وعظمة منزلتها عند الله. قالوا: إن هذه القصة مدبرة، فقد خدع محمد بن نايف وجنوده ذلك المسكين الذي جاء ليسلم نفسه، فقاموا بحشو العبوة في مؤخرته، وربطوه بالكنبة، ثم خرج محمد بن نايف وجنوده من الغرفة، وقاموا بتفجير ذلك المسكين عن طريق الريموت كونترول، ثم قاموا بتصوير آثار الانفجار، ووضعوا على وجنة محمد بن نايف بعض الماكياج، وأخذوه إلى المستشفى، وجاء والده وعمه لزيارته كي يكملوا التمثيلية التي تدربوا عليها طويلاً حتى أخرجوها لوسائل الإعلام فيلماً هندياً يستحق جائزة الأوسكار.
ولكن لم تمض أسابيع قلائل حتى خرج علينا أحفاد النمرود يعترفون بفعلتهم، بكامل تفاصيلها كما روتها وزارة الداخلية. ويظهر ذلك العسيري الحقير بنفسه ممسكاً بقنبلته وهو يتلو بيان خزيه وعاره وغدره وخيانته وكذبه ونفاقه وجرمه وغبائه، ظهر بعد موته وهو يشهد على نفسه بالفشل والنذالة والخسة والحقارة عليه لعنة الله وملائكته وكتبه ورسله. إلا إن الأدهى من ذلك هو إصرار أولئك الأنذال على التغافل عن تلك المعجزة المهولة وكأنها لم تحرك في ضمائرهم شيئاً ولم تحثهم على مراجعة أنفسهم ولو للحظة واحدة.
كيف تفسر يا أبا بندر أنهم برغم ما شاهدوه بأمهات أعينهم ليلة السادس من رمضان؛ خرجوا يهددون بتدبير المزيد من عمليات الاغتيال لأفراد هذه الأسرة، خرجوا يحتفلون بكلبهم الهالك ويصفونه بالشهيد، خرجوا يعلنون في كل محفل إصرارهم على نصب المزيد من المحارق لأبناء إبراهيم، خرجوا يعلنون أنهم هم القديسون الطاهرون الصادقون؛ وأن آل سعود هم الخونة الكفرة الكذابون؟!
ترى يا أبا بندر هل يحق لنا بعد هذا أن نزعم بوجود شيء اسمه ضمير إنساني عام أو بديهة منطقية قياسية لدى البشر؟ ألم تثبت لنا هذه القصة بجزئيها أن الضمير الإنساني هو أكثر الأشياء قابلية للتطويع والتشكل والتفصيل والخياطة والتطريز؟ وأن الحقد والكراهية والغيرة والحسد والأنانية والهوى والشهوة هي وحدها المواد الخام التي يصنع الإنسان منها ضميره ويصوغ منطقه ويبني على أسسها فلسفته تجاه الحياة والآخر.
إذا كنا حتى اليوم لا نزال نسمي أنذال القاعدة بالمجاهدين؛ ترى ماذا عسانا نسمى قوم إبراهيم؟ قديسين؟! أنبياء؟! ملائكة؟! آلهة؟!
وبعد كل الذي حصل أمام أعينهم في السادس من رمضان؛ مازالوا يصفون محمد بن نايف بأنه خائن وعميل وكافر وآل سلول وآل يهود، ألا يحق لنا –إذاً- أن نلتمس كل العذر لقوم إبراهيم عندما طردوه من المدينة مباشرة بعد خروجه من حفرة اللهب؟ على الأقل لم يحاول قوم إبراهيم أن يكرروا محاولة اغتياله مرة أخرى بعد ما شهدوا نجاته الإعجازية وعرفوا قيمته عند ربه، حتى ولو لم يؤمنوا بهذا الرب.
ترى هل حدث على مدار التاريخ أن أرسل الله نبياً أو رسولاً إلى مدينة من المدن فآمن به أهلها؟ ترى هل حركت جميع معجزات الأنبياء شيئاً من ضمائر أقوامهم؟ لقد شق لهم موسى البحر، وأحيا لهم عيسى الموتى، وفلق لهم محمد القمر إلى نصفين، ماذا كانت النتيجة؟
كيف كانت تنتهي رسالات الأنبياء؟ كم مرة أثبتت لغة الحوار والضمير والبديهة المنطقية جدواها؟ ألم تنته رسالات الأنبياء ساعة بالطوفان، وساعة بالخسف، وبالصيحة، وبالريح، وبالإغراق. وساعة بقتل الأنبياء، وساعة يرفع الله نبيه إليه؟
هل آمنت قريش عن طريق الحوار المنطقي الذي استمر ثلاثة عشر عاما قبل الهجرة؟ أم إنهم (رضي الله عنهم) آمنوا عن بكرة أبيهم في ساعة واحدة عندما رأوا السيوف تلمع فوق رقابهم يوم الفتح؟
ترى ما هو معدل الفترة الزمنية التي كانت الأديان تبقى فيها صامدة بعد وفاة أنبيائها؟ كم من الزمن بعد وفاة موسى بقي دينه توحيدياً قبل أن يحرفه اليهود؟ كم سنة استطاع الحواريون أن يحافظوا على صفاء ونقاء تعاليم المسيح التوحيدية قبل أن يتمكن بولس من تحويل الديانة إلى وثنية خالصة؟ وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، كم من الوقت استطاع الإسلام أن يصمد فيه كديانة توحيدية خالصة قبل أن يتحول نصف المسلمين إلى شيعة ونصفهم الآخر إلى متصوفة ومعتزلة ومرجئة إلى آخره؟
إذا كان الله قد أودع في دواخلنا ضميراً معيارياً عاماً وقدرة بديهية نموذجية مشتركة على تحديد الصواب من الخطأ والحق من الباطل والخير من الشر، فلماذا نحتاج للأنبياء والرسل والديانات والكتب السماوية؟
ألم تثبت الرسالات السماوية أن الكائن البشري مخلوق ناقص الأهلية، فاقد للبوصلة الأخلاقية، عديم القدرة على الفاهمية الذاتية، لذلك هو يحتاج –على الدوام- إلى من يرشده من الخارج ويوجهه ويقيم أفكاره وعقائده وسلوكياته ويصحح مفاهيمه العامة؟
ولكن هل نجحت الرسالات السماوية في إنجاز هذه المهمة؟ بل وهل نجحت أياً من الفلسفات والميتافيزيقيات والنظريات الاجتماعية والسيكولوجية والسياسية والاقتصادية إلى آخره؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا السؤال الذي أرجوك أن تجبني عليه يا أبا بندر.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات