ما أحلاك يا كوردستان!
بقلم/ كفاح محمود كريم
ونجحنا كما قلتها قبل سنين يا كوردستان، ليس اليوم سيدتي الأرقى، بل حينما اختار شعبك في أولى ساعات تحرره من كابوس الاحتلال، اختار الديمقراطية طريقا لممارسة حياته السياسية والاجتماعية، وكان تحديا كبيرا أنتج أول برلمان ينتخب بشكل حقيقي من الأهالي عام 1992م، ليكون واجهة الإحداث بل جبهة الصراع الحاد ضد التجربة برمتها، فناصبته العداء كل دول الجوار دونما استثناء، حتى منعوا عنه في أبشع حصار شهدته الشعوب، حفنة من دقيق أو كيلو من خضار، بل إنهم أنفقوا مليارات الدولارات لإشعال الفتنة في داخل الإقليم بين المتنافسين ونجحوا إلى حد ما فكانت تلك الحرب التي نالت من البلاد والعباد الكثير الكثير.
لكنها كوردستان الحكمة والعقل والتاريخ الممتد عمقا والشعب المكتوي بنار الاحتلال، لعق جراحه واتكأ على الحكمة والعودة إلى البداية التي قرر فيها اختيار طريق التداول السلمي للسلطة، فعادت الحياة ثانية لمؤسسات الأهالي وممثليهم وكانت الانتخابات الثانية في 2005م لتضيف جدارا آخرا في بناء المستقبل الذي بدأ يزهر اليوم، حيث تحولت كوردستاننا إلى خلية نحل في كل مضامير الحياة وأصر الشعب الذي حرموه من ابسط مقومات الحياة أن يعوض كل سنوات القهر والظلم والحرمان ويخرج إلى العالم خلال عدة سنوات بصورة أذهلت الأعداء وأثارت إعجاب الأصدقاء فكانت كوردستان التي تعيش في ظلام دامس لؤلؤة من ضياء ونور، فعل فيها الرجال والنساء من أبنائها وبناتها ما عجزت عن فعله حكومات العراق منذ تأسيسه في مطلع عشرينات القرن الماضي وحتى يومنا هذا.
وتكللت نجاحات الأعمار والتنمية في أرقى صورها حينما ذهبت أفواج هذا الشعب شيبا وشبابا نساءً ورجالا إلى صناديق الاقتراع بنسبة تجاوزت نسب الناخبين في اعرق دول الديمقراطية، حيث بلغت ما يقرب من 75% من السكان الذين تشملهم الانتخابات والتي أشاد بها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأوربي، إضافة إلى المشاركة الكبيرة للنساء والشبيبة بصورة أعطت الرأي العام حقيقة نتائج التمنية البشرية والوعي الاجتماعي والسياسي المتحضر لدى القطاعات الواسعة من أبناء الوطن، بما يجعلنا نفخر به جميعا ونعمل من أجل تطويره أكثر وأكثر.
إن كوردستان اليوم مشروع حضاري ومدني كبير يثبت فيه الإنسان مقدرته على تجاوز الماضي بكل مآسيه وكوارثه والانتقال إلى عالم مشرق زاهر بإصرار الشبيبة على إكمال مشوار الإباء والأمهات في تأسيس وطنهم بعيدا عن العنف والصراعات الدموية بانتهاجهم ثقافة قبول الآخر والإذعان إلى نتائج ما يقرره الشعب في صناديق الاقتراع كما حصل في الانتخابات الأخيرة التي أظهرت حقيقة نهج البارزاني الخالد في فكره وعطائه وامتداده أفقيا وعموديا بعمق كبير في أوساط الأهالي التي انتخبته بأغلبية أكدت توهج هذا النهج وتجدده دوما بما يليق بتضحيات ونضالات الكوردستانيون عبر التاريخ.
التعليقات (10)
1 - بغداد
ضياء المندلاوي - 2013-10-08 19:56:30
سلمت اناملك استاذ كفاح على هذا المقالة الرائعة ..عن كوردستاننا الحبيبية فعلاً اصبح تجربة الاقليم نموذجاً يحتذى به.ولمزيد من التقدم والازدهار بفضل قيادتنا الحكيمة المتمثلة بالرئيس مسعود البارزاني .. مع وافر احترامي لشخصكم الكريم
2 - واينعت ثمار المناضلين
يونس جوجان - 2013-10-08 19:56:32
سررت هنا بانك لم تبالغ في سرد الحقيقه فهي كامله وغير مفبركه وهي الواقع بعينه وهذه لم تاتي من العدم وانما ثمار جهد قوافل المناضلين كل المناضلين الللذين عملوا لكوردستان وقضيتها مع انكار عامل الذات هنا حقا من يريد ان يشم ورده يتمل لدغات شوكها نعم هناك عقبات ولكن ابناء في تواصل ورقي
3 - تعلموا الديمقراطية
عبد الرحيم مقصود - 2013-10-08 19:57:19
الانتخابات في اقليم كوردستان تعطي الراحة والسعادة للمواطن الكوردي حينما ينتخب من يريد بحريته وكذلك سعادة للمراقب من بعيد وتعليم له ان الديمقراطية وحرية الشعوب هي السلاح الأقوى لنجاح الدولة وتمسك الشعب معها وانتصارها على اعدائها ... عبد الرحيم مقصود: عضو الاتحاد العالمي للبرمجة اللغوية العصبية
4 - اربيل /عينكاوة
نضال عاشا - 2013-10-08 20:24:01
عاشت يداك كتاباتك روعة وقلمك يسطر عن روعة كردستان وستبقى شامخة مرفوعة الراس تتباهى بحلتها وبهاءها
5 - مااحلاها
عبدالكريم كيلاني - 2013-10-08 20:44:07
نعم مااحلاها كوردستان وهي تصبغ بالابيض ملامح المستقبل .. وتزرع الاخضر فيها وحولها وتبيح للنجوم كتابة تاريخها ومااحلاك ايها الرائع دمت مبدعا
6 - الحقبة المظلمة انتهت
عبدالرزاق - 2013-10-08 20:52:55
بفضل الوعي الذي يمتازبه الشعب الكوردي بالتخلص من الظلم والاظهار للعالم الخارجي على قدرة الكوردبالعيش بالحرية والسلاموانه شعب محب لديمقراطية لا يحب التعصب ومتشبع بثقافة التسامح بذلك انهى الشعب الكوردي الحقبة المظلمة التي تعرض لها داخليا وخارجيابتوجهالشعب الى صناديق الاقتراع عاشت كوردستان حرة ابية
7 - khaldaloka@yahoo.com
خالد علوكة - 2013-10-08 20:58:15
شئ حضاري ان ترى الديمقراطية تتحق في الاقليم من الانتخابات وكانت النتائج تراجع البعض وتقدم الاخر ولكن السؤال ماذا لو حصلت المعارضة على حصة الاسد في الانتخابات كما حصل في فلسطين عندما غابت منظمة التحريرالفلسطينية صاحبت التعب والشقى وظهر يحكم غيرها مثل حماس فكيف بنا من هكذا ديمقراطية ؟
8 - كوردستان تتخطى العقاب...
