إذا كانت مصر قد أفلتت بثورتها بصورة معقولة من عملية إراقة الدماء كما أريقت في ليبيا وسوريا والبحرين واليمن فذلك لا يمنع من التفكير في نشأة الثورات العربية وهل هناك ارتباط بينها وبين الفوضى الخلاقة الأمريكية التي أعلنتها كونداليزا رايس في حرب إسرائيل الأخيرة على لبنان؟ إذا بحثنا الأمر وظهر أن أمريكا ليس لها دور ولو خفي في إشعال هذا الحريق فلن نخسر شيئا.... وإذا وجدنا أنها بعيدة عن هذه الثورات فلا مانع أن نبعدها بصورة كاملة عن ركوب هذه الثورات وإحباطها أو تحويل مساراتها حتى تحقق بعض أهداف أمريكا المعادية على طول الخط لأمتنا العربية (لاحظ أن أمريكا تحاول ركوب الثورات عن طريق الناتو في ليبيا والعقوبات على سوريا وإغراء مصر بالقرض من البنك الدولي واستخدام العلاقة بين الجيش المصري والأمريكي طوال فترة المخلوع)...إن بقاء المسؤولين الفاسدين المصريين في بعض دوائر الحكم أو تأجيل محاكمتهم شيء يدعو إلى الشك والريبة وينافي أهداف الثورة بل قد يحبطها فعلا لتبدو الصورة جميلة في الظاهر ودميمة في الحقيقة ...وما يجعلنا أن نفكر في اليد الأمريكية يبدأ من ليبيا ..فقد تدخل الناتو (اليد الأمريكية متعددة الجنسيات) لتقصف طرابلس والمدن الليبية وطبعا ليس هذا بالقطع دفاعا عن الشعب الليبي ضد رئيسه ...لأن العدوان الأمريكي على شعب ليبيا سابقا يكذب هذا الادعاء...لقد قامت الثورات العربية ذاتيا في تونس ومصر ولكن أمريكا سوف تبحث بالتأكيد عن أسلوب محاورة هذه الحكومات التي فرضتها إرادة الشعوب ...يعني إن الحوار بيننا وبين أمريكا سياسيا لن يتوقف وينبغي علينا نحن العرب أن ننتبه ونكون على حذر... فهل تبدو هذه الأفكار بعيدة عن حكامنا الأفاضل ...أرجو ألا يكون ذلك.....وللحديث بقية طويلة ...هذه فقط بداية أدعو القارئ ليفكر معي فيها
التعليقات (0)