بعد يومين فقط من الإعلان عن فوز د. البرادعى فى إنتخابات رئاسية "إفتراضية" أمام سفارة مصر بواشنطن تم الإعلان عن أن السيد جمال مبارك "شخصية الجيل" فى إستطلاع على موقع قيل إنه وهمى ، وجاء بالخبر أن جمال مبارك شخصية الجيل للشباب نتيجة إستفتاء إلكترونى أجرته جامعة المستقبل الخاصة على موقعها الإلكترونى .
وهذان الخبران يتشابهان فى أشياء ويتناقضان فى أخرى ، فالإثنان لا يعتد بأيهما فى قياس صحيح لشعبية كلٌ من المتبارين ، وتختلف درجة المصداقية فى إجراءاتهما لتميل بشدة ناحية الإعلان الأول .
ولكن الإختلاف الصارخ بينهما كان فى التقارير الإخبارية التى تناولت الخبرين ، فالأول تناولته بعض الصحف - الخاصة - وجاء كخبر صغير وأما الخبر الثانى فتم تناوله بطريقة مختلفة بين كل من الصحف الخاصة والحكومية ، فبعض الصحف الخاصة تناولته كخبر فقط وصحف أخرى - كالشروق - بحثت فيه بحرفيه وكشفت تناقض الأرقام والإحصاءات وعدم وجود موقع إلكترونى بإسم بوابة عيون مصر الذى قيل أن الإستفتاء تم بها .
وبعض الصحف تم نشر الخبر كإعلان مدفوع الأجر سددته الجامعة – طبعاً عن طيب خاطر – وقالت فيه الجامعة أن الإستفتاء شهد إقبالاً بالملايين على التصويت (!!) .
وكان التناول الغريب للخبر من جانب الصحف الحكومية مثيراً للضحك والشفقة فذكرت الأهرام فى صفحتها الأخيرة أن (57300 ) مشارك اختاروا السيد جمال مبارك ليصبح شخصية الجيل للشباب وان أكثر من مليون و920 ألف متصفح علي شبكة الانترنت زاروا الموقع لمتابعة الاستفتاء الذي أعدته الجامعة فى حين ذكرت صحيفة الجمهورية أن المتابعين للإستفتاء 6 ملايين و634 ألف متصفح .
إن الإعلان مدفوع الأجر الذى تكفلت بدفعه تلك الجامعة الخاصة والذى أظهر كيفية فبركة إستطلاعات الرأى لمن أرادوا له أن يفوز بتلك الإستفتاءات إنما يسىء لهذا الأخير إساءة جاءت له من حيث لا يدرى ويكشف لنا بوضوح أن أصحاب الثروة فى مصر باتوا يحلمون بحمل كرسى العرش فى مصر لمن يريدونه ومن يحافظ على مكاسبهم وينفذ أحلامهم .
ولنا أن نسأل سؤال مزدوج لأصحاب تلك الجامعة سؤال واحد وهو هل لو فاز أحداً غير جمال مبارك كشخصية – خيالية – للجيل كانوا نشروا هذا الخبر كإعلان أم كانوا كفوا – كما نقول – على الخبر أكبر ماجور ؟! ونفس السؤال نسأله لرؤساء تحرير الصحف الحكومية لو فاز آخر بدلاً من جمال مبارك هل كانوا سينشرون هذا الخبر ؟! والإجابة معروفة طبعاً حيث أن الصحف الحكومية لم تأتى ولو بكلمة عن عن فوز د. البرادعى فى إنتخابات رئاسية "إفتراضية" أمام سفارة مصر بواشنطن .
التعليقات (0)