مواضيع اليوم

ماهي ملامح النسخه الخليجيه من الربيع العربي ؟

صالح الموسى

2012-01-29 00:51:37

0

ماهي ملامح النسخه الخليجيه من الربيع العربي ؟

 

من المفترض ان لا تخشى الانظمه الخليجيه القدوم المرتقب للربيع العربي هذا العام او العام القادم او الذي يليه   ، على اعتبار ان تلك  الحركات الاحتجاجيه تهدف الى اصلاح الانظمه وليس اسقاطها ..  إلا إذا كانت تلك الانظمه غيرقابله للاصلاح، وبالتالي تكون قد حكمة على نفسها بالسقوط ..! كما هو الحال بالنسبة لجميع الانظمه التي كانت عصيه على الاصلاح فتهاوت الواحده تلو الاخرى.. بينمااستطاعات انظمه اخرى ان تتجاوز الازمه ولو مرحليا ..! كالمغرب والاردن، في حين ان نضج الجزائريون السياسي، قد دفع بهم الى الانتظار .. شأنهم شأن مسافر امام مفترق طرق ينتظر سياره تحمله مجانا ..! الملفت  ان جميع الحركات الاحتجاجيه بدأت بالمطالبه بالاصلاح ولكنها انتهت تطالب بالسقوط .. ! حدث ذلك في تونس ومصر وليبيا ويحدث الان في سوريا .. تحت شعار اما الاصلاح او السقوط .. ! لذا  لن نتجنا على الحقيقه لو قلنا بان هذه الحتميه تبدوا وكأنها اكبر مخاتله، اخترعتهاالشعوب العربيه بحق انظمه تعرف جيدا معنى السقوط، وتجهل تماما حدود وسقف الاصلاح المطلوب، الامر الذي قد يكشف مستقبلا، بان كلا المفردتين( الاصلاح او السقوط) على اختلافهما لهما دلاله ومآل واحد وهو السقوط الحتمي للنظام.

 

بيدان الربيع العربي ليس نسخه واحده بل يختلف من بلد الى اخر .. يا ترى ماهي ملامح النسخه الخليجيه ..؟ فهناك النسخه التونسيه بمكوناتها السياسيه واتحاداتها النقابيه، التي لعبت دورا محوريا في المحافظه على زخم الشارع، والاطاحه بالنظام، وايضا في الحد من دموية واطالة الصراع،على خلاف النسخه الليبيه، حيث تحولت مدن وساحات جماهيرية العقيد، الى ميادين قتال ضاريه، مما أضطر بحلف النيتو، الى التدخل لحماية مصالح الغرب تحت ذريعة حمايةالمدنيين. على العكس تماما من النسخة المغربيه والاردنيه، حيث تجاوزا الملكان وبقدرمن الحكمه خطر السقوط، ساعدهما في ذلك نظامين في الاساس قد قطعا شوطا طويلا باتجاه الملكيه الدستوريه، لذا لا يمكن مقارنتهما بدول الخليج، التي هي اقرب الى العائليه منها الى الدستوريه، ناهيك عن غياب النقابات والاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني،  الامر الذي ادى الى تراخي تأثير مد الربيع العربي على شواطيء تلك الدول، باستثناء البحرين التي توصم حركتها الاحتجاجيه بالطائفيه والعماله لايران. اما عمان فقد تمكن السلطان قابوس من احتوائها بسرعه هائله ولربما كان مستمعا جيدا لنصائح اصدقائه الانجليز..

 

ولكن دول الخليج باتت تواجه منعطفا تاريخياخطيرا .. فلقد بدأ المد يشاكس شواطيئها منذ ان ركب ابن علي الطائره متوجها الى جده، ولكن بدرجة متفاوته ..! فالبحرين تمثل الذروه ثم عمان والكويت والسعوديه على التوالي اما قطر والامارات فهناك صمت شعبي وحكومي.ولكن تبقى السعوديه هي الاكثر كثافه والاكبرحجما.


فمن المفارقات العجيبه ان الثورات العربيه جاءت باحزاب تطالب بتطبيق الشريعه التي هي اساس نظام الحكم في السعوديه وإن اختلفت الرؤى من حيث المراهنه على درجة النقاء حيال مصداقيتها على ارض الواقع الامر الذي يعزز من موقف النظام  السعودي بوصفه الوحيد في العالم العربي الذي تأسس ومنذ 80 عاما على هذا النهج. فاصبح اليوم يمتلك رصيدا اقليميا وعالميا ناهيك عن قناعة معظم الشعب  بتعذر وجود بديل  وتأييد تيار عريض ومؤثر لنظام الشريعه وللاسره الحاضنه له  ايضا ينسب  الفضل لهذا التيار في احباط  الحركه الاحتجاجيه او بما يعرف بثورة حنين والتي وأدت في مهدها بحضور متواضع مخيبا آمآل منظميها ومرجحا ان هنالك تيار اخر فضل استعذاب الجزره وعدم التفريط في مكتسباته الخاصه وانجازاته العامه  مقابل تغيير مجهول الهويه لا يعرف عنه سوى الوعود والشعارات، بالتالي انتهت تلك  الحركه بعد ان البست لباسا شيعيا، وان هناك اصابع ايرانيه كانت تحركها في الخفاء.


  ولأسباب قد تبدو خارقة .. فإن هذا البلد قد نجح ولمرات عديده في الانسحاب من خطر الاحداث الطارئه والعوده الى التعافي بل وبمكاسب جديده ونفس اقوى من ذي قبل ..!  فحسبنا ان نعيد الاذهان الى زمن عبدالناصر مرورا بالخميني وصدام حيث بلغت ذروة ذلك الخطر في الحادي عشر من سبيتيمبر عندما اوشكت العلاقه مع امريكا والغرب على الانهيار بفعل وجود 15 سعودي من بين 19 ممن فجروا برجي مركز التجاره العالمي وانتهت الازمه بطريقه دراماتيكيه بعد ان وضع بوش الابن يده بيد الملك عبدالله. ولكن هل من الممكن الاستمرار في التعويل على تلك الخوارق ..! بينما لا يزال الفقر والفساد  يمثلان التهديد الاكبر للحكومه السعوديه ناهيك عن الاصلاح السياسي الذي لا يزال يحبو في ظروف محيطه بلغت من التسارع الى حد اختراق حاجز الصوت .


ولكن قد لا نبالغ لو قلنا بان الحكم موهبه والسياسه فن وكلاهما يدخلان في ظروف النشأه والتربيه، فالاسرة الحاكمه هي سليلة نظام حكم ناهز الثلاث مائة عام، وعاش حالات من التقلبات في مواطن عديده، حيث انعكس ذلك على قدرته الان في التحول من مجرد نظام عربي ملكي الى جزء لا يتجزأ من منظمومه دوليه، وعضوا في دول العشرين، وركيزه اساسيه في استقرار الطاقه عالميا. ايضا يحتظن ترابه مصالح هائله للقوى العظمى والفاعله في العالم على هيئة شراكات، ولك ان تتخيل كيف تستميت الان دوله مثل روسيا، من اجل الدفاع عن مصالح لها في سوريا، مصالح  لا تساوي قشرة بصله اذا ما قورنت بمصالح الدول الغربيه في السعوديه ..! بل على العكس فان النظام السعودي إبان الربيع العربي قد بات اكثر قوة وصلابه، من خلال امساكه بخيوط الازمات والحلول في كل من لبنان وسوريا واليمن. ولا يستبعد ولو بعد حين ان تصبح الازمه العراقيه في مرماه..!  لذا فان النسخه السعوديه للربيع العربي في ضل الظروف الراهنه، سوف تكون على هيئة اصلاح طويل الامد .. تحفظ النظام الى امد قد يكون ابعد مما يتوقعه او يرجوه البعض.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !