مواضيع اليوم

ما الذي سيتغيـّر في العالم؟

رانيا جمال

2012-05-08 03:52:57

0

اليوم انتخابات فرنسا التي ستعيد الاشتراكيين الى السلطة لاول مرة منذ ميتران. وغدا انتخابات الولايات المتحدة, ثم المانيا التي قد تودي بميركل, فما الذي سيتغير في العالم ؟

قبل نحو عقدين كتبت الكاتبة الفرنسية الشهيرة جوليا كريستيفا تقول: " انتهت السياسة, جاء عصر الوحدة والانكفاء...", كانت نبوءة كبرى لامرأة قضت حياتها محللة نفسية ومناضلة سياسية لاجل التغيير, الى ان ادركت ان عصرها قد انتهى.

وفي العام 1991 نشر الكاتب السياسي الكبير انياسيو رامونيه كتابا بعنوان: " سادة العالم الجدد" مضمونه ان سادة العالم لم يعودوا رجال الطبقة السياسية, وانما رجال الاعمال وتحديدا الشركات متعددة الجنسيات. هذه هي من يحكم العالم, فيما يحكم المجمع الصناعي العسكري, الذي يشكل امتدادا لها, الولايات المتحدة الامريكية. حكما جعل الرئيس نيكسون يودع الديمقراطية في خطاب وداعه للرئاسة, " اذا ما استمر لوبي هذا المجمع في هيمنته المتنامية - بحسب قوله.

واذ يقترن هذا التسلط لمتعددة الجنسيات بالازمة الاقتصادية العالمية الراهنة, التي لم تكن غريبة عن استراتيجية هؤلاء السادة الجدد, فان ذهاب رئيس ومجيء آخر في الدول الغربية الكبرى, لن يغير شيئاً من سياساتها الخارجية ومن مواقفها من العالم.

انحسار السياسة, وتعمق الازمة الانسانية والاقتصادية, في عالم لم يعد يقيم وزنا الا للقيم المادية, جعل الناخب غير معني الا بشؤونه المعيشية والتأمينية, وجعل المرشحين غير معنيين الا باللعب على هذه الاهتمامات, تاركين السياسة الخارجية للوبيات المرتبطة بالسادة الذين لا جنسية لهم. لذلك لم يتحدث كل من هولاند وساركوزي عن الملف النووي الايراني, ولا عن سورية, ولا عن العلاقة بالعالم العربي ولا عن العلاقة بروسيا والصين او بما يسمى الدول الصاعدة. فذاك كله خارج الحدود وبالتالي خارج حدود الاهتمامات. الامر الوحيد الذي تباريا بشأنه هو موعد سحب الجنود الفرنسيين من افغانستان, لان لهؤلاء اهلا ناخبين يرمون بورقة في صندوق الانتخاب. ولان بقاءهم هناك لن يعود بفائدة مادية على فرنسا.

درس علينا ان نفهمه في العالم العربي, فلا بأس من احتلال ليبيا طالما ان هناك كعكة كبيرة للتقاسم, ولا بأس من ترك العنف يتفاقم في سورية طالما ان تمويله يأتي من صناديق العرب انفسهم, ولا بأس من المتاجرة قليلا بالوضع الفلسطيني طالما ان شيئا عمليا لن يتحقق على الارض. ولا بأس من استمرار الفوضى في كل مكان طالما انها مصدر استنزاف... ولا بأس من ترك الخطط والاستراتيجيات التي تخص الاوضاع العربية بيد اللوبيات اليهودية ولوبيات الشركات التي تعرف كيف ترتب امور الافادة من الثروات وترتيب الاسواق بما فيها سوق السلاح.

لن يتغير شيء بغياب ساركوزي واوباما وميركل وبرلسكوني الا بعض الخطب, وربما بعض اجراءات تأشيرات السفر والاقامة.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !