مواضيع اليوم

ما الفرق بين هذا وذاك ؟!

روح البدر

2009-08-31 20:24:49

0

الفقر أبٌ لكل سيء وطوفان الجوع يبتلع في طريقه قيماً ومباديء ....
لم يجد من حِرفةٍ يتكسب منها سوى الليالي المطرزة بأنفاس النجوم النقية يمرر عليها فرشاة العهر لتغدو حمراء ملتهبة .. يبيع في أسواق الليل المتأوهة نزوةً صمغ مجون يُلصق به الأجساد المتهيجة بنداء الرغبة المجنونة
نبتة خبيثة هو ..غرسها الفقر في منابت السوء ..لفظه الخلْق ورفضه الخُلُق ولم تعترف به سوى الغرائز المتعطشة في دروب الليل المتعرجة ..

وفي الحي المقابل لخرائب الفقر
وُلد في لفافة من حرير الثراء انسان , أقبلت عليه الدنيا بزخرفها طائعة راكعة , حفلت موائده بما لذ وطاب من الثمار المحرمة وتوزعت أطباق الفُجر والعهر والفسق فوق المائدة الممتدة شهوة لا نقاط توقّف لها ..
أشرع أبواب كرمه وفضله لأولئك المحرومين من هذا الزاد كي يشاركوه مائدته وأبت نفسه أن يستأثر بالخنا والغنا وحده فسخر المال وأشباه الرجال لإشباع نهم تلك العيون الجائعة ...
بين الثقاب والزيت وضع موقداً تلوّت فيه الأغصان إغراءً وخلاعة لتقتحم النار خلوة الغرائز المحاصرة بالدين والحياء وتلطخ بالسواد جدران قلوب نبضت ذات طهر بالنقاء
بين المنطلق والغاية طريق مجون رصفته مواخيره الاعلامية وعلى الأرصفة فراشات  فقدت في تهافتها على نار الشوارع ألوانها النقية الزاهية ..كرّس جهوده وبذل ماله لتُشعل قنواته الداعرة ليل العرب خلاعة ومجوناً وموائد حافلة بكل ساقط وداعرة .. كل هذا لتكون كلمة النزوة الحرام هي العليا .. كأنما لم تطرق عينه الآية الكريمة ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون) ..

طرحوا ذاك الفقير المنحرف وقالوا فكره عقيم وشادوا بذكر المترف وقالوا فكره عميق
من أسمال الفقر ارتدى الأول ثوب خيش وحرير فحش الثراء ألبس الآخر أحرف شيخ
اختلفت الدلالة والحروف واحدة !
كلاهما يغرف من ذات المستنقع ..يسقي ذات الملوّث
لماذا اختلفت بين هذا وذاك النظرة والمسميات ....... والفعل واحد ؟

يوسف الحربي

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !