قصر خداوج العمياء
لا يمكن الغوص في أعماق التراث العاصمي ولن تكتمل جولة الزائر إلى جوهرة المتوسط،
دون رؤية قصر الأميرة خديجة أو
"دار البكري" أو قصر "خداوج العمياء"..
فهذا الصرح المعماري الرائع الذي يحتضن المتحف
الوطني للفنون والتقاليد الشعبية،
يعد بحق تحفة فنية خالدة رفضت الانهيار وأبت السقوط،
فوقفت شامخة في مكافحة محن الدهر وتمكنت
بكل جدارة واستحقاق من ان تنقل بأمانة وصدق تراث العاصمة واصالتها من جيل إلى آخر.
القصر من الدّاخل
المرآة اللعينة
تروي الحكايات، أن الأميرة خديجة أو خداوج العمياء
كانت فتاة في غاية من الحسن والجمال
وكانت منبهرة بجمالها،
مما يدفعها إلى قضاء جل وقتها أمام المرآة تتأمل بهاءها وقسمات وجهها الأخاذة الساحرة،
وتغير عشرات المرات من تسريحات شعرها الحريري الناعم وتبدل كثيرا مساحيق وجهها،
كما تغير فساتينها عدة مرات في اليوم،
إلى أن فقدت بصرها من شدة النظر في المرآة..
لكن هناك من يروي أن سبب فقدانها البصر هو كثرة الكحل الذي كانت تزين به عيونها..
جهة من القصر
.
وقد تم تشييد القصر الواقع في
"سوق الجمعة"
بالقصبة السفلى عام 1570،
على أنقاض زاوية وضريح سيدي احمد بن علي
من طرف احد ضباط البحرية العثمانية آنذاك،
يدعى "الرايس يحيى"،
الذي اشرف على بناء دار كبيرة،
إلا أنها لم تأخذ طابع القصر إلا عندما قام الخزناجي حسن باشا وزير المالية في الدولة العثمانية آنذاك،
باقتناء الدار في عهد الداي محمد بن عثمان،
فأدخل عليها عدة تعديلات وتغييرات وزاد في توسيعها إلى أن باتت قصرا قائما بذاته،
ليهديه في الأخير إلى ابنته خديجة الكفيفة.
نابليون يستولي على بيت الكفيفة
وبعد دخول الغزاة الفرنسييين إلى الجزائر عام 1830،
تم تعويض ملاكه بمال زهيد ليصبح مقرا لأول بلدية فرنسية بالجزائر العاصمة،
لكن بالنظر إلى بهائه ورونقه لم يستطع ملك فرنسا آنذاك نابليون الثالث وزوجته أو جيني،
كتمان عشقه لهذا الصرح فاتخذه مقاما له اعتبارا من سنة 1860،
فكلما حل بالجزائر العاصمة إلا وتوجه مباشرة إلى هذا القصر،
ليقضي ملك فرنسا مدة زيارته للجزائر في أحضان دار الأميرة الكفيفة.
يحافظ رغم كل شيء على دقائق أشيائه
لا يزال القصر حتى يومنا هذا محافظا على طابعه المعماري الأصيل المميز،
فالمدخل الرئيسي الذي يضم بوابة خشبية عملاقة منقوشة،
يؤدي إلى رواق طويل أو ما يسمى بالسقيفة ذات سقف مقبب وسمكي الشكل ينتهي بأقواس جدارية مجوفة
ومحمولة على أعمدة رخامية،
عدد الأقواس الجدارية من الجهة اليسرى أربعة مفصولة بثلاثة أعمدة حلزونية الشكل
حتى يخيل للمرء وكأنها ثلاثة أعمدة مظفورة ولكنها في الأصل عمود واحد..
ومن الجهة اليمنى يلاحظ الزائر أن عدد الأقواس الجدارية اثنان،
كما يلاحظ أن جدار السقيفة مكسو بمكعبات الزليج
وهي نوع من البلاط الملون.
وعند الصعود إلى الطوابق العليا تلمح جدران الغرف
وهي مزخرفة بطريقة هندسية رائعة وبالوان زاهية،
تعبر بدقة عن رقي الفن المعماري القديم الذي كانت تتميز به الهندسة المعمارية في الحقبة العثمانية والتي تقوم أساسا على استعمال البلاط المزخرف والأعمدة الملتوية والأقواس المذهبة،
لكن المتأمل في طريقة زخرفة الغرف يلاحظ أن نمطها المعماري قد أدخلت عليه تغييرات وتعديلات أوروبية محضة،
وذلك اعتبارا من عام 1860 تاريخ اتخاذ القصر كمقام للملك نابليون الثالث وزوجته اوجيني.
وكي يتمكن الزائر من الصعود إلى الطوابق العليا،
عليه انتهاج مدخلا مؤديا إلى الأدراج المنتظمة التي
يعلوها سقف بيضوي مقبب،
ويتخلل تلك الأدراج مخزنان منتصفا الارتفاع يسميان
"البرطوس"..
وإذا صعدت إلى الأعلى فإن القصر يضم المنزه المطل على واجهة البحر المنعشة،
مما يسمح لأصحاب القصر بالاستمتاع بمنظر البحر واستنشاق نسيمه العليل،
كما يسمح ذلك للنساء بتغيير أجواء البيت الداخلية.
