شيركو شاهين
sherkoo.shahin@yahoo.com
نالت علاقة الصداقة على الدوام المرتبة العليا وسط زخم العلاقات الإنسانية والأعراف الاجتماعية , فالصداقة جوهرة نادرة سعيد الحظ من استدل على اكتشافها ومعنا نفيسا فاز كل من اجتهدا في تهذيبه , فأحيانا يكون الإنسان واهن القدرة أمام ضغوط الحياة ومصاعبها وقد يدفعه اليأس احيانا ليسلك دروبا تجرفه بعيدا عن حياة الابتهاج دافعة إياه في بعض الأحوال للهروب باتجاه المجهول وحتى ان كان قليل الأيمان به , وهنا يأتي دور الصديق بعد ان تصارحه وتستودعه سرك فيقوم بنصحك وتوجيهك اما لسعة خبرته او لتفانيه بواجبه بحكمه صديقك .
فنفس الإنسان على الدوام تحتج من يشاركها سرورها و أحزانها ويملا عليها تفكيرها ومشاعرها , والأصدقاء هم الذين تراهم جاهزين لسماعك في أي وقت تحتاجهم عندها تراهم تجدهم الى جانبك فاتحين قلوبهم لمعونتك , وكم من صديق يرتدي السواد لحزن آلم به تراه عند الضيق يشمر عن ساعديه ليرفع عنك هما سلطته الأقدار عليك .
وباختلاف نصائح الأصدقاء من آمر الى آخر تأتى الحاجة لنوع خاص منها فيه لمسة المرآة دون الرجل , لما لها من خصوصية التغلغل الى أعماق النفس والوجدان ولتستخرج من طيا حلولها دافعا للاستمرار .
ان كل ما أسلفناه ما هو آلا النزر اليسير من جلال هذه العلاقة الروحية التي ما جاء دين من السماء ولا تشريع على الأرض آلا وحث عليها ومجدها .
لذا كان على الجميع واجب السعي لكسب الأصدقاء بعيدا عن أي أغراض دنيوية زائلة , وذلك بالعمل على ان نكون سباقين لمد أواصرها بإعطاء للمقابل من الاهتمام اكثر من ما يتوقعوا وان لا نلهو او نعبث بمشاعرهم اما اذا أحببنا فعلينا ان نحب بصدق وان نتعلم بان احترامنا للآخرين يأتي انعكاسا لحترامنا لا نفسنا وليس هذا فقط بل وعلينا ان نعمل على زيادة متانة علاقتنا مع الأصدقاء بان نمتاز بسعة الصدر وان لا نترك أي سوء فهم ولو كان بسيطا يفسد صداقة جميلة وذلك بتدارك أخطائنا وتصحيحها مباشرة وان نحذر بان لا نعاقب او ان نصدر أحكاما على الآخرين وفقا لما قد نسمعه من إشاعات المغرضين .
وعلى الجميع ان يضع نصب عينيه على الدوام قول الأقدمين : -آلف صديق ولا عدو واحد
نشر بتاريخ 7/9/2005
التعليقات (0)