المدون المصري مايكل نبيل سند أول سجين رأي منذ اندلاع الثورة المصرية
قضت محكمة عسكرية مصرية اليوم الاربعاء بحبس المدون القبطي مايكل نبيل سند سنتين ودفع 200 جنيه غرامة مالية الى جانب 300 جنيه أتعاب المحامي، بتهمة "أهانة الجيش المصري". وبذلك يكون مايكل نبيل أول سجين رأي في مصر بعد الثورة المصرية بعد اعتقاله بسبب مقال نشره على مدونته. ويعرف عن مايكل اعتزازه الكبير بأجداده الفراعنة ويعتبر مصر فرعونية أولا وآخرا ويفتخر بالتوقيع بلقبه "أبن رع" في إشارة الى الفراعنة. كما يعرف عنه رفضه للتجنيد الأجباري وهو ما أثار حفيظة الجيش، كذلك إعجابه بدولة اسرائيل ونظام حكمها الامر الذي لقي تعبيرا أكثر من مرة في مدونته. ونستذكر في هذا المقام مقالا نشر على الشبكة يتناول مسألة اعتقال مايكل نبيل. المقال بعنوان: (أفرجوا عن مايكل نبيل سند) للكاتب المصري مجدي خليل يقول:
من العار على مصر الثورة أن تفتح الباب للمتطرفين والإرهابيين من كل حدب وصوب ليدخلوا إلى مصر وكأنهم أبطال فاتحين، بل وليتحولوا إلى نجوم للإعلام حتى استوطن تنظيم القاعدة رسميا في سيناء، في حين يطارد شباب الثوار والمدونين بالأحكام العسكرية والتعذيب والتلصص الأمني، ووصل الأمر لمراقبة حساباتهم الشخصية على المواقع الاجتماعية وإدانتهم بناء على آراء خاصة يفضفضون بها مع أصدقائهم. مايكل نبيل سند أحد هؤلاء الشباب الشجعان الذين شاركوا في الثورة منذ بدايتها ومن قبلها كان من الناقدين بشدة لحكم مبارك. شجاعة مايكل تكمن في أنه كسر كل التابوهات المصرية وخرج على التفكير الجمعي للقطيع وكسر الرهاب المفروض على الأغلبية من المساس بما يعتقدونه ثوابت سياسية واجتماعية ودينية.
مايكل نبيل طبيب بيطري شاب من مواليد 1985 وتخرج من الجامعة عام 2009 ويقوم حاليا بدراسات عليا في القانون ،كما أنه عضو نشط في الهيئة العليا لحزب الجبهة الديموقراطي، في يوم 4 فبراير، وقبل سقوط حسني مبارك بأسبوع، تم القبض على مايكل أثناء الثورة واقتيد إلى مقر المخابرات العسكرية ليتعرض للتعذيب لمدة 48 ساعة قبل أن يلقوا به معصوب العينين في الطريق العام، وذلك لأنه رفع لافتة كبيرة تقول: لن نترك الجيش يسرق الثورة منا. بعد الثورة وبالتحديد في 22 مارس تقدم ببلاغ للنائب العام لفتح التحقيق في تعذيبه هو وزملائه، وبدلا من بدء تحقيق فى هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان صدر الأمر بمراقبته وكذا مدونته وحسابه على الفيس بوك حتى عثروا في مدونته على مقالة بعنوان " الجيش والشعب عمرهم ما كانوا إيد واحدة"، وهي عبارة عن مقالة طويلة بحثية تقريرية ترصد سلوك المجلس العسكري تجاه الثورة قبل وبعد سقوط مبارك وتعتمد على تجميعات من مصادر كثيرة منشورة ومعروفة للجميع، وأنا اعتبرها أوفى مقالة في هذا الصدد.
وبناء على هذه المقالة تم القبض عليه يوم 28 مارس وتحويله لمحاكمة عسكرية بتهمة "إهانة مؤسسة الجيش"، وهي جريمة يُعَاقب عليها بموجب المادة 184 من قانون العقوبات، وبانتهاكه المادة 102 مكررة من خلال "نشره معلومات كاذبة.
وفي أعقاب محاكمة سريعة، بينما كان ينتظر أن تختتم جلساتها بإصدار الحكم في 6 أبريل 2011، تم تأجيل ذلك إلى غاية 10 أبريل ، وكان يعتقد محاموه أنه باستطاعتهم حضور جلسة المحاكمة على الرغم من عدم تمكنهم من إعداد بشكل سليم خطة الدفاع عن موكلهم، إلا أنهم منعوا من دخول قاعة المحكمة على أساس أنه لن يصدر أثناء هذه الجلسة أي حكم، الأمر الذي جعلهم يعتقدون أنه سوف يطلق سراح السيد مايكل نبيل سند قريبا، غير أنهم في 11 أبريل 2001، تفاجئوا عندما علموا أن موكلهم قد أدين بشكل شبه سري من قبل المحكمة العسكرية العليا بعقوبة سجن لمدة 3 سنوات وغرامة، لمجرد قيامه بنشر آراءه السياسية على شبكة الإنترنت.
واستمر التعنت في حق مايكل بعدم تحديد جلسة للطعن على الحكم الذي تقدم به محاموه، وبوضعه في سجن المرج ومعاملته معاملة سيئة في منعه من الخروج من زنزانته ، وفي التفريق بينه وبين بقية المساجين في الزيارات، وحتى في طعامه الخاص حيث أنهم يخلطون الطعام الذي تأتي به أسرته له مع طعام السجن حتى لا يتمتع بوجبات خاصة أحضرتها له الأسرة، ووصل الظلم إلى أسرته حيث تم تخفيض وظيفة والده من مدير فرع لبنك إلى مجرد موظف شباك!!!!.
إن هناك مئات المقالات التي نشرت فى الشهور الأخيرة والتي تنتقد المجلس العسكري فلماذا مايكل بالذات هو الذي يحكم عليه بالسجن؟ ثم لماذا يحال إلى محاكمة عسكرية وهو مدون رأي ويعتبر أول سجين رأي بعد الثورة؟، ثم لماذا عندما تنازل المجلس عن محاكمة أسماء محفوظ ولؤي نجاتي وافرج عن230 شاب آخر من الشباب المحبوسين بأحكام عسكرية، لماذا استثنوا مايكل من هذا العفو؟ هل لأن اسمه مايكل؟ هل لأنه أكثر شجاعة في آرائه من جميعهم؟. نحن نرفض محاكمة أسماء محفوظ وغيرها من الشباب المناضلين وبنفس القدر نرفض استمرار حبس مايكل نبيل سند.
ربما يرجع غياب المساندة لمايكل نبيل لأنه كسر كل المحرمات في آرائه، فهو يعبر بشكل واضح عن اعتزازه بالحضارة الفرعونية دون غيرها ويسمى مدونته "بن رع" ويعتبر مصر فرعونية وليست إسلامية، ربما لأنه يدافع بقوة عن السلام مع إسرائيل، ربما لأنه يتزعم مجموعة ترفض التجنيد الإجباري...انتهى مقال مجدي خليل
نلفت الى أن الداعية الاسلامي المصري الشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل هدد المجلس العسكري هذا العام من على منصة ميدان التحرير قائلا ليس أمامهم سوى 24 ساعة لتسليم الحكم مهددا بثورة شعبية عارمة ومليونيات تزيحهم عن الحكم ان لم يرحلوا بأنفسهم. ولم يتحدث أحد عن اعتقال الشيخ حازم ابو اسماعيل.
وعاد الى مصر هذا العام بعد تسلم المجلس العسكري الحكم، شقيق قاتل السادات خالد الاسلامبولي بعد غياب 24 عاما واستقبل في مصر استقبال الأبطال!!
التعليقات (0)