ما بعد نجاح الفورميلا1 في البحرين

نجاح البحرين في إقامة سباق الفورميلا1 العالمي في المواعيد المقررة التي حددتها . ونجاحها المماثل في إنجاح فعاليات هذا السباق وفرضه كأمر واقع. كان له الكثير من المعاني ، وحتما سيكون له ما بعده من قناعات وسياسات حكومية بحرينية محلية . تصب جميعها في خانة أن الحكومات بما لديها من تفويض وشرعية دستورية لإدارة بلادها إنما هي التي تدير شئون البلاد وتقرر وتقول لا أو نعم لما فيه وتراه من مصلحة شعبها.
واقع الأمر أنه ما أن جرى الإعلان عن إقامة فعاليات الفورميلا 1 في أبريل بحلبة البحرين الدولية حتى تصاعدت التهديدات المبطنة من جمعية الوفاق الشيعية الطائفية المعارضة لإجهاض هذه الفعالية حتى تثبت لنفسها وأتباعها والمتردد في إتباعها أنها صاحبة الأمر والنهي في البحرين وأنها الحكومة البديلة والموازية في البلاد خلف الكواليس.
ولوحظ كذلك في الأسبوع الذي سبق بدي السباق كيف تصاعدت أعمال مثيري الشغب الطائفي داخل بعض القرى الشيعية بدءاً من مرحلة إشعال الحرائق في الإطارات لشل الحركة المرورية وإنتهاءاً بتفجير قنبلة يدوية الصنع عن بعد . تبين منها مدى تغلغل حزب الله اللبناني التابع لإيران في تصعيد المؤامرة الطائفية ضد شعب ومصالح البلاد.
ولكن برغم كل ذلك الخواء والهراء كان العزم والتصميم والإرادة الحديدية الصلبة هو دأب الرجال والشباب من أغلب أبناء الوطن المخلصين . وتم لهم ما أرادوا فنجحت البلاد في إقامة مناشط وسباق الفورميلا1 في موعده المقرر وبالطريقة المرجوة المثلى . ولتثبت البحرين للعالم أجمع أن واقع مجريات الأحداث فيها إنما هو على العكس تماما مما يحاول الطائفي العميل التابع لإيران الإيحاء به وترديده على الملأ من خلال الفضائيات الفارسية من منار وفنار وغيرها التي لا تعرف سوى فبركة الصور والمشاهد وتقيؤ الأكاذيب والإفتراءات ضد كل ما هو عربي وتابع للمذهب السني . بل وعلى طريقة "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم".
الحكومات كل الحكومات في العالم تعارف الناس على أنها صاحبة القرار الأول والأخير لما تراه من مصلحة شعوبها. وعلى هذا الأساس ينبغي أن يرتفع البناء شامخا متراصا في بلادنا الحبيبة .
قبل إنطلاق الفعاليات سمعنا الكثير من التهديدات التي وجهها مثيرو الشغب . وشاهدنا وقرأنا الملصقات التي علقها أتباع "الجمهورية الإسلامية" داخل أزقة قراهم في سترة وجد حفص وبلاد القديم وغيرها تقول "لا للفورميلا1 في البحرين" وتتوعد بإجهاضها إن هي أقيمت.
إن أوضح ماكرسته الفورميلا1 هذا العام أن الحكومة هي ذات الشوكة وأنها القابضة على زمام الأمر في البلاد . وتبعا لهذا الواقع العملي الذي أسفر عن وجهه جليا .فإنه لا مجال ولا داع بعد اليوم للمجاملات وسياسات الإسترضاء . وعلى كل متشكك ومتردد ومن في قلبه مرض وممسك للعصا في المنتصف أن يعي هذا الدرس جيدا .
ثم أنه يتعين على كافة العملاء من الخونة التابعين لإيران وحسن نصر الله . وأذنابهم وإرتداداتهم من أصحاب الأجندة الطائفية. عليهم جميعا أن يدركوا وبما لايدع مجالا للشك أن الحكومة فعالة لما تريد . وأنها لن تنتظر كي تأخذ الإذن من أحد كما يتوهم وتحاول الوفاق وملالي الطائفية الإيحاء به في الداخل البحريني.