مواضيع اليوم

ما بين الثورة وإنتحار معناها !

هشام صالح

2012-07-01 16:01:00

0

حيَّرتنا كثيراً تعاملات المجلس العسكرى مع الثورة المصرية ، حيرة شخص غريب نزل مدينة لأول مرة وإستقل سيارة تاكسى لكى يصل لمُراده وظل السائق يلف ويدور براكبه الغريب حتى أُُصيب الراكب بالملل والضجر لدرجة أنه تمنى أن يعود لبلده دون قضاء مصلحته وفى النهاية أنزله السائق فى المكان المُراد وفوجىء الراكب أنه لا يبعد عن المكان الأول إلا ببضعة أمتار ! ، فكل نصر للثورة يأتى بطعم الخسارة وبهذا يتم إرضاء ـ مؤقت ـ للثوار وكذلك للفلول ، فرحنا بتحويل رموز النظام السابق للقضاء وفوجئنا بهُلامية القضايا بعد طمس أدِلَّتها ، إنتخبنا مجلس شعب ورغم عيوبه الكثيرة ومنها أنه منزوع الأنياب إلاَّ أننا فرحنا به ، وتم تحميل هذا الوليد الذى يراه البعض مشوهاً تواطىء فلول النظام السابق وعملهم ضد الثورة بإفتعال الأزمات ، وإنتشرت مقولة هو المجلس عمل إيه ؟! وتم بالكذب والتدليس تحميل الإخوان الذين لا يتولون مسئولية أى وزارة سبب المشكلات بداية من أزمة الوقود حتى أنبوبة البوتاجاز ، وفى النهاية تم حل المجلس بطريقه غريبة وكأنهم يقولون للثورة " كما كُنت " بالمصطلح العسكرى المعروف ، فكان لزاماً ألا يتحرك الشعب معترضاً ولو على ضياع أمواله ومجهوده وأعصابه فى إنتخابات إستمرت لأسابيع ، وقبل أن ننتخب رئيس يُصدِر  المجلس العسكرى إعلان دستورى مُكبل للرئيس المُنتظر ومُكمِل لسيطرة العسكرى على الحكم ولو حتى من وراء ستار ، فالمجلس ترك الجميع يفعلون ما يشاءون وأرخى للجميع الحبل بمن فيهم الفلول بأنواعهم وأجنحتهم المختلفة طالما أنهم يعملون فى الخفاء ، ولكنه ترك كل حبال اللعبة فى يديه وربما فى أدراجه ، فالمجلس العسكرى يعطينا الشىء باليمين وبالمليونيات وبالعافية ثم يسحب منا أشياء أكثر بالشمال وببرود وهدوء أعصاب ، لم يُجدد قانون الطوارىء فإستبشرنا خيراً فإذ به يُخرِج لنا الضبطية القضائية للمخابرات الحربية والشرطة العسكرية .

وهكذا تسير الثورة حيث تحرز هدفاً صحيحاً فى مرمى الثورة المضادة وإذ بنا نفاجىء بعدها بتواطؤ الحكم ومساعديه بإحتسابهم هدفاً ظالماً فى مرمى الثورة الربَّانية ، فجعبة المجلس العسكرى ما زالت مملوءة بالخفايا والخبايا ويدير الوضع بأسلوب مُبهر يراه الثوار متواطئاً مع الفلول ويراه الفلول متواطئاً مع الثوار ، ورغم فرحنا بفوز د. مرسى بالرئاسة إلاّ أننى أرى ذلك بداية أخرى لمرحلة إنتقامية جديدة حتى يتم كتابة الدستور وبعدها سنرى إنتخابات أخرى رئاسية يدخل فيها المجلس العسكرى بمرشح صريح منه ، وهكذا نحيا جميعاً ما بين الثورة الربَّانية وإنتحار معناها ! . 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !