لاشك ان التطورات الاخيرة في ماليزيا ألقت بظلالها على المنطقة ككل حيث لم تشهد كلا من ماليزيا أو اي دولة اسلامية في جنوب شرق اسيا صدامات مسلحة بين المسلمين والمسيحين من قبل. وهو ماجعل المراقبين والمهتمين بالشؤون الماليزية تحديدا يؤكدون ان هناك اصابع خارجية تحرك هذه الفتنة عبر عملائها في الداخل كما ان هناك اعتقاد سائد بأن الذي يقود تلك الفتنة لا ينتمي لأي من الديانتين؟؟
واذا ما نظرنا الى الخليط الاجتماعي الذي يتكون منه شعب ماليزيا نجد انه من الصعب بمكان ان تقع فتنة بين ديانتين سماويتين..فاذا كان شعب ماليزيا استطاع التعايش بفئاته الثلاث الاسلامية (الملايو) والهندوسية (الهنود) و البوذية (الصينيون) فهل من المعقول ان تقع فتنة بين مسلم ومسيحي والسبب بسيط فحتى الان لم تصدر فتوى واحدة عبر اي هيئة من هيئات العلماء في العالم الاسلامي تحرم على المسيحي استعمال كلمة "الله" وحتى علماء ماليزيا لم يصدروا مثل هكذا فتوى فلماذا حدث ماحدث و لحساب من يحدث ومن هي الجهة التى لها مصلحة ان تضطرب الاوضاع في ماليزيا ومن يقف وراء شحن الشباب المسلم الذي انجر وراء عواطف اسلامية فقط خالية من اي فكر او تفكير؟
ولنعد قليلا الى قضية "الاصابع الخفية" في الموضوع فالمعروف ان ماليزيا تحديدا هى الدولة الوحيدة في جنوب شرق اسيا تتمتع بإقتصاد قوي ثابت لم يتأثر كثيرا بالازمة العالمية و كذلك على استقرار أمني قل مثيله في دول المنطقة فتايلاند الجارة لها مشاكل و اضطرابات مع الجنوب والفلبين كذلك واندونيسيا تعاني ماتعانية من فساد وتدهور اقتصادي اما لاوس و ميانمار فالفقر يدقع بهما وسنغافورة وبروناي دولتان صغيرتان قياسا بماليزيا.. ولاشك ان الاونة الاخيرة شهدت تحركات واسعة على الساحة الماليزية لدعم الاقتصاد و النهوض بماليزيا كدولة رائدة في جنوب شرق اسيا رغم محاولات بعض المشككين على اظهارها كدولة لاتتمتع باسقرار سياسي وان الفتن ممكن ان تعصف بها في اي لحظة خاصة وان خليطها الاجتماعي غير متجانس نسبيا.. ولاشك ايضا ان المتربصين بماليزيا كثر ويحاولون بشتى الوسائل ارباك النظام فيها اما للتنافس على الريادة في المنطقة كما هو الحال مع بعض جيران ماليزيا أو لحساب طائفة و نسيج من انسجة المجتمع الماليزي وهذا بحث اخر لايسعنا هنا الدخول بتفاصيله..!؟
الفتنة الان بين المسلمين و المسيحيين خطيرة و ذات ابعاد خارجية على كل المستويات وعلى مسلمي ماليزيا المندفعين وراء العواطف تدارك هذه الاخطار والاهداف وعدم اعطاء العدو المتربص اي فرصة للنيل من وحدة و تماسك ماليزيا... تلك الدولة التي يضرب بها المثل في التعايش السلمي والاجتماعي ، وعلى مسلمي ماليزيا ادراك ان هناك من لايروق له فكرة ان تكون "ماليزيا واحدة" ويحاول بشتى الوسائل ايقاع الفتن وشحن الاضطرابات.
د. رشيد بن محمد الطوخي
التعليقات (0)