مواضيع اليوم

ماهكذا تورد ياسعد الإبل

ياسر العزاوي

2009-05-28 09:32:07

0

ما جرى على الشعب العراقي طيلة الفترة التي تسلط فيها نظام البعث الشمولي على العراق لم يكن حدثا عابرا كي يمكن نسيانه بالشكل الذي يمكن معه عودة بلا ذكرى أو ذكرى بلا الم .
مقولة إن : (الرأي العام سريع النسيان) تبين أن هناك تناسبا طرديا بين الحدث ومفردة النسيان ، ولكن الذي جرى اخذ من عمر الشعب العراقي قرابة الأربعة عقود من الظلم والاضطهاد بأشد مايكون . وعليه فلو افترضنا أن عملية النسيان تستغرق نصف مدة الحدث فعلينا على الأقل الانتظار لمدة عشرين عاما كي ينسى الشعب ماجرى عليه من ظلامات بأنواعها الشديدة والمختلفة .
عودة البعثيين لا يمكن أن يكون مجردا عن أي ذكرى والدعوة إلى عمل كهذا يستلزم محو ذاكرة شعب بأكمله كي تكون أرضية عودتهم مهيئة بشكل يضمن معه عدم حصول أي مشكله هذا من جانب ، ومن جانب آخر كيف يمكننا الإطمئنان إلى من كان بالأمس القريب جلادنا وقاتلنا ومشردنا واليوم يريد أن يكون صديقا على أقل التقادير أن لم يكن هو صاحب القرار والمتنفذ في كل مفاصل الدولة وهو ما يريده بالفعل . هل فكر أصحاب المبادرة بأن لهؤلاء الضحايا حقوق وواجبات على الدولة مراعاتها والإيفاء بها قبل الدخول في أي مفاوضات مع أي طرف؟ وكذلك عليه مراعاة مشاعر وأحاسيس هذا الشعب المنكوب كون الطرف المتفاوض معه هو السبب الرئيسي في نكبته وكل ما جرى عليه . إضافة إلى هذا أما يكفي ما تصالحتم معه من الصحوات والداخلين إليها من البعثيين تحت عباءة هذا الاسم العريض ؟
أليس من الأجدر لملمة شعث الفرقاء من الأحزاب السياسية المتفرقة والمختلفة على ابسط الأمور سعيا منها للحصول على امتيازات هذه المرحلة التي تكاد تنتهي ولم ينتهوا بعد من ملء بطونهم وجيوبهم ؟
ألم يكن من الأفضل سن قانون ينظم عمل الأحزاب والحد من صلاحياتها وميليشياتها ويفرض عليها الالتزام بالدستور وقوانينه الذي غاب عن أذهان أصحاب الدعوة انه يحظر عودة حزب البعث إلى العمل السياسي بأي شكل من الأشكال ؟ أين كان هذا الطرف الذي يدعي كذبا أنه كان معارضا للنظام السابق؟ فلم نر له أي مقر لا في كردستان ولا في الأهوار ولا حتى في دول الجوار العربي أو غير العربي . أذن ما هي حقيقة هذه القصة . نحن لا نشك في حسن النوايا التي دفعت الداعين إلى هكذا مصالحة ولكن ما هكذا تورد يا سعد الإبل.

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !