ما رأيك لو تبحث عنهم؟

كيف تصل إلي معرفة الله ...هناك طريقان للوصول إلي معرفة الله سبحانه والإيمان بوجوده أولهما مصاحبة الأولياء ولن تصاحبهم بل ولن تعرفهم إلا إذا كانت وجهتك إلي معرفة الله فحينها يدلك الله عليهم ويوفقك للجلوس معهم ...لأنهم غير ظاهرين ومثلهم كمثل الجواهر لا توجد ظاهرة وإنما في مناجم لا يصل إليها إلا من يبحث عنها بجد واجتهاد أو هي في صدفات البحر لا يصلها إلا غواصون مجتهدون وكذلك الذين يختصهم الله بالمعرفة يحيطهم بغلالة من الخفاء لأنهم مثل الجواهر وقد جعل الله لكل شمس سحبا تخفيها أحيانا ولكل قمر ليل يظهره لمن تطلع إلي السماء ويخفيه عمن شغلته مشاهد النهار الظاهرة وهل يصل المؤمن إلي الإيمان بعقله ؟ لو كان هذا صحيحا فما للذين يقال لهم علماء ظهرت علي أيديهم اكتشافات وعلوم قيمة وشهد لهم الناس بالذكاء لم ي صلوا إلي معرفة الله ؟ ...إن من ينكر وجود الخالق نفر من الناس حجب الله عنهم حقيقته التي أظهر المؤمنين منها القدر اليسير بحكمته وكما صعق سيدنا موسي بتجلي الله له وهو من أولي العزم فكيف لنا نحن البشر أن نتحمل شهود تجلياته؟..ولو أظهر الله حقيقته لهم كاملة أو بقدر كبير لتحولوا إلي ملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ...هذا لأن الإيمان يعطى ويمنح بقدر لكي تسير الدنيا علي ما أراد الله وإلا لو شهدوا وجود الله بعقول ناصحة ذكية فسوف يكونون كمن يرى الجنة أمامه فلا يسعه إلا أن يجرى إليها ولو رأى النار ما استطاع أن يفكر في معصية... فما بالك لو رأى الله بعقله وروحه فهل يكون عندها قادرا علي التفكير فيما سواه؟ ولكن البحث عن الأولياء والناصحين واجب علي كل مؤمن لأن الأمن والإيمان عندهم ومن صحب المصابيح شاهد ما حولها ومن اصطحب من يفتقد نور الله فكيف يرى ما حوله ؟ وخير ما تصطحبه في خلوتك كتاب الله فهو نور كما قال الله وتستطيع أن تكتفي بنور الله إذا داومت علي قراءة كتابه وهذا الكتاب الذي يحفظه ملايين الناس بحروفه وهو بهذا الحجم دليل علي أنه من كلام الله فليس مشهودا أن يحفظ إنسان كتابا في مثل حجمه هكذا بكل دقة واقتدار ولا يوجد كتاب تقرأه آلاف المرات ولا تمل منه إلا كتاب الله وهذان دليلان علي أنه ليس من كلام البشر أما الطريق الثاني فهو التدبر في خلق الله وفي نفسك وأجهزة جسدك كيف تعمل دون إرادتك وأنت في كل أحوالك...وكيف يبسط الله الرزق لكثير من الذين لا يمتلكون مهارة جمع المال..... ويحجب المال عن كثير ممن يتقنون حرفة أو يملكون من العقول ما يتميزون به عن أقرانهم من البشر؟......وإن توسعنا في مجال التقييم للرزق بما يشمل أشكاله المتعددة التي لا تحصى ونقول أن منها العلم والصحة والأولاد والحكمة وكل ما يحرزه الإنسان, لقلنا أن كل هذا لا يعطي سعادة خالصة وإذا كان العقل الناقص لا يدرك السعادة بما في اليد من رزق ناقص وإذا فالعقل أيضا رزق ناقص ... , فكيف يأمن الإنسان ويكتفي بالعقل الذي لا يستكمل أسباب السعادة وإن يسرت له ؟..... وهل هذا من العقل أصلا ؟