الجيش السوري في حالة دفاع عن النفس، الجيش السوري في حالة حماية للمدنيين الذين يأخذون كرهائن من قبل المسلحين، الجيش السوري في حال إنهاء مهامه سيعود لثكناته، وأن بلاده ليست في حاجة لمبادرة عنان وأنها بيد النظام السوري، وإنما هي لحشد الدعم الدولي لحل الأزمة، وقد انتهت المرحلة التي كانت تهدف إلى إسقاط الدولة في سوريا؛ هذا ما أعلنه اليوم الناطق باسم وزارة الداخلية "جهاد المقدسي" وعبر التلفزيون السوري.
وهو نفس ما أعلنه مساء البارحة الأمين العام لحزب الشيطان "حسن نصر اللات" عبر شاشة عملاقة خلال افتتاحه قاعة ملحقة بمسجد في الضاحية الجنوبية لـ"بيروت"، بأن:" العالم وصل إلى أن المطلوب في سوريا حل سياسي، وهذا الأمر كنا ننادي به منذ اليوم الأول، البعض تحدث عن سقوط الرئيس بشار، لكن الوضع الإقليمي والدولي تجاوز هذا الأمر".
وقبلها بيومين نجاد يعلن بأنه: " سعيد جداً بأن المسؤولين السوريين يتعاملون مع الوضع بشكل جيد، آمل بأن يتحسن الوضع في سوريا يوماً بعد يوم" وذلك أثناء محادثات مع "فيصل المقداد" مبعوث الأسد إلى طهران يوم الأربعاء الماضي، مؤكداً بأنه سيذل ما في وسعه لدعم نظام الأسد.
والكل كان يمهد لخطاب مرتقب للمجرم بشار كما سربه موقع "دامس بوست" السوري الالكتروني، من أنه سيوجه في نهاية الأسبوع الأول من شهر نيسان القادم خطاباً شاملاً للشعب السوري وللعالم، يؤكد من خلاله القضاء على المؤامرة وفشلها، وذلك نقلاً عن مصادر مطلعة.
ومن جديد يؤكد هذا النظام المجرم أنه غير معني بأي التزام، حتى وإن أعلن أنه قد وقع خطياً على التزامه بأي مبادرة، وما يجري اليوم مشاركة من دول العالم في إعطاء المجرم بشار المهل تلو الأخرى، لتحقيق حلم بشار – الحارس الأمين لحدود الصهاينة– بوأد ثورة الشعب السوري.
ثم عن أي انتصار يريد أن يتحدث المجرم بشار؟! وهو الذي استقوى على ثلة من الجنود الأحرار الذين ندبوا أنفسهم لحماية الشعب السوري، لا لشيء إلا لقلة السلاح الذي بيدهم، بعد أن رفض العالم كله تسليحهم، في وقت سمح به للروس والصين وإيران والعراق بإرسال الأسلحة والرجال والمال له، ليختار أبطال "الجيش الحر" حرب العصابات بعد أن أدركوا أن هذا النظام لا يعرف أي نوع من الأخلاق!!
وعن أي انتصار يريد أن يتحدث بشارون والمظاهرات لا زالت تواصل خروجها بالرغم من رصاصات الغدر التي تحاول أن تغتالهم، ولم تفلح كل المحاولات في لجم ثورتهم، بل ازدادت أعداد نقاط التظاهر، جمعة بعد جمعة، ويوماً بعد يوم، وازداد عدد الجيش الحر الذي وقف بسلاحه البسيط، لحماية إخوته المتظاهرين؟!
اللهم إلا إذا كان الحلم نفسه الذي لم يتحقق، والذي ما برح يراود الأسد ومستشارته "شعبان" وكلبه المدلل "المعلم" مؤملين أن يقولوا للعالم، الذي يعطيهم الفرصة تلو الأخرى؛ بأنها قد خلصت، وهو ما حاول أن يخرج به للعالم بداية العام الحالي، في تسريبات نقلها للإعلام، فلم يخرج، وهذا الأسبوع، أي بداية شهر نيسان، قد وعد بأن يخرج ليعلن أنها قد خلصت؛ لن يأتي ولن يأتي بإذن الله.
قد يستطيع الأسد أن يدخل المدن ويخرج الجنود الأحرار منها، بعد أن وضع الأطفال والمدنيين أمامه، لكنه وإن فعل، فلن يستطيع أن يسيطر إلا على الأرض التي تقف عليها دباباته، وسيستمر الشعب بخروجه، دون خوف أو تردد، وسيبقى الجنود ينشقون ويحاولوا حماية أبنائهم وإخوتهم، لحين أن يتم الله عليهم بالنصر.
وعلى الذين يدّعون أنهم سيجتمعون غداً في مؤتمر دعوه زوراً وبهتاناً باسم "أصدقاء الشعب السوري" أن يعلنوا موت مبادرة "كوفي عنان" بالإعلان الذي أعلنه "المقدسي" بأنهم لن يلتزموا بوقف العنف، ولن يسحبوا الجيش إلى ثكناته، بالرغم من طلب عنان من بشار وقف العنف من فوره، دون أي احترام لما تم توقيعه، والموت للمبادرة شيء حتمي، وهو أول بند يجب إعلانه، وأن يتبنوا من فورهم إعلان الاعتراف بـ"المجلس الوطني السوري" ممثلاً شرعياً وحيداً للدولة السورية، وبدء تسليح الجيش السوري الحر وبشكل مباشر، للوقوف أمام ترسانة المجرم الأسد، بعد أن اثبت أنه نظام مراوغ وخادع.
وإلا فلا داعي لأن يحضر أحد هذا المؤتمر، ولا داعي لأن يعقد، ولا داعي لأن يسموا أنفسهم أصدقاء الشعب السوري، ويجب على المعارضين السوريين في الخارج الانسحاب من هذا المؤتمر إذا لم تنبثق عن المؤتمر هذه القرارات، والكف عن حضور مثل هذه المؤتمرات التخديرية، ووضع أموالهم التي يحتفظون بها لحين الانتخابات القادمة، تحت تصرف الجيش الحر، لكي يتمكن من الحصول على السلاح الذي يمكنه من سحق خنازير بشار، والتغلب على الخلف الإيراني الشيطاني المجتمع جميعه على إبادة الشعب السوري، بدلاً من صرفها في فنادقهم ذات الخمس نجوم، والسبعة كذلك.
وأما حلم المجرم بشار فلن يتحقق مطلقاً، لأن شعباً نزع الله منه الخوف، وطلب الشهادة كما يطلب أعدائهم الحياة، لن يعود حتى يحقق النصر، أو أن يلقى الله شهيداً، وهم الذين سيقولونها للأسد بعد أن ترفع مقصلته في حي "بابا عمرو" بأن الفتنة قد انتهت!!
احمد النعيمي
Ahmeeed_asd@hotmail.com
التعليقات (0)