مصر تحترق
مصر تحترق نعم تحترق.. من يرضى هذا ؟ لا أحد سوى العدو من اليهود وأمريكا والغرب عموما، ومن قبل أبنائها الذين يستفيدون من ريعها وخيراتها وشمسها،فتنكروا لها كما يتنكر اللقيط من نسبه الى أبيه..
ان ما جرى فى الجزائر خلال العشرية السوداء من القرن الماضي لا نضير له فى أسبابه ونتائجه على المستويين الداخلي والخارجي الى يومنا هذا وهنالك من الأحداث والأمور لا زالت عالقة حيرت الساسة والمتتبعين.
نعم العشرية التي مرت بها الجزائر تعتبر نموذجا يحتذى به وتاريخا يدرس للتلاميذ، ومع كل ما جرى بقيت الجزائر جزائرية لو لا لطف الله ورعايته..
كان ينبغى على المصريين أن يأخذوا العبرة مما جرى فى الجزائر خلال التسعينيات من القرن الماضى، لأن ما يجرى الآن فى مصر يشبه الى حد بعيد ما كان يحدث بالجزائر. وقضية مصر ليس مجرد كرة قدم أو المطالبة بتسليم المجلس العسكري الحكم للمدنيين ، بل الأمر أكبر من ذلك بكثير.
منبع مشكلة مصر اليوم فوز الاخوان والسلفية بالأغلبية فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة - ربما - توهم البعض باقامة دولة ذات طابع اسلامي تنهي احتكار السلطة من قبل مبارك وشيعته، مما جعل الاخوان والشعب المصري يحلم بمحاكمة النظام البائد عن جرائمه المتعددة طيلة 35 سنة والى يومنا هذا. فنشوة النصر أنست الجميع أن الرئيس المخلوع لم يكشرعن أنيابه بعد ، ولم يقل كلمته بعد، ولن يسكت أبدا، وله من الوقت ما يكفيه لتنفيذ خططه .
المعركة ضد من فازوا بالانتخابات بدت للتو وسيرى المواطن المصري مع مرور الوقت كيف تقوم الجرائد والقنوات الفضائية والأحزاب والجمعيات التي كانت تستفيد من ريع النظام ولها ارتباطات وميولات بالغرب واسرائيل، كيف تعمل على شن حرب شعواء ليل نهار ضد الاخوان والسلفية وتصفهم بأبشع الصفات ويصل بهم الأمر الى أن يتهموهم بالولاء للخارج ويعملون على التحضير للانقلاب على المجلس العسكري، كما أنهم يتلقون أموالا من دول عربية كالسعودية وقطر وغيرها.
اسرائيل وأمريكا والغرب عموما لن يبقوا يتفرجون حيال ما يجري بمصر وسيعملون على خلط الأمور وضرب الشعب المصري بالاخوان والسلفية لخلق الفتنة والدخول فى حرب أهلية لا نهاية لها باعتبار أن الشعب المصري يتكون نسيجه الاجتماعي من اليهود والقبط والشيعة والمسيحيين مما يسهل عملية زرع الفوضى على نحو ما يجرى الآن فى العراق.. وبعملهم هذا يدفعون الاخوان والسلفية تحت الضغط والاكراه الى المطالبة باجراء الانتخابات مرة أخرى أو الانسحاب من الساحة السياسية أو الدخول فى صدام مع العسكر…. وبذلك يعاد سيناريو الجماعات المسلحة فيجد مبارك وأزلامه فرصة أخرى للعودة بحجة محاربة العنف أو الارهاب عن طريق المجلس العسكر..
من يعتقد أن المجلس العسكري سيسلم الحكم للأغلبية الفائزة بالانتخابات فهو واهم .. واهم .. اللهم الا اذا اتفق الاخوان والسلفية مع العسكر خيفة عن الشعب على تقاسم السلطة مع بقاء العسكر فى الحكم… فهذه خيانة ولا أتصور ذلك … ففى البلدان العربية برمتها العسكر هم من يحكمون البلاد و لايفرطون فى الحكم ولو اقتضى الأمر سقوط ملايين من الضحايا والثورات العربية أكدت ذلك.
قيام دولة فى مصر على أساس ديني يعني تطبيق أحكام الشريعة من قطع يد السارق وجلد الزاني والزام المرأة على ارتداء الحجاب وغيرها من الأحكام، رغم أنها ليست من الأوليات فى الوقت الراهن، باعتبار أن من أولويات الأولويات ايجاد حلول للمشاكل التي يعاني منها المواطن كالبطالة ورفع مستوى المعيشة ومحاربة الجريمة الى هنالك من المشاكل التي استعصى حلها،وأكبر ما يهدد المواطن المصري غياب الأمن وانتشار الفوضى..
التعليقات (0)