مواضيع اليوم

ما بين القرامطة والنظم العسكرية

زين العابدين

2019-06-07 15:35:24

0

 

أنا لا أؤمن حقيقة بمقولة أن التاريخ يعيد نفسه ، ولكن أؤمن بتشابه غير مقصود لذاته لبعض الحوادث العارضة ولكن بدون تكرار ممنهج - كتولية العملاء والخونة مثلا في أضعف وأوهن بلدان العالم حكاما على شعوبهم - وهم عليهم أيضا أكثر هوانا - وكما هو حاصل وحادث ، وعلى المستوى الدولي ، وبشكل حصري ، في طول عالمنا العربي وعرضه ..!
يذكر التاريخ إذن ؛ وحتى في أفجر دولة مرت بالتاريخ الإسلامي وهي دولة القرامطة - وإن صح نسبهم أصلا إلى الإسلام والمسلمين - والذين اقتلعوا الحجر الأسود من الكعبة المشرفة ولم يعيدوه إلا بعد حوالي 22 عاما ، كما منعوا الحج أيضا ، وكليا ، ولأول مرة على مدى التاريخ الإسلامي كله ، و منذ بداية الدعوة الإسلامية والدين الإسلامي على يد رسولنا الأعظم ونبينا المصطفى سيدنا محمد صل الله عليه وسلم ، لمدة 10 سنوات تقريبا - وكما تذكر العديد من المصادر ؛ - وهو الأمر الذي لم يحدث من قبل إذن وإلى الآن ، وربما إلى قيام الساعة ..!
قد حدث إذن أن ولى على القرامطة - وبموافقة وربما حتى بأمر قائد القرامطة ذاته ؛ أبو طاهر الجنابي - حاكما فارسيا - يعني ليس فقط من أم يهودية صهيونية من أصل مغربي ..! - فوجد القرامطة أن الحاكم الجديد بدأ يبدل ويغير حتى في أصول الدين والعقيدة ، حتى وصل الأمر إلى سب الرسل والأنبياء ، كما بدأ يخرب عن عمد ، وكذا يقوض في أركان الدولة ذاتها - وهو ما أثر وأدى بالفعل ، و في نهاية المطاف ، إلى زوال دولة القرامطة في واقع الحال ، وفيما بعد - الأمر الذي دفع من قام وحض على توليته ، كما أمر الشعب القرمطي على الانقياد له - وهو الجنابي - بالتخلص منه ، وقد نجح القرامطة بالفعل في التخلص من هذا الحاكم الفارسي ، حماية لبقاء الدولة - وعلى بطلان دعوتها ، والتى مع ذلك فقد آلت إلى الافول والزوال بفضل هذا الحاكم الفارسي - وذلك على الرغم من أن بقاءه في الحكم  لم يتجاوز ف ال 80 يوما - وليس 8 سنوات ، ويطالب بالمزيد حتى ولو دمر وهدم الدستور ذاته ، والذي خطه بيده هو ؛ وليس بيد زيد أو عمرو ..!
ولكي أكون واضحا ، فلا بد هنا من مراعاة فارق العصور - تماما كفارق التوقيت ؛ والذي هنا هو فارق الزمن ..! - فالجييش هنا كأبو طاهر الجنابي ، ومن زاوية ومنظور قيادة الدولة بطبيعة الحال ، ومن ثم فلا يجب أن ينتظر منه أقل مما فعله الجنابي حماية للدولة ..!
ولكن لا أدعو إلى ما دعا  إليه الجنابي بشأن الحاكم الفارسي الذي اتضح له - ولو متأخرا - خداعه له و انخداعه فيه ، ومن ثم خطره على بقاء الدولة ذاتها ، وهنا تأتي في حقيقة الأمر فارق العصر أو الزمن أو التوقيت - سمها ما شئت - ولذا فأنا أدعو إذن - وقبل فوات الأوان ، وانهيار كل شيء - إلى قيام الجيش بعزل السيسي ومحاكمته محاكمة عادلة ، ويجب التشديد هنا على المحاكمة العادلة والعلنية ، والتي يجب أن تتوفر فيها كافة شروط وضمانات العدالة والمعمول بها دوليا ، وذلك حماية للدولة ذاتها والحفاظ على بقائها ، أو حتى مجرد وجودها في عالم الدول والأمم ..!



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات