مواضيع اليوم

ما الذي يميزهم عنا !

حسن اسافن

2011-07-05 05:18:02

0

جريدة الدار الكويتية الثلاثاء, يوليو 05, 2011 العدد/1052
ما الذي يميزهم عنا؟!

 

علي البحراني

لماذا لا نسمع أن معتقلين غربيين لدينا(العالم العربي) ونسمع عن معتقلين عرب ومسلمين لديهم (العالم الغربي)؟ لماذا لا يعاقب على جرم ارتكبه مواطنهم عندنا ولا يقتص منه وتضغط حكوماتهم علينا حتى استرجاعه إلى وطنه مصان الكرامة متحققا إن كان تعرض لأي أذى حتى اثناء التحقيق بينما لا يحقق مع معتقل أو سجين أو مجرم لدينا من مواطنينا قبل أن يفقد وعيه ضربا أو تعذيبا؟
فقط لأن مواطني الغرب اختاروا حكوماتهم وتعاهدوا معها على صون كرامتهم وتوفير رغد العيش لهم أيا كانوا واينما كانوا وإن أخلفت حكوماتهم بهذا العهد اسقطوها وانتخبوا بديلا لها تحفظ المعاهدات بينها وبين مواطنيها جميعا، من انتخبها ومن لم ينتخبها وحتى المعارضين لها، الشيء الذي لا ولم يحدث في جل الوطن العربي، في الغرب ليس لديهم انواع من المواطنين بل كل من حصل على الجنسية بالولادة أو بالإقامة هو مواطن تام له كل الحقوق وعليه جميع الواجبات، أما نحن العرب فمواطن، وبدون، ومواطن نص، ونص وربع مواطن، ولامواطن اومواطن درجة ثانية، ومواطن مشكوك في ولائه، ومواطن طرش بحر، ومواطن حضيري، ومواطن قبيلي ومواطن تكروني، ومواطن كردي، ومواطن درجة ممتازة، ومواطن صاحب معالي، وكل هذه الأنواع وغيرها مختلفة المواطنة وحقوقها مختلفة وواجباتها متباينة .. هناك في الغرب أغلبنا شاهد كيف حررت شرطية لبرلسكوني رئيس ايطاليا مخالفة مرور لأنهم ليس لديهم من هم فوق النظام ولو كان رئيس الدولة أما لدينا فالشاويش أو حضرت الصول أو الشرطي أو البوليس سيضرب تعظيم سلام لمن هم فوق النظام ولا يستطيع أن يمسهم القانون لأنهم فوق الوطن .
هذه وغيرها هي من أطاحت بزين العابدين وخلعت مبارك وفجرت في صالح وحاربت القذافي وغيرت الدستور في المغرب وسيرت المظاهرات في البحرين والأردن وأثارت الشعب في العراق وسوريا .
فهل يتعظ البقية ومن سيخلف من خلع بأن المؤامرات الأمنية التي حيكت طوال الأربعين سنه الماضية ضد مواطنيهم وحالة الطوارئ أو قانونها أو قانون السلامة الوطنية او الأمن الوطني أو غيرها من المسميات الأمنية التي ترعب وتنتهك وتستبيح أمن المواطن ما هي إلا حالة تعبئة للثورة، وقودها ذلك المواطن الذي سحقت كرامته وسرقت حقوقه في وطنه، لقد اتعظ خامس المغرب فنزع فتيل الثورة والتي لا شك أن لها اثارها الجانبية كأي مضاد حيوي يؤدي للشفاء في النهاية فوقى شعبه ووطنه مضاعفاتها الجانبية فأنقذ نفسه وشعبه من ثورة يخلع فيها كمن خلع فيخسر ويدخل وطنه في مرحلة انتقالية صعبه، على جميع الحكام العرب أن يعوا صعوبة المرحلة وقوة الرياح الثورية القادمة وسكونها في بعض الدول لا يعني موتها بل يعني أنها بركان لا أحد يعرف كيف ومتى سينفجر إن لم تطرأ تغييرات تضمن للعرب كرامتهم التي طالما سحقت وتسحق في أوطانهم المختطفة من سلاطين استحكموا عليها بالإرهاب والتجويع.

http://www.aldaronline.com/Dar/Author2.cfm?AuthorID=148
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !