جريدة الدار الكويتية الاثنين, مارس 21, 2011 العدد/965
علي البحراني
عندما تتوانى أميركا عن تحديد موقفها في ثورة تونس ثم في ثورة مصر وفي ليبيا تتباطأ وفي اليمن تتغافل أما في البحرين فتدير وجهها عن المعتصمين نهائيا وفي سورية تحذر وبشدة قبل التظاهر من المساس بالمتظاهرين نتفهم أن أميركا ليست راديكالية ولا مؤدلجة وأن مصالحها ومصالح شعبها فوق كل اعتبار أخلاقي أو غير أخلاقي، لكن حينما تلقي قطر قنبلتها الإعلامية للإطاحة بزين العابدين في تونس ثم تسخر طاقاتها للإطاحة بمبارك في المصر وتصر على الإطاحة بالقذافي في ليبيا وتغطي تظاهرات اليمن ثم تتجاهل المتظاهرين في البحرين فهذا امتزاج المصالح بالأدلجة ففي حين ارسال جزء من جيشها مشاركة درع الجزيرة في الوقوف إلى جانب النظام ضد الشعب في البحرين ترسل جزءا آخر إلى ليبيا للإطاحة بالنظام فقط لأن ليبيا ليست خليجية من جهة المصالح وليست شيعية من جهة مذهبية فاي ازدواجية في معاييرك ياقطر! لقد اثبتت «الجزيرة» أنها نووية تفتك بالأنظمة فلا يشك أحد أن ما فعلته من مساندة للشعب التونسي والمصري والليبي واليمني بمثابة المحفز المهم للإطاحة بالأنظمة ولا يشك أحد أيضا أن ما فعلته من تجاهل للشعب البحريني محفز رئيس لقمعه من قبل النظام بل انها شاركت بجنودها ولم تكتف بـ«الجزيرة» حتى اطاحت بالشعب ورحل الشعب عن دوار اللؤلؤة بل أنها ابقت على النظام ورحل الشعب بقلوبهم من وطنهم وهم عزل يقدمون الورود لكل معتد عليهم غير مسلحين ولا مخربين على العكس من الثوار الليبيين فهم مسلحون ودخلوا في حرب مع القذافي وقد صرحوا أنهم ليسوا بحاجة لمعونة أحد وان خيارهم النصر أو الشهادة إلا أن الإباء القطري والحمية العربية فيهم جعلتهم يساندون الحملة العسكرية ضد القذافي فما الذي يجعل من الجيش القطري يقف مع النظام في البحرين ضد شعبه ويقف مع الشعب الليبي ضد نظامه؟ إنها الطائفية البغيضة التي تحول القضايا العامة في منطقة واحدة وبنفس الظروف والمطالب إلى ازدواجية التعامل معها ومعايير مختلفة للحكم عليها مما يغلب الحق على الباطل والباطل على الحق ويقلب الصورة في مكان ويجعلها واضحة في مكان آخر، فهل نثق بمصداقية النقل بعد الآن وهل «الجزيرة» والمواقف صادقة بعد هذه ؟
Al2000la@hotmail.com
التعليقات (0)