الولايات المتحدة الأمريكية بأعلانها الحرب ضد الأرهاب الأسلامي ساعدت على إنتشار الحركات الاسلامية المتطرفة و إشتداد المقاومة الشعبية لحكوماتها في العالم الاسلامي والعربي بصفة خاصة . ومما زاد الطين بله كما يقال إن هذه السياسة الامريكية شجعت حكام العرب الديكتاتوريين على تشديد قبضتها والحملات العدوانية ضد معارضيهم بصفة عامة , والأستمرار في سياساتهم الرامية إلى التوسع في السوق المفتوحة وخدمة طبقة رجال الأعمال وفساد السياسيين والادارة وإهمال الطبقة المعدمة والفقيرة وعدم الأهتمام بتزايد الأعداد الهائلة من السكان الذين لا يجدون عملا أو مساعدة . وكذلك عدم التعرض بالفعل لأسرائيل وسياستها التوسعية في فلسطين . كل هذا ساعد على إشتعال المنطقة العربية . وقد شجعت أمريكا حكام العرب بتعاونهم في الحرب على الأرهاب. وفي نفس الوقت صمتت عن أنتهاك هؤلاء الحكام لحقوق الانسان وإهمالم لحاجات مواطنيهم . وقد فوجئت أمريكا والغرب وكذلك الحكام العرب بأشتعال الثورة في تونس , وإمتداد نارها إلى مصر واليمن والاردن وليبيا والجزائر والمغرب وعمان والبحرين والباقي قادم . ولم يكن أمام أمريكا والغرب خيار سوى التخلي عن إصدقائهم الحكام العرب والوقوف مع الشعوب . وتستطيع أمريكا ودول الغرب أن تكفرعن ذنبها بالسير مع التيار وتشجيع السياسات التي تحترم حقوق الانسان وإطلاق الحريات وإرساء الديمقراطية وقد لا تتاتر المصالح الغربية مع الانظمة العربية الحرة . ولكن سياسات أمريكا ودول الغرب الأستعمارية سوف تحاول الألتفاف على الثورات العربية بشكل أو بأخر عن طريق أنصارها من جنرالات القوات المسلحة العربية الذي إستفادوا من سياسات الفساد والأنبطاح في عهد الدكتاتوريين وسوف يشجعون عملية تقسيم البلاد العربية إلى مزيد من الدويلات القزمية ليسهل الأستحواد عليها وتسييرها وفق السياسات الغربية كما هو الحال مع دول الخليج . وليس غريبا أن نرى قريبا دولتين او ثلاتة في ليبيا ويمن شمالي ويمن جنوبي وثلات دويلات في العراق .ومصريمكن تهديدها بتشجيع دول مصب النيل للضغوط عليها لتكون تحت رحمة السياسة الغربية والاسرائلية , وعلى هذا فالثوريون مطالبون اليوم بالأستمرار في الضغط على السلطات المؤقتة التي قامت بعد زوال الدكتاتورية كل حسب وضعه ومقدرته . فالشعوب العربية التي نجحت في طرد الدكتاتوريين مثل تونس ومصر عليها الأستمرار في التظاهر والاشراف على عملية التحول حتى لا تمكن الذين بتربصون بالثورة الألتفاف حولها والعودة إلى حكم البلاد في أشكال جديدة لأرضاء المتظاهرين حتى تسنح الفرصة لهم للأنقضاض على المعارضين في الوقت المناسب . أما في ليبيا واليمن فعلى الثوار الأستمرار فى التظاهر والمقاومة والزحف بكل الطرق حتى يغادر الرئيس علي عبد الله صالح والعقيد معمر القذافي البلاد . وبعدها يتحولوا لفرض التغيير على السلطات المؤقتة والحيطة من الفئة التي تحاول الألتفاف على الثورة .من أزلام الأنظمة السابقة الذين يظهرون التجاوب مع طلبات الثوار ولكنهم يضمرون لهم سوءا للأنقضاض عليهم في أشكال عدة وغيرهم من أنصار القبلية والتقسيم وأصحاب المصالح الخاصة الذين يفقدون نفوذهم وثرواتهم باستمرار الثورة . أن إمتداد الثورة العربية من بلد عربي إلى بلد عربي أخر يبرهن لأمريكا والدول الغربية أن العرب شعب واحد ويجب معاملتهم على هذا الأساس ومساعدتهم على التمتع بالديمراطية والحريات وعدم تشجيع من يحاول حكمهم بالقوة والذين يحاولون الأن الألتفاف على الثورة في تونس ومصر وليبيا
بشير إبراهيم
http://www. Elaphblog.com/bashiribrahim
التعليقات (0)