مواضيع اليوم

ما بعد الحداثة عباءات عابرة

Riyad .

2023-04-02 21:33:42

0

 مابعد الحداثة عباءات عابرة

مابعد الحداثة إفراز لتداعيات الحرب العالمية الثانية، وهناك فرق بين الإطار الفسلفي والأدبي لتلك الحركة التي اعقبت الحداثة وينتظرها ما بعد بعد الحداثة، لقد ساوى عصر ما بعد الحداثة في الهوية بعدما كانت متقوقعه على نفسها ومحاطه بسياجِ كبير يُسميه البعض بالخصوصية، الفن المعماري ولغة التخاطب والأساليب النقدية والأدبية وطريقة الحياة جميعها لم تعد بذلك النمط الواحد فما بعد الحداثة ليس كما قبلها فالسنوات صهرت الخصوصية وبات الاشتراك في التفاصيل السمة البارزة للمجتمعات الحية..
العولمة في بدايات الألفين الميلادية الماضية كانت بداية لدخول المجتمعات بشكلِ فعلي في مرحلة عبور الحدود على مختلف المستويات الاقتصادية والتكنولوجية والثقافية، بعض المجتمعات تخوفت من ذلك وحاولت المقاومة عبر الخطاب الديني أو استدعاء التاريخ القديم والاعلاء من شأن الخصوصية لكن مع ظهور جيل الشباب لم تستطع المقاومة بشكلِ يجعلها متفردة بل دخلت مرحلة يمكن تسميتها بمرحلة قولبة العولمة لتناسب طبيعة المجتمع مع تخفيف آثارها بأي طريقةِ كانت، لنأخذ مثال بسيط، يقال أن زي المرأة انعكاس كامل لهوية وليها ومجتمعها، ذلك الزي مر بمراحل متعددة حتى وصل لمرحلة اشبة ما تكون بمرحلة التخلي أو ما يمكن تسميته بمرحلة التكشف التي لا تعترف بالقيود وتتخذ من الفردانية أولوية مُطلقه..
قبل مرحلة التكشف كانت الهوية متنوعة تبعاً لطبيعة المجتمعات فهوية المجتمعات الزراعية تختلف عن البدوية والحضريه مختلفة عن غيرها وهكذا، لكن ذلك لم يكن السمت البارز فقد كانت هناك هوية أكثر حضوراً وذات تأثير استندت إلى العاطفة الدينية المتدفقه فحولت الهويات المتنوعة والمتعددة إلى هوية واحدة بالترغيب والترهيب فأصبح الزي واحد لا تستطيع المرأة استبداله أو إضافة بعض التفاصيل عليه ومن تفعل فهي كذا وكذا..
لكل مجتمع قيمه وعاداته المستلهمه من تاريخيه ومعتقداته وهذه عوامل تجعل من الفرد في حالة مقاومة مع المتغيرات التي تحيط به فهو أمام خيارين اما الذوبان أو محاولة تكييف تلك المتغيرات مع واقعه المستلهم من معتقداته وهذا هو الأنسب، عصر ما بعد الحداثة ساوى بين الثقافات والهويات فلم يعد هناك تفرقة أو ميزة فكل شيء بات مكرراً ولم يعد للمجتمعات أي صبغةِ تميزها عن غيرها ولأن عباءة المرأة كانت علامة من علامات الهوية فقد أصبحت فيما بعد الحداثة رداء وزي يُعبر عن الانفتاح والتحضر والانعتاق من الماضي هذا ما يقوله من لا يعترف بالخصوصية، لقد أصبحت العباءة عابرة للحدود و الثقافات فالفردانية هي من تحدد شكل ومقاس ذلك الزي بعدما كانت القيم والمُثل الدينية هي المعيار الوحيد في الشكل والمقاس!.. .. 



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات