مواضيع اليوم

ما بين مشروع النهضة وفلسفة الثورة !

هشام صالح

2012-10-31 15:11:34

0

كنت أعتقد مثل كثيرين أن جماعة الإخوان المسلمين لديها رؤية واضحة لحل مشكلات مصر ، وكانت صدمتى الأولى عندما نشرت ـ الشروق ـ فى أعقاب إنتخابات مجلس الشعب عن خطة الجماعة لتطوير التعليم ففوجئت بأن خطة التطوير المزعومة تُولى إهتمامها الشديد بفصل غرف المدرسين عن المُدرسات ! ، وبعد عدة أشهر ظهر مصطلح "مشروع النهضة" فى الدعاية الإنتخابية للمرشح الأصلى للجماعة ثم تم تسليم مفتاحه لمرشح الحزب بعد خروج الأول من السباق ، وبحثت كثيراً عن مشروع النهضة فى جميع المواقع الإخوانية فلم أتوصل على أشياء تشفى صدور قوم مُتشكِّكين ، وسألنى أحد الأصدقاء عن ماهية مشروع النهضة ؟! فلم أجد إلاَّ أن أقول ضاحكاً " والله يا صديقى .. آخر ما توصلت إليه إن المشروع ميتوهش .. مجرد (15) مسار ومعاهم (14) خُطوة وتحط فى قفاك (4) أُطُر .. حتلاقى فى وشك مشروع النهضة علطول ! " ، ولأننى حتى الآن أفرض حسن النية وأُصدق الإخوان فى موضوع "مشروع النهضة" وألتمس لهم الأعذار لذلك أذكر ما قاله الأديب الكبير توفيق الحكيم فى كتابه "عودة الوعى" والذى هاجم فيه نظام حكم الزعيم عبد الناصر حيث قال الحكيم فى موضع من الكتاب " ( أذكر يوم جاءنى صاحبى الصحفى اللامع ـ بالتأكيد هو الأستاذ هيكل ـ صديق عبد الناصر بنسخة من كتاب "فلسفة الثورة" مُهدى من مؤلفه الزعيم ، أنى فكرت بعد قراءته : كيف يصح لسياسى أن يكشف ورقه للعالم هكذا ؟! ، وحدث أن إطلعت ـ الحكيم ـ على مقال فى جريدة فرنسية حلل فيها أستاذ تاريخ فرنسى كتاب "فلسفة الثورة" وبيَّن ما فيه من أحلام وآمال وتصورات تكاد تُشبه الإمبراطورية الواسعة للدول العربية والإفريقية التى تنتظر الزعيم أن يؤلفها ، وأدهش الجميع بعد ذلك ما جاء فى بعض الصحف العالمية : أن كتاب "فلسفة الثورة" هذا تتولى توزيعه فى الخارج جهتان فى نفس الوقت : السفارة المصرية ، والسفارة الإسرائيلية ! ، وبالطبع كان غرض السفارة الأخيرة من ذلك إفهام العالم أن زعيماً من طراز هتلر قد ظهر فى العالم العربى .. ) ، فهل يمكن أن تكون الجماعة فعلاً لديها مشروع حقيقى للنهضة ولكنها آثرت كتمان خبره حتى لا يُكرِّر التاريخ نفسه وخاصةً أن الجماعة لا تُخفى رغبتها فى إحياء ما يُسمى بـ"الخلافة الإسلامية" ؟! .
ولو عدنا لكتاب "عودة الوعى" سنجد بعضاً من المواقف التى حدثت ولم تُلفِت ـ وقت حدوثها ـ إنتباه الكاتب الكبير يحدث مثلها الآن ، لذلك لو حذفنا إسم عبد الناصر والإتحاد الإشتراكى ووضعنا إسم مرسى وجماعة الإخوان مكانه سنجد أن الطريق إلى تكرار أسوأ ما فى تجربة عبد الناصر وكذلك أسوأ ما فى تجارب الأنظمة التى جاءت بعده واضح لا ريب فيه ! .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !