بعد سرت .........مرحلة حرجة كما قال محمود جبريل رئيس المجلس التنفيذي في ليبيا، دخول الثوار لسرت و إعلانهم تحرير المدينة و هروب ماتبقى من كتائب القذلفي و مسئوليه، لحظة كتابة هذه الكلمات الجزيرة تعلن أنه و حسب مصادر خاصة تم إعتقال القذلفي شخصيا، غير أنه و للأسف ما من مرة أعلن فيها الثوار إعتقالهم لأحد أبناء القذافي إلا و تبين عدم صحة الخبر........
ماورد من الأنباء تتحدث عن هروب رتل كبيرمن سيارات، تعقب الناتو الرتل مرتين بقصف جوي، هذا الرتل و حسب الثوار ربما يتضمن شخصيات مهمة، الثوار تحدثوا أيضا عن اعتقالهم لشخصيات كبيرة من مسئولي النظام السابق. صح خبر القبض على القذافي الأب فهذا يعني نهاية فصول مهمة من القصة الليبية وإختصار الطريق أمام الثوار، فخروج الكتائب من سرت أو بني الوليد لا يعني نهاية الحرب و التهديد، فبقاء الأب معمر أو أحد بنيه و اتجاهمم للصحراء مثلا و بكتائب مسلحة قادرة على الكر و الفر بحرية أكبر، إلى حد الأن لم يؤكد خبر القبض على القذافي رسميا و تبقى الأخبار الواردة أخبار شهود عيان و تكهنات، و حتى إن تم القبض لى القذافي و انتهى مغلب الشر فسيبقى أمام الليبيين معارك تولدها خلافات الشرعية الثورية و الإختلافات الايديولوجية و مكاسب المناصب...............
نعود للوراء قليلا، نتذكر الخلاف السياسي الذي ظهر للعيان حول تشكيل الحكومة الأنتقالية و برو خلافات صورت في صراع بين جناحين علماني ليبرالي و آخر إسلامي بل و مناطقي حين تحدث البعض عن ضرورة تكليف شخصية مصراتية مثلا......الخروج من هذه الأزمة التي انفجرت كان بتأجيل الحديث عن تشكيل الحكومة إلى حد استكمال التحرير، و كانت ذريعة في محلها أجلت مناكفات السياسيين.
حين يتحدث محمودجبريل عن مرحلة حرجة تنتطر ليبيا، فهو يعي كثيرا معنى و مغزى هذا الوصف و أسبابه، محمود جبريل تعرض لضغط كبير و لإنتقادات واسعة و اتهامات لتوجهه الليبرالي، ولعله و للأسف كان على النخب الليبية و بمختلف مشاربها تأجيل حرب الانتقادات إلى حيث يعطى الوقت لأي حكومة قائمة و مهما كان توجهها للعبور إلى مرحلة يحس بها الشعب و الشارع الليبي أنه في استقرار و آمان، فبروز الصراعات أو الخلافات السياسية و إن مثلت على أنها أجواء صحية لكن المواطن الليبي يريد أن تعود لحياة الاقتصادية و الأمنية لحالتها قبل الحرب. أو قبل الثورة.
ينضاف إلى مشكل الخلافات السياسية و تأثيرها في تعطيل مشاريع بناء الدولة بشكل مرحلي محدد زمنيا، مشكا تواجد السلاح و عشوائيته، فالثوار غير مؤطرين في جيش منظم بل هم على شكل كتائب تابعة لمدن، و قد يشكل ذلك مؤشر خطر في حالة أي خلاف سياسي ينتج عن تقسيم غير عادل للمناصب مثلا...، التدخل الدولي قد يشكل أيضا مؤشر سلبي في بناء الدولة الجديدة، فالناتو و بعض الدول الإقليمية ترى أنها وصية على الحكام الجد و أن لها يد عون في سقوط النظام، لا ننسى كيف اتهمت أطراف قطر بمساعدة تيارات معينة و دعمها على حساب أطراف أخرى مقابل ذلك يدعم الغرب شخصيات بعينها للوقوف دون استيلاء الإسلاميين على السلطة.
تتواردالأخبار سراعا منذ كتابة السطر الأول إلى نهاية هذه الجمل، حاليا وردت أنباء عن مقتل القذافي........في انتظار صحة الخبر، ينتظر الليبيون لحظة الخروج لإستكمال الفرحة بنهاية حقبة لعلها مؤلمة و غريبة من التاريخ الليبي.
التعليقات (0)