ولا يخلو القصر من المطبخ الذي يضم بئرا تستخرج النساء من قاعه المياه النقية للقيام بواجباتها المنزلية بغض النظر عن الحمامات وبيوت الغسيل...
وإذ تحول القصر عام 1947 إلى مصلحة لصيانة تقنية الحرف التقليدية،
صار سنة 1961 متحفا خاصا بالفنون التقليدية
ومعرضا دائما لمجموعة من ورشات الحرف والمهن القديمة،
بينما أصبح عام 1987 مقرا للمتحف الوطني للفنون والتقاليد الشعبية يضم آلاف التحف الفنية التقليدية.
الطّابق السّفلي
صرح يأبى الزوال
وقد انصبت أنشطة واهتمامات الباحثين الأثريين والاجتماعيين والمعماريين والموظفين بالمتحف،
على جلب التحف وصيانتها وإثراء المعروضات،
سواء عبر الاقتناء أو من خلال الهبات والتبرعات المقدمة من طرف المواطنين أومن قبل مختلف الهيئات.
ويحوي القصر حاليا معروضات وتحفا وأثاثا وصناعات حرفية وتقليدية صوفية وجلدية وفضية ونحاسية وخشبية،
تمثل مختلف أنحاء الوطن،
فهذا الجناح يمثل المنتوج "الترقي"
بينما يمثل ذاك الجناح معروضات من "منطقة القبائل"،
وفي جناح آخر يعرض "أثاث عاصمي"
أو "حلي تلمساني"
أو "زرابي ادرارية"
أو "حياك"
و"أوشحة" ا
لنساء المزابيات المطرزة بالحرير،
بينما عرضت في جناح آخر منتوجات حرفية اوراسية
.
وفي إحدى الغرف يندهش الزائر عند مشاهدة المرايا البديعة،
ويزداد استغرابه عند رؤية المرآة التي أفقدت الأميرة خديجة بصرها.
وبين هذا القصر الأسطورة وواقع هذا المعلم الأثري الرائع،
تظل "دار البكري"
كما يحلو للعاصميين تسميتها،
تنقل بكل أمانة وصدق تراث وأصالة العاصمة من جيل إلى آخر.
منقول
التعليقات (23)
1 - alger
lidai - 2014-02-14 21:43:52
bain tri manifiKE
2 - kourbe,oran
mariem - 2015-11-17 19:18:43
ou est la suite
3 - حي محمد باق عمارة الف الرقم 6
مروة - 2016-01-07 12:28:31
قصة خداوج العمياء محححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححزنة
4 - حي محمد باق عمارة الف الرقم 6
مروة - 2016-01-07 12:31:45
oui ou est la suite
5 - حي البدر الرقم 17
مريم - 2016-01-07 12:34:19
la conte مممممممممممممممممممممممحزززززززززززززززنة القصة محزنة ججججججججججدا
6 - حي محمد باق
maroi - 2016-01-07 12:36:42
نعم القصة محزنة جججججججججججججججججججججججججججججججججججددددددددددداااااااا
7 - regrwdgvdsrtfzewr
hbrtduhyfcvbdx - 2016-01-11 13:55:28
nffc bffwssvdgbwsb
8 - حي البدر
هيفاء - 2016-02-15 12:49:59
واوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو
9 - مزغيش
محمد - 2016-03-13 19:52:52
واو مااروع دلك
10 - 69 عمارات الفتح , حي السفارات , مدينة نصر
intellemodules - 2016-03-22 13:36:40
11 - Sara
Sara - 2016-06-11 20:21:30
نهاية حزينة مع الاسف....
12 - قسنطينة 2
كمال - 2016-12-13 12:33:09
شكرا على المعلومة.وهل هي حقيقية
13 - حقيقة
ليلى عامر - 2016-12-15 20:05:24
نعم حقيقة
14 - shame-cleaning.com
ahmed marey - 2016-12-17 22:28:43
This is a wonderful work we wish you success and excellence and thank you. شركة مكافحة حشرات بالطائف شركة رش مبيدات بالدمام شركة مكافحة حشرات بالدمام شركة مكافحة حشرات بأبها شركة تنظيف خزانات بابها
15 - حمو بوتليليس
مارسلين ديلبر - 2017-03-04 11:01:09
قصة مملة
16 - حمو بوتليليس
مارسلين ديلبر - 2017-03-04 11:02:20
مملة
17 - حمو بوتليليس
مارسلين ديلبر - 2017-03-04 11:05:32
اسفة على التعليق السابق انا لم اقراها اصلا ارجو الا اكون قد جرحت مشاعرك
18 - parri
jefry - 2017-03-04 11:11:02
merci
19 - شارع سي الحواس
ياسمين - 2018-01-31 18:44:36
هذا ممل جدا
20 - حي
مارية - 2018-02-06 14:19:28
قصة محزنة ججججججججججججججججججددددددددددددددددددا
21 - جزائرية فلسطينية وافتخر
لارا ليليا - 2018-03-31 19:16:13
اجمل ما قرات يوما very cool
22 - ڨاسمي
رحمة - 2018-04-29 17:15:32
شكرا جزيلا
23 - شارع ديدوش مراد
صارة - 2018-11-13 20:51:18
يالها من قصة غبييية ججججججددددااااااااااااا هههههه انا امزح رائعة لاكن ليست محزنة