ما بين صفر المونديال و 6/1
لاشك أن أى نشاط ما فى أى دولة من الدول سواء قامت به مباشرة ، وبمعرفتها ، أو بطريقة غير مباشرة ، و من خلال وزارة ، أو أكثر ، من وزارتها ، أو حتى من خلال أحد الهيئات أو المؤسسات أو المديريات أو الإدارات التابعة لهذه الوزارة أو تلك ، فإن درجة النجاح أو الإخفاق فى تحقيق وتنفيذ هدف أو أكثر من أهداف الوزارة ــ ومن ثم الحكومة فالدولة ــ يعد مؤشرا أساسيا ، وجوهريا ، يمكن التعويل والبناء عليه ، فى تقييم أداء الحكومة أو نظام الحكم بصفة عامة من جهة ، و قياس مدى نجاح أو فشل وزارة بعينها ، أو أكثر ، من وزارات الحكومة فى تحقيق وتنفيذ سياسات وأهداف الدولة من جهة أخرى ، وذلك مع إمكانية حساب تكلفة الخسارة هنا ، أو بالأحرى الفشل ، وتحديد المسؤل عنه ، ومن ثم محاسبته ، مع التسليم بحق المجتمع ، أو الرأى العام ، بمعرفة كافة الحقائق المتعلقة ، ومن ثم الناجمة ، عن هذا الفشل بطبيعة الحال .
ولا شك أن الرياضة بحد ذاتها ، وبصفة عامة ــ و كرة القدم فى عالمنا العربى ، بصفة خاصة ــ تعد بمثابة خير مؤشر ومعبر حقيقى ليس فقط عن تقدم ، أو تخلف ، دولة ما من الدول ، أو نظام ما من الأنظمة ، ولكن أيضا ــ وهذا أضعف الإيمان ــ قياس مدى نجاح أو إخفاق نظام ما من الإنظمة فى إدارة شؤون البلاد بنجاعة و سلاسة وعدالة ــ حتى ولو نسبية ــ وفعالية ، ولصالح كل طبقات الشعب ، وليس فئة ، أو طبقة بعينها من الطبقات ..!
ولذلك نجد دائما أن العديد من الدول العظمى ، والدول الصناعية ، تتنافس بإستمرار على إستضافة أية فعاليات رياضية أممية ، أو أولمبية ، بل أن تلك الدول بالذات هى التى تفوز دائما أيضا بنصيب الأسد بالمدليات الذهبية ، أو حتى الفضية ، فضلا عن كافة البطولات الدولية الأخرى كبطولات كأس العالم لكرة القدم مثلا ، وغيرها .
إذن فعندما تقدمت مصر فى عهد مبارك بطلب إلى الفيفا لإستضافة أحد فعاليات كأس العالم لكرة القدم ــ وكان و قتها الدكتور على الدين هلال ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ، وعضو لجنة السياسات التى كان يتزعمها جمال مبارك ، كما كان " المدرس الخصوصى " لجمال مبارك ، أو مستشاره الخاص ، فيمتا يتعلق بالشؤون السياسية ، أو العلوم السياسية ، هو وزير الرياضة ــ وكان الدور وقتها قد أصاب أفريقيا لإستضافة تلك الفعاليات ، وكانت المنافسة محصورة بين كل من مصر والمغرب وجنوب أفريقيا ــ على ما أتذكر ــ وجرى التصويت على أى من تلك الدول الثلاث التى سوف تستضيف تلك الفعاليات فحصلت المغرب على عدد من الأصوات ، وحصلت جنوب أفريقيا على أغلب الأصوات ، وفازت من ثم بتنظيم تلك البطولة ، ووفقت فى ذلك . لكن مصر لم تحصل على صوت واحدا يؤيد إستضافتها لتلك البطولة ، وهذا هو ما عرف بعدئذ بصفر "المونديال" ، والذى كان مؤشرا هاما على فساد نظام مبارك ، وأيضا إنهيار ، أو شبه إنهيار ، كافة مؤسسات الدولة فى عهدة ، وحدث ، وبعد سنوات قليلة أن قامث ثورة 25 يناير ضد فساد وجور نظام مبارك .
ومنذ أيام إستيقظ المصريون على دوى فشل ، أو فلنقل مؤشر أخر على الفشل ، أو الإنهيار ، وأيضا من خلال الرياضة ، وأيضا من خلال كرة القدم ، وهو هزيمة منتخبنا المصرى لكرة القدم هزيمة ثقيلة ، ولأول مرة فى التاريخ الأفريقى لنتائج منتخبنا فى كرة القدم ، حيث كانت النتيجة لصالح المنتخب الغانى 6/1 ، وهذا مؤشر خطير ليس فقط كونه يعكس شبه إنهيار مؤسسات الدولة ، ولكن أيضا ، وهذا هو الأخطر أن مصر لاتزال تحكم بعقلية نظام مبارك ، وهذا شىء ضد حركة التاريخ ، ولقد عبر عن ذلك صراحة "البرفيسور" ، والمفكر السياسى ، تشومسكى ، ومن خلال فيديو شهير له ــ موجود ومتاح الآن على شبكات التواصل الإجتماعى ، "اليوتيوب " ــ حيث قال ما معناه أن سياسات قادة الإنقلاب قد عادت بمصر إلى عصور الظلام ــ وذلك من منظور التقسيم، أو التأريخ ، للحضارة الغربية ، إلى ثلاثة عصور ، وهى عصور الظلام ، والعصور ــ أو القرون ــ الوسطى ، ثم عصر النهضة ، والتى بنيت ، و أيضا راكمت عليه الحضارة الغربية ، والتى هى السائدة الآن من ناحية ، ومن ناحية أخرى مؤشر آخر ، وواضح ، على الإنعزال الحقيقى لمن يحكومون الآن ، أو من بيدهم مقاليد الأمور فى البلاد ــ حتى ولو كان ذلك من وراء ستار ــ عن كل من الواقع والشعب ، حيث يكتفون فقط ، وكما كان يفعل مبارك ، بالظهور والتصوير مع من تم إخضاعهم لدولاب ، أو حظيرة النظام ــ وذلك بعد تدجينهم ، بطبيعة الحال ــ من ممثلين ، يقولون عن أنفسهم فنانين ، كان منهم أيضا من سافر إلى الخرطوم فى عهد مبارك لحضور المباراة التى كانت بين الجزائر ومصر ، والتى كانت أيضا فى تصفيات كأس العالم ، والتى أيضا خسرتها مصر ، مصر مبارك بطبيعة الحال ، والتى حولها مبارك وابنه جمال إلى معركة حقيقية بين شعبين شقيقين ــ و بما يتنافى أساسا مع رسالة الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة ، وهى أن الرياضة رسالة ، أو وسيلة ، أو لغة التفاهم و التخاطب والسلام و الود بين الشعوب ، وبغض النظر عن نتائج مبارياتها بين شتى الدول ، أو شتى الفرق . هذا مع إغفال ، وتناسى ، ما يسمى نفسه بقائد الضربة الجوية ، مبارك ، دور الجزائر التاريخى ، وكذا الزعيم الراحل هوارى بومادين ، ووقفته البطولية بجانب مصر وشعبها ، و بكل إخلاص وتجرد ، وبكل ، ما تملك الجزائر من ثروات ، وحتى جنود وأسلحة ، وذلك فى حرب أكتوبر 1973 ، وربما قد كلفه ذلك حياته ذاتها بعدئذ ، حيث سمم ، كما سمم عرفات من بعده ، وإغتيل الملك فيصل من قبلهم ، وهذا موضوع أخر ..! ــ وكان كل من الممثل أحمد بدير والممثلة فردوس عبد الحميد هما أبرز ما أتذكرهم ، و شاهدتهم فى الخرطوم أثناء هزيمة منتخبنا القومى وهما أيضا اللذان حظيا بالتصوير مع الفريق السيسى أثناء لقاءه مع بعض الممثلين ، كما إنهما يدعمانه كذلك كما كان يدعمان مبارك ، بل أن حتى أحمد بدير قد بكى عللى مبارك ..!
ولا يفوتنى هنا أن أستشهد بقول واحدا من الليبراليين ، أو أحد قادة التيار العلمانى ، عن مدى التدهور ، أو الإنهيار الحادث الآن فى الدولة ــ والذى نظم ، وعلى نفقته الخاصة ، أول مؤتمر لكافة القوى الثورية فى قصر المؤتمرات بمدينة نصر بالقاهرة عقب ثورة يناير مباشرة ، وقد حظيت ، ومن قبله ، بالدعوه إلى ذلك المؤتمر ــ وهو الدكتور مهندس محمود حمزة ، حيث ذكر فى خبر له بجريدة الوفد يوم 16/10/2013 ، وعلى لسانه ؛ " أن الإنتكاسات التى تحدث الآن فى مصر ، ومنها إنهيار جسر الصف ، هى نتيجة حكم مستبد ، وإهدار لثروات البلاد وسرقتها ، وعدم توزيع عادل للثروة ، وعدم تمكين كفاءات مصر ، وقد أعطيت الوظائف القيادية ــ كالمحافظين ، ورؤساء مجالس المدن ، وغيرهم ــ كمكافئة نهاية الخدمة للواءت لولائهم لأشخاص ، وليس لمصر ، وشعبها .. واستمرت الإنتكاسات لمدة 40 سنة " .. إنتهى الإقتباس ..!
