إن الأسلوب في التعامل سواء كان السياسي أو الدبلوماسي أو الاقتصادي الذي تنتهجه إيران على طول الخط, هو أسلوب تكتنفه العنجهية والغطرسة والشوفينية, المبتنية على الاستعلاء والكراهية والحقد ومحاولة اختراق الدول والعبث بأمنها لتحقيق مأربها في السيطرة والهيمنة على الشعوب ونهب ثرواتها وإذلالها وإخضاعها, وهذه قمة الشوفينية والتعصب الأعمى واستغلال الدين وتجهيل الضحية تحت شعارات دينية وقومية وممارسة غسل الأدمغة عبر نشر ثقافات لاتمت لشعوب المنطقة بصلة.
وهنا ومن خلال واقع الحال الذي يعيشه العراق في ضل الاحتلال الإيراني الفارسي, نلاحظ مدى الشوفينية الفارسية, والتي بسببها ارتكبت إيران ما ارتكب من مجازر بحق العراقيين, في المحافظات الساخنة وفي كربلاء, فعنصريتها لقوميتها وسعيها من أجل توسيع القومية الفارسية في المنطقة العربية دفعها لتكون بجلاد العصر في حق الشعوب العربية عموما والعراق خصوصا, وبصورة غاب عنها العقل والاستحكام إلى كل الأعراف والقيم سواء كانت سماوية او وضعية, فكل ما يحركها هو شوفينيتها, وبهذا نلاحظ إن الجرائم التي ترتكبها إيران بحق العراقيين وخصوصا العراقيين العرب السنة, من عمليات قتل وتهجير وترويع وسلب ونهب وإقصاء, بالمختصر المفيد عمليات إبادة جماعية لأهل السنة والشيعة العرب المناهضين لسياستها والرافضين لتدخلها وتواجدها في العراق.
وما يحدث الآن من عمليات إبادة جماعية لسكان مدينة الفلوجة, حيث القصف العشوائي على الأبرياء الذين اجبروا على البقاء في تلك المدينة من قبل تنظيم داعش الإرهابي من جهة ومن جهة أخرى منعوا من الدخول إلى المحافظات الأخرى من قبل المليشيات الموالية لإيران, مع استخدام مايسمى بـــ" الأرض المحروقة " في المعارك الدائرة في محافظة الانبار, أي حرق المدن هناك بما فيها من أطفال ونساء وشيوخ ممن لم يستطيع الخروج من تلك المناطق.
فالشوفينية الفارسية جعلها ترتكب تلك الجرائم التي طالما شاهدناها وسمعنا عنها في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي, وهذا الأمر سبق وان حدث في المحافظات السنية الأخرى في ديالى وصلاح الدين والآن في الانبار, وقبل ذلك في كربلاء حيث استهدفت مرجعية السيد الصرخي الحسني.
وهذا الأمر إن دل على شيء فانه يدل على إن إيران وحسب ما قاله المرجع الصرخي الحسني في إحدى تصريحاته ....
{{... إيران تسعى بكل جهد من اجل إفراغ المحافظات الوسطى والجنوبية إضافة لبغداد من إخواننا وأهلنا السنة كي يعتبرونهم إرهابيين أو حاضنة للإرهابيين من قاعدة ودواعش وبعثيين وصداميين وعروبيين وقوميين معادين للمشروع الإمبراطوري الإيراني فلابد من إبعاد هذا الخطر وقطع دابره من الأصل ويكون ذلك من خلال تخويف وإرعاب وترويع أهل السنة وتهجيرهم من تلك المحافظات كي تأمن الجبهة الداخلية لهذه البقعة من بقع الإمبراطورية وعاصمتها العراق, إيران تعمل على ابتداع وتأسيس ووضع خطوط دفاعية متعددة لحماية حدود إمبراطوريتها المزعومة واهم خط دفاعي استراتيجي عندها هو التغيير الديموغرافي المجتمعي على الأرض محاولةً إبعاد كل ما يحتمل خطره عليها وعلى حدودها ومشروعها...}}.
فمن أجل ذلك الأمر الذي أفصح عنه وكشفه المرجع الصرخي قامت وتقوم إيران بجرائم الكراهية وحربها الشوفينية على أبناء العراق الوطنيين سنة وشيعة.
بقلم :: احمد الملا
التعليقات (0)