جد الأمة غاب عن حدث الأمة الأبرز في تاريخ جنوب
… افريقيا الحديث
فغيب الموت الحفيدة الصغيرة وغاب رجل القارة السوداء
عن حفل افتتاح العاب كرة القدم ,وترك المضيف الملعب لضيوفه وعدسات شاشات التلفزة العالمية
لفريق بلاده يخوض المباراة الاولى من دون رعاية الجد...
تحقق الحلم لكن الحالم جلس في سريره يعتصر حزنا على
احدث المغادرين في رحلة الموت....عيون العالم على ارض بلاده وعينه
على الحفيدة التي قضت نتيجة تهور السائق وسكره ..
بعد شهر اي في 18 من تموز يختم جد الامة 92 عاما من
حياته.... هل حقق كل ما اراد ؟هل انتصر على الظلم والفصل العنصري والعرقي وكل انواع
التمييز ؟
لم يتجاهل الرجل حاجات بلده بل
حقق ما لم يكن يجرؤ شعبه على الحلم به ...انه اول رئيس اسود لجنوب افريقيا...
انتصر على نظام الفصل العنصري ولوبفتح باب المقاومة المسلحة بعد اطلاق النار على المتظاهرين العزل فأيقن ان إلهامات المهاتما غاندي صعبة المنال مع الحكم الذي ينكر
الحقوق السياسية للسود وفي ظل اضطهاد الاقلية البيضاء للاكثرية السوداء...
تحقق الحلم واصبح نلسون مانديلا اول رئيس اسود لجنوب
افرقيا ورمزا عالميا للنضال والكفاح.
و عند انتهاء ولايته رغب في ان ينعم بحياة عائلية هادئة غير ان الموت جاء مرة اخرى ليخطف ابنه ماكاغاتو نتيجة مضاعفات
مرض الايدز فكسر جد الامة مرة ثانية محرمات شعبه باعلانه النبأ المحزن الذي كتمه
اكثر من خمسة ملايين حامل للفيروس القاتل من ابنائه.
وموت ماكاغاتو اعاد الاب الى معتقل جزيرة روبن ايلاند
حين علم بوفاة ابنه البكر في حادث سير ايضا ....يومها منع من حضور جنازته كما منع قبلها بعام من المشاركة
بمأتم والدته ....وتلك السنوات الطويلة من الاعتقال هي نفسها التي قضت ايضا على علاقته بزوجته .
"هل قمت بالخيار الصحيح حين وضعت مصلحة الشعب قبل مصلحة عائلتي؟"
يسأل جد الامة رب العائلة القابع في داخله وهو يسطر مذكراته
"طريق طويل الى الحرية"...
غاب تاتا ماديبا او جد الامة كما يناديه شعبه عن حدث الامة
ووقف امام جثة حفيدته يلقى عليها نظرة الوداع ويجول في خاطره ما جاء في سيرته الذاتية
"من الصعب على المرء في جنوب افريقيا ان يتجاهل حاجات شعبه....لكن ذلك لا يخفف من حزني "
التعليقات (0)