مالذي حدث في اليوم الوطني
بعد عقودِ طويلة من الظلام والخوف من التفلت والإنحلال أحتفل الشعب السعودي بيومه الوطني ال87 في مختلف مناطق ومدن المملكة وسط أجواء مطمئنة لا إنفلات فيها ولا انحلال ، لطالما تحكم الظلاميون في حياة الناس وتصرفاتهم ولطالما تدخلوا في خصوصياتهم دونما سابق إنذار ، الظلاميون بدأو يفقدون شيئاً من سيطرتهم على الفضاء الاجتماعي بعد أن تنفس المجتمع الصُعداء ، في السابق كانت جميع مظاهر الفرح والسرور ومعها الكرنفالات الوطنية محاطة بأسوار التحريم والخوف من الضلال والفتنة وحدوث ما لا تحمد عقباه فالجنسين سيكونان على مقربةِ من بعضهما البعض وكيف تجعل النار على مقربةِ من الوقود ، هكذا كان يتوهم التيار الظلامي ويستميت في تعطيل وتشويه الكرنفالات الوطنية بوطنِ لم يسعد في يومِ من الأيام بكرنفالِ خالِ من منغصات ذلك التيار ، تيار الظلام تربع طويلاً على شتى مناحي الحياة حول الحياة اليومية للمجتمع لجحيمِ لا يُطاق قوائم مُحرمات لا تنتهي ودجلُ ووعظ لا ينتهي أيضاً ، تحولات ضخمة عاشها المجتمع أكتوى فيها بنيران ذلك التيار وبخطابه الذي لم يترك شيئاً إلا وحرمه و كفره أو جعل منه شيطانُ رجيم كالمرأة التي عاداها وزرع بذور الكراهية نحوها بعقول المجتمع ، في يوم الوطن الذي حل بالأمس القريب كان كل شيء مُختلفاً المجتمع خرج معبراً عن فرحته وسط أهازيج شعبية وغنائية طالما افتقدها ، قلة قليلة من المجتمع لم يعحبها ما حدث لأنها تؤمن إيمان عميق بالمُحرمات المُبتدعة وهذا حقها الذي لا يُمكن مصادرته أو التهكم عليه لكن على تلك الفئة أن تعلم جيداً أن ما تؤمن به ليس صحيحاً بشكلِ مُطلق كل مافي الأمر تشدد وكبت لمشاعر الفرح والإنسانية بأراء بشرية نسبة الخطأ فيها مُرتفعة جداً فهي فئة تسمع كثيراً وتُطبق ما تسمعه وتتمثل به عن جهلِ وتعصب طمعاً في الأجر والمثوبة والخيرية ، ليس من حق تلك الفئة التي هي ذراع للتيار الظلامي تشويه ماحدث والإصطياد في الماء العكر والترويج للتشدد بطريقةِ مباشرة وغير مُباشرة فتلك بضاعة رخيصة جداً قد يُصدقها من يُطلق عليهم أحبُ الصالحين ولست منهم ، من آراد التشدد في فهمه للدين وفي سلوكه فاليمارسة دون الترويج له لأن الحالة البشرية الطبيعية تناهض ذلك وتقاومه فالفضاء العام اصبح اليوم لا يحتمل وجود ذلك الغُبار الحاجب للرؤية فقد استبدل الظلام بالنور والموت بالحياة والقول الواحد بالتعددية والتنطع والتشدد بالوسطية والإعتدال .
@Riyadzahriny
التعليقات (0)