حياكم الله بكل ألف خير
بقلم حسن لمريس من المغرب
شاهدت قبل أيام على شاشة التلفاز أحد الممثلين ، يقول عن شهر رمضان أنه "شهر جميل و فيه بركة و أن الله قد وفقه و بارك له كل الأفلام التي عملها فيه " مع أن صاحبنا من أشهر ممثلي أفلام الحب و الغرام و ما يتبعها !
هذا الكلام أسمعه واشاهد في كل القنوات العربية وليس هذا الممثل وحده بل هو ظاهرة مشاهدة ، فإحدى المغنيات مثلا تقول أنها تدعو الله قبل صعودها المسرح أن يوفقها في الغناء !
و إحدى مذيعات الأخبار تريد أن تعطينا الدروس في كيفية تكوين علاقة سامية مع الله على طريقتها ثم تقول "أنا لا أؤمن بأن قطعة قماش توضع على الرأس يمكن أن تدخلني الجنة أو تنقدني من عذاب جهنم "
و زنديق اخر عفوا... ممثل آخر يفتى بجواز تبرج المرأة و يستدل على ذلك بأن من يرى المرأة المتبرجة يقول : الـلـه ما أجملها !!
تذكرت حكاية ذلك اللص الذي سأله أصدقاءه عن سر كثرة المال في يده فقال : كنت أسرق في اليوم منزلا واحداً ، فبارك الله لي فصرت أسرق ثلاثة .
هذه هي النماذج المضحكة و المستفزة تطالعنا بها قنواتنا الفضائية كل يوم دون مراعاة عقل ذلك المشاهد الذي يتابعها و كأنما تخاطب أطفالا او صغارا لا يفقهون في التلفاز شيئا .
و لم يعد غريباً أن تنشر جرائد عربية في صفحتها الدينية فتوى العلماء بتحريم التبرج وتجيز فيها ممارسة العادة السرية للعازبين ثم تملأ بقية الصفحات بصور النساء الكاسيات العاريات !
كانوا يلعبون سابقاً بورقة الخلاف بين العلماء ، أما اليوم فصاروا يفتون بأنفسهم ، فالراقصة تفتي ، و الممثل يفتي ، و المغني يفتي .. و كل يخوض على طريقته .
و بعض الكتاب يستهبل معهم ، و ينظِّرُ لهم !
و إذا انتقدهم أحد رُمي بتلك التهم الجاهزة متشدد ، متزمت ، ظلامي إلى آخر قاموس الشتائم المغلفة التي يتقنونها.
الأمثلة كثيرة و من يستعرضها يشعر أنه قد دخل مستشفى للأمراض العقلية حيث يصبح الأسود أبيضاً ، و الأبيض أسود !
الفرق الوحيد أن الطبيب في المستشفى هو من يعالج المرضى ، أما هنا فالمرضى هم من يكشف ، و يشخص ، و يصف الدواء ، و ما علينا إلا أن نقف في الصف بهدوء حتى نأخذ نصيبنا في العلاج !
التعليقات (0)