ما المطلوب من هيئة الترفيه
لم يكن متوقعاً ولادة هيئة تٌعنى بقطاع الترفيه وتٌسهم في تنظيمه وتحسينه وزيادة هامش الحرية والمنافسة وتحقيق تطلعات مجتمع عانى طويلاً من الكبت والتضييق, الترفيه ليس ترفاً بل حقٌ إنساني فطري غريزي فالنفس السوية تبحث عن الترفيه وتنخرط لتمارسه بعفويه متى ما سنحت لها الفرصة , قطاع الترفيه بما له وعليه مشتت ويخضع في الغالب لشروط و املاءات خارجية في ظل الهيئة ستزول العوائق وتٌصبح من الماضي إذا واجهت الهيئة معارضيها بقوة وحزم وتفاعلت مع ناصحيها ومنتقديها وقدمت رغبات المجتمع المتعطش على أي رغبة ضيقة لا تؤمن بالحياة السوية ,قطاع الترفيه مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالثقافة و الآثار فمن الترفيه وجود فعاليات ومهرجانات فنية وسينمائية ومتاحف ومسارح وأُثار الخ , المطلوب من هيئة الترفيه تجاوز العقبات والعمل من أجل المجتمع وعدم الالتفات لصوتٍ لا يرى مشروعية الترفيه لأسباب غير مقنعة , البداية الجادة والحقيقة تكون من المسرح الفن المفقود والأب الروحي لجميع الفنون فبغيره لا يمكن أن يكون الترفيه واقعاً يرضى عنه المجتمع ويتفاعل معه , تفعيل المسرح وزيادة نشاطه ودعمه يعني عملياً فتح منافذ الترفيه وولادة أرواح جديدة بعالم الترفيه الحقيقي والجاد, الترفيه سلوك يمارسه الشخص في ضوء إمكانات ومساحات محددة لكن مع وجود مؤسسة تٌعنى به يٌصبح الترفيه حالة مجتمعية منظمة وذات خيارات متعددة وهذا هو المطلوب والمأمول !
في السابق كانت الايدلوجيا الدينية الغير واقعية تقف ضد مظاهر الحياة تصنع عوائق انطلاقاً من قاعدة سد الذرائع فحٌرمت مٌباحات وسلوكيات سوية استناداً على تلك القاعدة التي لولا غياب القانون والتعددية الفقهية على أرض الواقع لم تكن لتوجد , كان من الواجب عدم الاستسلام لتلك الايدلوجيا الضيقة الغير واقعية خصوصاً بعد حادثة جهيمان وما أعقبها من مرحلة تاريخية "الصحوة" لكن حدث الاستسلام والقبول بما تراه فدخل المجتمع مرحلة الغيبوبة والجفاف والتصحر والتطرف والتشدد والصراعات والتجاذبات , اليوم ومع ولادة هيئة الترفيه يمكن القول بأن المجتمع بدأ يتجاوز الماضي وبدأ الواقع يتخلص بشكلٍ جزئي من الايدلوجيا الضيقة التي لا تلقى قبولاً في عصر الانفتاح والتعددية والحقوق والحريات , الترفيه ليس انحلالاً كما يعتقد الذرائعيون أو شذوذاً بل هو حالة إنسانية سامية ومواهب طاغية ونفوس مرحة ووسائل جاذبة وطاقات وإمكانات مٌستغلة ومجتمعات لا تعرف اليأس والملل وحياةٌ باقية وتتمدد بحيوية و ثبات !..
التعليقات (0)