ما الفارق الجذري بينهما

من آية "وليس الذكر كالأنثى" أنطلق البعض ليضع تصوراته وآراءه لتُصبح فيما بعد ثابت مُقدس لا يقبل الشك والتأويل ، الأنثى في ثقافتنا العربية ليست كالأنثى في الثقافات الإنسانية الأخرى فهي مُكرمة وهناك مُضطهدة ويُصدق ذلك القول الواقع أو يُكذبه ، في ثقافتنا المحلية التي هي جزء أصيل من الثقافة العربية لا يسع أحدُ الخروج عن التفسير والتحليل الفقهي سواءً كان قديماً أو حديثاً وإن حدثت خروقات فهي ضلالات  يجب أن تنتهي في وقتها فالمجتمع متدين والدين هو الحاكم ، طبعاً المقصود بالدين دين الفقهاء والوعاظ والأيديولوجيات المتطرفة التي تُريد حياةً وفق مقاييسها الخاصة ، بسبب تأطير الحياة بذلك الإطار تمت محاصرة كل شيء المرأة ،الفنون ، الحريات ، الحقوق ، ووضعت الضوابط التي في حقيقتها أعراف وإجتهاداتِ شخصية لتعزيز ذلك الوضع الأ إنساني ، ما كان في السابق مقبولاً لم يعد اليوم مقبولاً وما كان بالأمس صالحاً لا يمكن أن يكون صالحاً اليوم أو غداً هذا هو قانون الحياة الطبيعي الذي لا يتغير ولا يتبدل ، لو تأملنا وفكرنا قليلاً لو جدنا إجاباتِ منطقة لكثيراً من تساؤلاتنا ،فالمرأة كالرجل ولا فوارق جوهرية بينهما تُذكر ، قد يقول قائل وفوارق وطبيعة التكوين الجسدي أين نضعها ؟ قول ذلك القائل ينسجم مع الثقافة المحلية ويتماشى مع عُقدة المرأة التي جعلت بعض المتدينين والتيار الديني بوجه عام يبتكر محرمات لا أصل لها للحد من حركتها وحريتها و تُهضم بسببها الحقوق لأنها كائن شيطاني قابل للإنحراف متى ما تهيأت له الفرصة حتى قال عنها "المرأة" أحدهم أنها كثيرة النسيان بسبب غُدة نسي أسمها !

التكوين الجسدي أمرُ طبيعي وهذا خلق رباني ومن يجعله عامل مقارنة فهو إما أحمق أو جاهل أو مجنون ، التكوين الجسدي ليس معياراً للتفضيل عند المجتمعات الواعيه فالتفضيل الحقيقي يكون بالعمل والإنتاج والوعي والمعرفة ومدى مساهمة الفرد في كل ذلك ، بسبب التفضيل الجسدي وجد التفضيل الجنسي "النوع" فكانت النتيجة تعطيل نصف المجتمع وقتله وحرمانه من أبسط حقوقه وجعله كائن لا يستطيع إتخاذ قرار دون وصي قد يكون في مرحلة الطفولة وهذا ذنبُ عظيم يرتكبه المجتمع بسبب الصورة النمطية التي صنعها الخطاب الديني والعُرف الاجتماعي الذي وضع مسميات للمرأة تبدأ بالحُرمة ولا تنتهي بأكرمكم الله التي نسمعها في مجالس يتصدرها من يحمل لقب رجل وهو قد يكون غير ذلك .

@Riyadzahriny