مجدى الحداد
التعليقات (1)
1 - النصابين
علاء المورلى - 2013-10-19 16:18:28
أعلن عدلى منصور، رئيس الجمهورية المؤقت، في كلمته التي بثها التليفزيون المصري، السبت 5 أكتوبر 2013، بمناسبة احتفالات نصر أكتوبر،، عن البدء فى تدشين أولى خطوات مشروع إنشاء محطات نووية للاستخدامات السلمية، منها استخراج الطاقة، على أن تكون منطقة الضبعة أول المواقع المقترحة للدراسة!!! لماذا نشترى مفاعل نووى تزيد تكلفته على 5.52 مليار إيرو ، و 300 من مراوح توليد طاقة الرياح تنتج ما يعادل مفاعل نووى و تتكلف 900 مليون إيرو فقط؟!!! و بعد نهاية خدمة المفاعل النووى يلزم تفكيكه و تخزينه وهذا يتكلف حوالى 600 مليون إيرو.... ستنتج مصر بعد كل الفرقعة الاعلامية والتكلفة الباهظة 4000 ميجاوات فقط لا غير من خلال 4 مفاعلات نووية .. فى حين أن ألمانيا تنتج حاليا 20 ألف ميجاوات من الكهرباء من الطاقة الشمسية ، و هو ما يعادل أنتاج 20 من المفاعلات النووية وإيضا تنتج 31 ألف ميجاوات، من طاقة الرياح. فى تصريحات صحفية فى إبريل 2011 يقول د.فاروق الباز ، مدير مركز أبحاث الفضاء في جامعة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية ، أن توليد الكهرباء بأستخدام الطاقة النووية تنتج عنه مواد مشعة فشلت كبرى دول العالم في التخلص منها، و أنه يمكننا تطوير الطاقة الشمسية فى الصحراء الغربية لتحقيق جميع أحتياجاتنا فى وادى النيل، كما أنه يمكن الأعتماد فى منطقة البحر الأحمر على طاقة الرياح ، و\" أن المرحلة الحالية تتطلب تطوير تكنولوجيا الطاقة الشمسية والأستفادة منها \". من المنتظر أن يستغرق العمل 40 سنة لأزالة الأنقاض ، تكاليف تعويضات ضحايا الكارثة النووية فى فوكوشيما وأعمال إزالة المخلفات 100 مليار إيرو، قاع البحر أمام فوكوشيما سيتم تغطيته بالخرسانة ، و بتكلفة قدرها 10 مليار إيرو ، وهناك تقديرات بأصابة حوالى 100 ألف طفل بأمراض سرطانية نتيجة كارثة فوكوشيما..\" و تقول إيفا جلفشنيج ، رئيسة حزب الخضر فى النمسا، تكنولوجيا المفاعلات النووية لا يمكن التحكم بها. وقالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل : \"إن الأحداث التي وقعت في اليابان تبين لنا أنه حتى الأشياء التي تبدو مستحيلة من الناحية العلمية قد تحدث.\" ألمانيا و بلجيكا و سويسرا يقرروا إنهاء الطاقة النووية و أغلاق مفاعلاتهم النووية تدريجيا ، و إيطاليا تظل خالية من الطاقة النووية، هو قرار الإيطاليين فى أستفتاء شعبى و الذى صوت بنسبة 95 % ضد الطاقة النووية. علما بأن النمسا و الفلبين بعد بناء مفاعل نووى على أرضهم لم يتم تشغيله و أصبح مزارا للسياح ..... مزيـــد من التفاصيل و قراءة المقالات ( كارت أحمر ، حدث فى اليابان ، أرجوك لا تعطنى هذا السرطان ، البحث عن الشمس ) بالرابط التالى www.ouregypt.us نرجو من السادة القراء العقلاء و الوطنيين قراءة هذه الموضوعات التى تناقش موضوع النووى السلمى من الألف إلى الياء و التى اتفق كل الخبراء على أن عيوبه أكثر من مزاياه.