احمد لفته على الجاف - 2013-10-08 21:15:02
نعم بعد زوال الكابوس الطغيان من صدر كوردستان وتحرر من الاستبداد الشمولى عرف شعب كوردستان مدى الظلم والتخلف الذى لحقت به...جراء التجهيل والعنف والجور...والشعب الحى يعرف من اين المسير ...وكيف يختار الطريق؟ وكانت الديمقراطية والحرية السبيل الى السير فى بناء كوردستان اجمل وارقى...وكانت الانتخابات وصناديق الاقتراع السبيل الاقومفى مسيرة اختارها الشعب...وبذلك اختزلت كوردستان مراحل السير فى البناء والتنمية الاقتصادية والبشرية والعمران والسكن والمنتزهات والشوارع العريضة وتنفس الناس الصعداء والعيش الرغيد ولا زالت تنتظر كوردستان الكثير من المشاريع الزراعية ووضع التخطيطات والاستراتيجيات المستقبلية لبناء الخزانات والسدود لخزن المياه لمشاريع التنمية الزراعية بشقيها الحيوانى والدوجن والثروة السمكية...وبناءالمصانع الصغيرة والمتوسطة وتقليل الاعتماد ع الاستيراد الخارجى...وبناء المستشفيات للامراض المستعصيى والاستفادة من الكوادر الفنية العالية المتواجدة فى الخارج لزجهم فى العملية الصناعية والاستثمارية المتنوعة وقد غدت كوردستان واحة فى المنطقة العربية فى بحر سنوات قليلة قياسا بالوقت والمال والجهد الاستثائى والفضل يعود للقيادة الكوردستانية الحكيمة فى التخطيط والادارة العلمية والعقلية المفتوحة لمشاكل كوردستان وشعبها الذى ذاق المرارات والتهميش طيلة السنوات الماضية والحكومات الجائرة التى تعاقبت ع العراق وهمشت دور شعب كوردستان الحى....تحية للقلم الذى يسطر الانجازات والمشاريع التنكموية الضخمة فى الاقليموتحية للباحث المبدع كفاح الذى يتغنى بامجاد كوردستان الذى لا يعرف السكون والجمود فى بناء كوردستان اجمل وارقى.....
9 - كوردستان تسابقت مع اليابان
محمد شواني - 2013-10-08 21:56:09
عندما كنا نسمع عن الشعب الياباني الذي انتفض وانتج جيلا جديدا من المتحدين للدمار والابادة لم نكن نتوقع من قريب ولا من بعيد ان نكون نحن الكورد خصما قويا في البناء والحضارة والازدهار لتلك الامة التي سبقت جلاديها فها امتنا اليوم تمزق اثواب الظلم والذل والابادة لتلبس ثوب العزة والكرامة والتطور والديمقراطية فطوبى للامة الكوردية بقائدها وببيشمه ركتها وبابنائها وبنموذجها وبمستقبلها التي بانت بشائرها
10 - تجربة رائدة
سعيد فرمان - 2013-10-09 05:35:08
ممالا شك فيه ان الانتخابات الاخيرة التي جرت في كردستان , وقبلها تلك التي جرت في السنوات الماضية قد اعطت للعالم صورة حقيقية لمدى تطور وتقدم الشعب الكردي ,وامتلاكه الامكانيات المذهلة والرغبة الصادقة - الحامحة لدى ابنائه في ممارسة العملية الديمقرطية بشكل حضاري - مدني بعيدا عن حالة فرض الارادات واستخدام العضلات , فكانت النتائج واقعية , تعددت فيها الالوان السياسية , لم نسمع بنسبة 99,99 بالمائة التي عودتنا عليها الانظمه الديكتاتورية المستبدة ؟ لهذا تكبر الآمال يوما بعد يوم , وبعد كل تجربة ناجحة لدى ابناء الشعب الكردي الجدير بالحياة ببناء مستقبل زاهر وحضاري لأبنائه ولأجياله القادمة , لهذا تستحق كردستان ان تكون جميلة وخلابة ليس في نظر ابنائها فقط وهي كذلك / بل في نظر كل من سمع بها أو زارها واطلع على تقدمها ؟