مواضيع اليوم

ما بين السيسي وترامب

زين العابدين

2020-06-04 17:59:20

0

أزمة ترامب مع شعبه الأمريكي كشفت لنا مشتركات كثيرة حقيقة بينه وبين السيسي ، ولكن مع الفارق طبعا من حيث الأملاءات في اتجاه واحد ومدى سرعة الاستجابة من قبل التابع الذليل ــ أظن أن هذا مفهوم من غير أن ندخل في تفصيلات كثيرة ، وسوف أحاول فيما يلي الإختصار والإقتصار على فقط أهم تلك المشتركات ..!
أولا ؛ السيسي قال إنه يخشى من الداخل ــ وهذا مفهوم طبعا لدى كل الديكتاتوريات العميلة الغبية المتخلفة ــ أكثر من خوفه من الخارج ، وترامب قال ــ ولكن مع الفارق طبعا ؛ على الطريقة الأمريكية ، وحيث كان أكثر حرصا في كل حرف وكل لفظ ــ أن الفوضى والإرهاب يأتيان من الداخل ..!
ثانيا ؛ وربما هذه هو الأخطر ؛ أن ترامب يعيش ، أو يعتاش ، بالفعل في حكمه لأمريكا على التفرقة بين الأمريكيين تماما كما يفعل السيسي ــ وكلنا نتذكر معرضي السيسي من ممثلين وممثلات ـ ومن الخطأ أن نقول عليهم فنانين لما تشمله المعنى من سمو بالحس والإبداع المجرد ــ وحيث ألف أحدهم أغنية ؛ "إحنا شعب وانتم شعب" ، وعلى المستوى العملي سوف نجد " الكمبوندات " في طول مصر وعرضها والعاصمة الإدارية وغيرها ..!
ثالثا ؛ السيسي هدد الشعب بنشر الجيش في 6 ساعات إذا ما ثار ضده ، وترامب أمر بنزول الحرس الوطني من الجيش وحتى القوات الخاصة في الجيش والشرطة ليس حقيقة لحفظ الأمن كما يدعي ، ولكن لترهيب المتظاهرين وتفريقهم ، حتى لو كان تظاهرهم سلميا ــ بدليل أنه طبق قانون حظر التجول في ساعات معينة في عدد من المدن الأمريكية..!
لكن المدهش هنا حقيقة معارضة وزير الدفاع الأمريكي لنزول القوات الأمريكية ونشر الجيش الأمريكي في الشوارع للوقوف ضد مدنيين ، وكذا تصريحه بأن ليس من مهام الجيش مجابهة أو مواجهة المدنيين ، ما أجبر ترامب لاحقا للخضوع لقرارات وزير دفاعه والتي أيدها جل الأمريكيين وكذا حكام الولايات ..!
وذلك بخلاف وزير دفاع السيسي السابق أو الحالي ــ أو حتى ، لا قدر الله ؛ اللاحق - والذي شاركه في قتل وإبادة المدنيين في سيناء وغيرها ..!
رابعا ؛ وأخيرا ؛ إدعاء السيسي بأنه من أولياء الله الصالحين ــ وطبعا على طريقة ما ذكره الشاعر أحمد شوقي في قوله ؛ أرأيت الثعلب يوما في ثياب الواعظين ..إلخ ــ ومحاولة إسقاط بعض آياي الذكر الحكيم على شخصه في قوله تعال : " ففهمناها سليمان " [ الأنبياء : 79 ] ، مشبها نفسه بالنبي سليمان عليه السلام ــ خلى بالك والمرسل لهداية اليهود ..! ــ قائلا عدة مرات : " وفهمناها سليمان .. وفهمناها سليمان .." ، وغير ذلك كثير ، من طبيب الفلاسفة وغيرها ..! ــ ولا أدري عما إذا كان أحدا من بطانته قال له أن سليمان عليه السلام لم يخن يوما شعبه أو قومه ، ولم يفرط في ثرواتهم وجزرهم ونيلهم ، وانه كان يحافظ على شعبه ولم يبيدهم ..!
أما ترامب فوجدناه واقفا أمام كنيسة رافعا الأنجيل ـ لأخذ اللقطة ؛ تماما كسيسي اللقطات ــ متمسحا بالدين ، وقد أنتقد ذلك المشهد ليس معارضيه فقط ولكن حتى وزير دفاعه نفسه ..!
وأفضل ما قيل هنا أن الأنجيل في يده وليس في قلبه ؛ تماما كالسيسي ؛ وحيث لا ينطق العربية حتى بصورة صحيحة ..!
لكن الفارق هنا أن العملاء لا يتحركون عادة إلا بأوامر من أسيادهم ، حتى في قمعهم لشعوبهم - وكلنا نتذكر قول ترامب مثلا : " ... دكتاتوري المفضل " ..! - لذا نجدهم أحيانا مثلا يتعرضون للنقد من داخل الولايات المتحدة ذاتها اما لتخفيف القبضة العسكرية ــ وليس الأمنية فقط حقيقة ــ على المدنيين ، أو لتقصيرهم في أداء بعض المهام ..!



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات