يسعى الإصلاحيون في إيران منذ أكثر من عقد وتحديداً إبّان حكومة الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي بإعادة الدفء في العلاقات الإيرانية المصرية لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. كانت هناك فرصة تأريخية سانحة في عهد الرئيس المصري السابق محمد مرسي لو لا المشكلة السورية التي أعاقت تنمية العلاقات بين البلدين بسبب تشدد المواقف الداعمة في إيران لبشار الأسد و الأخرى المناهضة له في مصر ما بعد الثورة. إذن حدود وماهية العلاقات الإيرانية المصرية الآن تدور حول المصالح القومية لكلا البلدين لو انسجم الطرفان على منهج يحفظ للآخر مستوى نفوذه و رقعة تمدده.
إيران اليوم التي يحكمها تيار معتدل مقرّب من رفسنجاني صاحب النظرة التفاعلية والبراغماتية الى حد ما يحاول إصلاح ما أفسدته الحكومة السابقة في علاقاتها مع الدول العربية المعتدلة. وهي في تناغم مع مصر ما بعد الثورة التي يحكمها السيسي صاحب الميول الدبلوماسية المنسجمة مع إعادة تفعيل العلاقات المصرية مع دول المنطقة من بينها إيران في حال أزيلت عقبات تلك العلاقة من بينها إيقاف التوسع الإيراني في الدول العربية وتحييد توسّعها في الخليج العربي.
التقارب المصري الإيراني لم يبقَ محسوراً على الإصلاحيين فحسب بل تجاوزهم لتصل مطالب تنشيط العلاقت بين البلدين في مواقع تابعة لتيار الحرس الثوري وتيارات محافظة في إيران. فقد نشرت وكالة فارس للأنباء وهي وكالة تابعة للحرس الثوري مقالاً تحليلياً طالبت فيه طي صفحة الماضي بين البلدين للبدء في علاقات ودية مؤكدة أنّ:" ان الوقت قد حان لصانع القرار المصري ان يهتم بالملف الخطير والمهم، ملف العلاقات الايرانية المصرية السياسية والتجارية والاقتصادية."
هذه الدعوات التي تطلقها السلطات الإيرانية من كلا التياران الإصلاحي والمحافظ لإعادة العلاقات بين القاهرة وطهران تشير الى بحث طهران عن مخرج من أزمتها الدبلوماسية الخانقة مع الدول العربية في الخليج العربي و إنّ القاهرة وبحكم علاقاتها الجيدة مع دول الخليج يمكن لطهران أن تكون الطموح الكبير في التوسط بينها وبين الرياض لمساعدتها في إخراج سياسة البلدين من نفق التنافس السلبي و ايقاف الحرب النفطية التي تتهم فيها طهران الرياض في شنها ضد إيران لإركاعها و إيقاف خططها في العراق و سوريا و اليمن وتجفيف مصادرتمويلها لحزب الله. وصول طهران لهدفها يعتمد على صدقها و عزمها على تغيير سياساتها السابقة وكبح جماح التيارات المتطرفة في إيران والتي تعبث بالدول العربية. بذلك يمكن لإيران الثورة التي يحكمها التيار الإصلاحي أن تعيد علاقاتها بأهم دولة عربية وهي مصر التي تعيش مرحلة مابعد الثورة.
للمزيد زيارة الموقع التالي:
http://arabic.farsnews.com
التعليقات (0)