ما بين الكلاسيكو والثورات العربية

هتافات في كل مكان، وصرخات تخترق الجدران، وسيارات في الشوارع تحتفل وتنطلق من شارع لشارع وسط إطلاق لأبواق السيارات... هذا مشهد يتكرر كثيرا من فترة لأخرى. لكن قارئي العزيز توقف فأنت لست أمام نصر لحرب عربية، ولا تحرير لرقاب بشرية، ولم نستعد الأقصى وقبة الصخرة. كل ما في الأمر كان هناك مباراة رياضية بين صقور ريال مدريد وذئاب برشلونية...........

هل تحولت الرياضة إلى هاجس يسيطر على قلوب وعقول الشباب؟؟... من منا لا يعي أهمية الرياضة وفائدتها للإنسان، ولكن ليس بهذه الطريقة، أتستحق مباراة "الكلاسيكو" أن نخرج إلى الشوارع لنحتفل بفوز فرق لا هي من جنسنا ولا من ديننا، أيعقل أن تنشب الخلافات بين الأشقاء وأفراد العائلة الواحدة لفوز فريق على آخر!!. كم هي حالات القتل والإيذاء التي تعرض لها مشجعو هذه الفرق بعد نهاية كل مباراة نتيجة المشاحنات بينهم؟. أم هذه طريقة أخرى وحرب نفسية أخرى تمارس ضد الشباب ليخرجوا عن عقلهم ودينهم ومجتمعهم،ويصبحوا مسيرين وفق أجندات غربية تضيع العقل وتقتل الطموح والإبداع، لنبقى دول عالم ثالث لا نستطيع التحرك ولا التنفس دون الاعتماد على الدول الغربية..

أنا اعتقد أن المشكلة الكبرى تقع علينا نحن... فكل ما نركز عليه الترفيه والتسلية وابتعدنا كثيرا عن الإبداع والطموح ونظرة المستقبل ورؤية الغد، فماضينا وحاضرنا ومستقبلنا واحد... طموح شباب محدود ونظرة مشوشة وآراء وأفكار ساذجة.

إلى متى سنبقى هكذا؟؟. الم يحن الدور لنتغير؟!.. كلنا رأينا من الثورات العربية بداية للتحرر والأمل بالغد، ولكن للأسف حتى هذه الثورات العربية لم نوظفها بالطريقة الصحيحة، فنتيجة للتشتيت وقلة النظام والمسؤولية حولت الثورات العربية لتحقيق أهداف ومصالح ليست بأهدافها الحقيقية المرجوة منها. فقتلانا من هذه الشعوب بالأعداد الكبيرة والأرقام التي تزداد يوميا كأنها تاريخ ميلادي جديد يشكل وصمة ومناسبة جديدة لنحتفل بها.

ربما الربيع العربي قادم.... ولكن الذي نعيشه الآن لا يشكل ربيعا بل خريفا عربي. فعندما نتوقف عن الخروج للشوارع لنحتفل بمباراة ريال مدريد وبرشلونة قد تكون هذه مؤشرات على الدخول بالربيع العربي المزعوم.

بقلم ميسم سلامة