مواضيع اليوم

ما بين الحكام والشعوب

حسن اسافن

2011-03-08 05:28:13

0

جريدة الدار الكويتية الثلاثاء, مارس 08, 2011 العدد/954


علي البحراني

في العراق وتونس ومصر شعوب أطاحت بالحاكم وفي ليبيا والبحرين والجزائر والمغرب وغيرها الشعوب غاضبة من حكامها! هل الحكام في الوطن العربي مضللون بهتافات شعوبهم المقهورة وتصفيقهم والدعاء لهم باللسان وبالقلوب دعاء عليهم؟ لقد كشفت حقائق العراق وتونس ومصر فداحة الفجوة المعيشية بين الحكام الكانزين للذهب والفضة وبين الشعوب الكادحة التي توهمت أن بلادهم غارقة في الديون بالمليارات التي سرقها الحاكم وأودعها في حسابه الخاص ببنوك أجنبية حجرت عليها بعد سقوطه، وتلك ثلاث نسخ متطابقة للعراق ومصر وتونس فهل القمم العربية التي عقدت كانت لاتفاق الحكام على سرقة أموال الشعوب وإفقارها؟ كما دلت على ذلك النسخ الثلاث الآنفة الذكر والبقية ستأتي؟
تعيش الشعوب العربية حالة من الفقر والبطالة المتعمدة من حكام استحوذوا على الثروات لأنفسهم ظنا منهم انهم بهذا يسيطرون على شعوبهم، وتماشيا مع مبدأ حيواني جشع (جوع كلبك يلحقك)، هل أثبتت هذه النظرية الآن انها وقود لثورة عارمة يحرق فيها الشعب كل تلك الصور باصقا على صاحبها راميا أحذيته عليها، إذن هناك ازمة علاقة بين الحاكم العربي المتسلط الثري والمحكوم المقهور المسروق! ويعتقد الحاكم أن من حقه أن يتصرف في مقدرات الشعب يهبها لمن يشاء ويوزعها هدايا وعطايا للقاصي والداني واضعا كل ارقامها الفاحشة في حساباته الشخصية حارما اياها شعبه الجائع، مثل هذا الحاكم يعيش فوق فوهة بركان لا يعرف متى سينفجر فتصهر حممه لحمه ودمه منتقمة منه على ما فعله بها من سلب للإرادة التي صنفته عالما ثالثا وجعلته من المحسوبين على بني آدم، لقد رأت الشعوب العربية والعالم أجمع أن الإرادة الشعبية انتقمت لنفسها من تلك الطغمة المستحوذة على طاقات الأوطان والمذلة لشعوبها وأنها انتصرت على الظلم والاستكبار، وذهب كل أولئك الذين تعاونوا ولمعوا وصفقوا وضللوا وكتبوا وسرقوا وعذبوا وفسدوا وجرموا وروعوا واستغلوا وخانوا مع ذلك الحاكم الذي يرى ويسمع عنهم، فلا يردعهم بل انه على رأسهم فيما فعلوا وقد يكون كبيرهم الذي علمهم السحر إن القصف الجوي والمدفعي الذي يرتكبه نظام القذافي تجاه شعبه لا يمكن أن يكون إلا من عدو غادر لعدوه، فأين كل ذلك الصياح والهتاف باسمه وبإنجازاته وبعبقريته وحكمته، كل ذلك سراب يصنعه الحاكم المستبد ليغلف كره الناس له بورق مزور مكتوب عليه اسمه حاكم، ستكشف الأيام القادمة أن كل تلك الطوابير المصطفة على جانبي الطرق تهتف باسم حاكمها ودت لو انها رمته بأذيتها قائلة له (ارحل) فقد فقأ مرارتهم طيلة كل تلك السنوات العجاف، أما آن لك أن تستخيرهم في التصرف بحياتهم؟
Al2000la@hotmail.com

 


http://www.aldaronline.com/Dar/Author2.cfm?AuthorID=148
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !