ماليزيا هذه الدولة الإسلامية الصاعدة التي تقع في جنوب شرق آسيا ويبلغ عدد سكانها ثمانية وعشرين مليون نسمة وهي الدولة 43 من ناحية عدد السكان في العالم والدولة 66 من ناحية المساحة عالمياَ، يحكمها ملك منتخب وهو "بان غدي بيراتون اغونغ Yang di-Pertiuan Agong "ويرأس الحكومة فيها رئيس وزراء منتخب الآن هو " نجيب تون رزاقNajib Tun Razak "، فهي تعتبر دولة "ملكية برلمانية دستورية فيدرالية ديمقراطية" والرئيس التنفيذي فيها هو الملك يتم انتخابه كل خمس سنوات من بين السلاطين لولايات الملايو..
ماليزيا كانت من أحدى المستعمرات التابعة للملكة المتحدة عرفت بأسم"مالايا البريطانية" حتى تم حلها في عام 1948م وأعيد تنظيمها ضمن نظام أداري وسياسي أطلق عليه"اتحاد الملايوMalayan Union "ومن ثم أصبح "اتحاد مالايا الفيدرالي " حتى حصلت على استقلالها في 31 آب/أغسطس 1957م وقد اعتمد اسم ماليزيا في العام 1963م،ماليزيا عضو في العديد من المنظمات الدولية والإقليمية فهي عضو في "رابطة دول جنوب شرق أسيا –آسيانAssociation of Southeast Asian Nations "وباعتبارها احد المستعمرات السابقة لبريطانيا فهي عضو في "رابطة دول الكومنويلثCommonwealth of Nations "وعضو في "حركة عدم الانحياز Non-Aligned Movement " بالإضافة الى منظمة الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي .
في الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين شهدت ماليزيا نمواَ اقتصادياَ كبيراَ خلال فترة حكم رئيس الوزراء "الدكتور مهاتير محمدMahathir Bin Mohamad " والذي تولى الحكم في 16 حزيران/يونيو 1981م حيث تعد بداية التحول الكبير في تاريخ ماليزيا والنهوض بها للوصول الى مصاف الدول المتقدمة اقتصادياَ ،مهاتير محمد الذي درس الطب بكلية "المالاي" في سنغافورة والتي كانت تعرف آنذاك باسم "كلية الملك ادوارد السابع الطبية"ثم درس الشؤون الدولية في جامعة هارفارد عام 1976م انضم الى تنظيم "اتحاد الملايو الوطني"وهو طالب يدرس الطب وتدرج في المناصب الحزبية حتى وصل الى درجة عضو في المجلس الأعلى للتنظيم وفي عام 1970م ألف كتاباَ تحت عنوان "معضلة الملايو"انتقد فيه شعب الملايو لكسلهم وتقاعسهم وان ماليزيا لايمكن ان تبقى معتمدة على الزراعة ولابد من التحول الى الصناعة حيث كسب من خلال هذا الكتاب شهرة كبيرة سياسياَ وبسرعة كبيرة وشارك في الانتخابات حتى تولى رئاسة الوزراء في العام 1981م وقد سنحت له ألفرصه لتحويل أفكاره الى واقع عملي وقد استقرت أفكاره الى ان يحتذي بالمعجزة اليابانية في ذلك الوقت والتعاون معها من اجل النهوض بماليزيا وتحويلها الى دولة صناعية متقدمة وقد كان يعتقد ان الاستراتيجية التي انتهجتها اليابان في أنتاج سلع جديدة بأسعار زهيدة ساهمت بشكل كبير في تحقيق تفوقها على المنتجات الأوربية والأمريكية الغالية الثمن لذلك فقد قاد ماليزيا نحو هذا النهج في التصنيع وإيجاد قيادات تتسم بمستوى علمي فائق ولديها القدرة على التطور والإبداع ،ان أهم مايميز فترة حكمه هي تلك الطفرة الاقتصادية الكبيرة والمهمة حيث أصبحت فيها ماليزيا تسجل معدل نمو في قطاعي الصناعة والخدمات بلغ 90% من الناتج المحلي الاجمالي وأصبحت ماليزيا من انجح دول جنوب آسيا والعالم الإسلامي وقد انشأ مشاريع ضخمة خلال حكمه مثل برجا بتروناس التوأمان وهما أعلى برجين في العالم وممر الوسائط المتعددة الخارقة وسد باكون الكهرومائي ومشاريع اخرى كثيرة .
في أواخر التسعينات من القرن العشرين تعرضت ماليزيا الى هزة اقتصادية كبيرة بسبب الأزمة المالية الأسيوية رافقها الاضطرابات السياسية بسبب إقالة نائب رئيس الوزراء أنور إبراهيم وقد تخطت ماليزبا تلك الأزمات بجدارة وفي عام 2003 م تقاعد الدكتور مهاتير محمد وتنازل لنائبه داتو سري عبدالله احمد بدوي .
وقد طرح رئيس وزراء ماليزيا "داتو سري عبدالله احمد بدوي"Dato Seri Abdullah Ahmad مشروعاَ لنهضة الأمة مستنداَ فيه على تعاليم الاسلام من اجل استعادة الدور الريادي للحضارة الإسلامية وقد أطلق على هذا المشروع اسم " الاسلام الحضاري "Civilizational Islam وهو مصطلح المقصود به المنهج الحضاري لتجديد الاسلام في ماليزيا ويكون المنطلق للأمة الإسلامية ككل نحو الريادة الإنسانية.
.ويهدف هذا المشروع لتقديم الإسلام بمنظوره الحضاري باعتباره دينًا يشمل كافة جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ويلبي متطلبات الروح والبدن والعقل، ويعالج قضايا الفرد والجماعة والدولة. كما يعرض هذا المشروع منهجا شاملا ومتكاملا للعمل بالإسلام على نحو يميزه عن مناهج الدعوة والعمل الإسلامي كالصوفية والحركات الإسلامية السياسية، فضلا عن جماعات السلفية التي تستند الى العنف والتكفير.
يعرف رئيس وزراء ماليزيا مشروع الإسلام الحضاري فيصفه بأنه: "جهد من أجل عودة الأمة إلى منابعها الأصيلة، وإعطاء الأولوية للقيم والمعاني الإسلامية الفاضلة لكي توجه الحياة وترشدها"، وقد حدد عشرة مبادئ وأسس لهذا المشروع وهي : الإيمان بالله وتحقيق التقوى والحكومة العادلة والأمينة وحرية واستقلال الشعب والتمكن من العلوم والمعارف والتنمية الاقتصادية الشاملة والمتوازنة والأخلاق الحميدة والقيم الثقافية الفاضلة وحفظ حقوق الأقليات والمرأة وحفظ وحماية البيئة وتقوية القدرات الفاعلة للأمة .
السؤال المهم الذي يتبادر الى الأذهان لماذا الإسلام الحضاري؟
"ويحدد عبد الله بدوي الأسباب التي دفعته لطرحه هذا فيقول: "إن الإسلام الحضاري جاء لنهضة وتقدم المسلمين في الألفية الثالثة، ومن أجل المساعدة على دمجهم في الاقتصاد الحديث". كما أن يصلح أن يكون "الترياق للتطرف والغلو في الدين"، وذلك لأنه "يشجع على التسامح والتفاهم والاعتدال والسلام". وفي بلد متعدد الثقافات والأعراق فإن الإسلام الحضاري يهدف لمصلحة الجميع على اختلاف عقائدهم وأديانهم وأعراقهم، ويضيف: ""من المؤكد أننا كمسلمين يجب أن نعامل غير المسلمين بالحسنى والإنصاف"، مشيرًا إلى أن هذا المشروع "سوف يؤدي إلى الامتياز والتفوق، وسيكون مصدرًا للفخر والاعتزاز ليس للمسلمين وحدهم، وإنما لغير المسلمين أيضًا". كما حدد عبدالله بدوي قد حدد سمات المجتمع الماليزي الذي يهدف هذا المشروع اليه بالأساس في ثمان سمات وهي : انه يتحلى بالأفكار الوسطية والمعتدلة التي تساعد على تقوية بناء الأمة والدولة ويمتلك قوامة الأخلاق الفاضلة حتى يكون قدوة للناس جميعاَ ويتصف المجتمع الماليزي بالمسؤولية والجدية في أداء دوره وواجباته ترابط العلاقات بين أفراد المجتمع الماليزي والتي تستند على الثقة والأخلاق الفاضلة ويتصف كذلك بالنظام ويحترم سيادة وحكم القانون وان المجتمع الماليزي متحد الكلمة ومتعاون ومتكافل فيما بينه وان الدولة تطبق تعاليم الاسلام الحقيقي وتحقق المقاصد للشريعة الإسلامية والسمة الأخيرة هي ان الدولة رائدة وليست تابعة وذليلة .لكن ماهي مظاهر الإسلام الحضاري وعناصره في رؤية رئيس وزراء ماليزيا فان أهم مظاهر الاسلام الحضاري العالمية لأنه يستمد روحه ومقاصده من الاسلام الذي هو رسالة للناس كافة ورحمة للعالمين المظهر الآخر هو الربانية لان مصدره الرئيسي هو وحي الخالق العظيم ولابد من ربط الناس بالله الخالق فهو ربانية الغاية والمصدر والمظهر الآخر هو الأخلاقية فالأخلاق الفاضلة ستؤدي الى سلوك رشيد وعلاقات طيبة بين البشر وهي من أهم مايدعو اليه مشروع الاسلام الحضاري وكذلك التسامح فهو مظهر من مظاهر الاسلام الحضاري وهو من اجل مجتمع يسوده الاستقرار والسلام والتعاون والتكافل مهما اختلفت الأعراق والمعتقدات وتفهم الاخرين واحترام معتقداتهم وثقافتهم، ويرى ان المساند الأربعة لهذا المشروع هي التكامل والوسطية والتنوع والإنسانية.
ان مشروع الاسلام الحضاري الذي طرحه عبدالله بدوي يعتمد على عشرة عناصر مهمة وهي التعليم الشامل الذي يجمع بين معارف الشريعة والعلوم المعاصرة والإدارة الجيدة وهي أدارة الموارد البشرية والمادية والتجديد في الحياة وبقصد هنا ترقية أساليب الحياة من ناحية التمدن والحضارة وزيادة جودة الحياة أي توفير متطلبات الحياة الكريمة وقوة الشخصية وهنا يعني الإخلاص والأمانة فالإخلاص أساس الأقوال والأفعال والأمانة هي عماد المجتمع والدولة وبدونها لايوجد انسان صالح ومجتمع صالح والحيوية والنشاط ويقصد هنا الإدراك والاستجابة للمتغيرات في الحياة المتجددة والشمول والسعة وهنا المقصود هو المفهوم الشمولي للإسلام فلايؤخذ بجانب ويترك جانب ولا التعاليم المجزأة خصوصاَ وان الاسلام منهج حياة متكامل فهو عقيدة وعبادة وأخلاق ومعاملة وتشريع وقانون وتربية وتعليم ودولة ونظام فالإسلام هنا كما هو أساسا منهج متكامل للحياة ومن ثم تأتي العملية والواقعية فهو هنا يبتعد عن المثالية المجردة وانما يعتبره منهج عملي واقعي من حيث واقع الحياة وطبيعة الإنسان ويأتي العنصر المهم في مشروع الاسلام الحضاري وهو الاستقلالية وعدم التبعية للأجنبي من كل جوانبها الفكرية والثقافية والاقتصادية والسياسية والعنصر الأخير تعزيز المؤسسة الأسرية فهنا يعتبر الأسرة هي أساس بناء المجتمع وبصلاحها يصلح المجتمع فيركز هنا على الاهتمام بالأسرة وإعطائها الرعاية من اجل نشئ صالح.
ماهي التحديات التي تواجه مشروع الاسلام الحضاري ؟
وبعد أن يعرض رئيس الوزراء الماليزي لجوانب رؤيته يحدد جملة من التحديات التي تواجه مشروع الإسلام الحضاري، وهي في جملتها تحديات داخلية أهمها:الجمود والتقليد ويعتبرها عقبة كبيرة أمام محاولات التجديد والعقبة الأخرى هي التطرف والغلو ويقصد بها حركات التطرف الفكري والسلوكي التي أسأت الى الاسلام وهي حركات تعتبر كل تجديد كفر وكل تغيير الحاد والعقبة الأخرى هي الانعزال والترهيب وهنا يقصد به التيار المنتشر وسط الأمة الإسلامية والذي يغذي المواقف الداعية الى الزهد والرهبنة والابتعاد عن الدنيا والانصراف عنها كليا متناسين ان الله خلقنا خلفاء في الأرض من اجل أعمارها وليس الانصراف عنها والتكاسل والعقبة الأخرى هي العلمانية واللادينية والتي ترفض ارتباط الدين بالحياة والعقبة الأخرى هي أحادية المعرفة والمقصود هنا المعرفة الجزئية سواء بالشرع او الواقع والتي تؤدي الى نظرة جزئية وتحجب عن صاحبها معرفة الأبعاد الحقيقية للقضايا فلابد من المعرفة بالشرع والواقع معاَ ثم العقبة الأخيرة وهي الضعف في أدارة الوقت والمقصود أهدار الوقت وعدم أدراك قيمته وهو من أسباب الفشل والتردي في الحياة.
ان من ابرز المؤيدين والمساهمين في المشروع هو البروفيسور عبد الله محمد زين، وزير الشئون الإسلامية والأوقاف بماليزيا هو أحد أبرز المفكرين الماليزيين الذين ساهموا في المشروع، وهو أستاذ سابق للدراسات الإسلامية بالجامعة الوطنية الماليزية، حصل على درجة الدكتوراه من جامعة الأزهر، وعمل نائبًا لمدير جامعة العلوم الإسلامية بماليزيا. وله مساهمات في مجال الفكر والدعوة الإسلامية، وعرف بالاعتدال والوسطية.
وقد شرح محمد زين المشروع في كلمة ألقاها أمام المؤتمر العالمي حول قضايا الإسلام الحضاري، فقال: "الإسلام الحضاري هو مدخل لتجديد المجتمع المسلم، ويقدم منهجًا جديدًا وصحيحًا لفهم الإسلام في الوقت المعاصر. وعليه فإن الإسلام الحضاري هو جهد لإعادة دور الحضارة الإسلامية التي تقوم على القرآن والسنة، ولا يمكن أن ينحرف عن العقيدة الصحيحة ويفسر أسباب وتوقيت طرح المشروع، فيقول: "لأن الغربيين يسيئون فهم الإسلام ويتهمونه بالتطرف وينظرون إليه نظرة سلبية؛ فقد قامت الحكومة الماليزية بالدعوة لهذا المشروع".
وهو يرى أن "الإسلام الحضاري يؤكد على تنمية الجوانب الحضارية التي تستند على العقيدة الصحيحة، كما يهتم بتحسين وتطوير نوعية الحياة عبر المعرفة والعناية بالجوانب الروحية والمادية. وهذا المشروع يتسق ويتناغم مع مبادئ خطة الإستراتيجية العشرينية التي تهدف إلى أن تصير ماليزيا بحلول عام 2020 دولة صناعية متقدمة ومتطورة، وهذه التنمية المراد تحقيقها ليست تنمية للقطاع الاقتصادي فحسب، بل هي تنمية تشمل الجوانب الاجتماعية والروحية والثقافية والمادية".
ويولي مشروع الإسلام الحضاري أهمية خاصة لبناء الذات؛ فهو "يركز على المعرفة والتعليم والمعرفة العقلية والنقلية، كما يشجع على معرفة وتوظيف تقنية المعلومات. والمشروع لا يعني الإسلام التحرري بمعنى التحرر من القيود الأخلاقية أو التأثر بالغرب، ويغمض العين عن الجوانب السلبية في الحضارة الغربية".
ولا يتعجل زين تطبيق المشروع أو فرضه سريعًا، ويقول: "ستجتهد الحكومة الماليزية في تنزيل ذلك على الواقع بسلاسة وتدرج؛ لأن التطبيق الحكيم والمتأني يؤتي ثمارًا جيدة، وإلا فمن الممكن أن يرفض المجتمع المفهوم الجديد. والمشروع قابل للتطوير واستيعابه للأفكار والاجتهادات النافعة والجديدة؛ فنحن في حاجة لتلبية متطلبات الحياة المعاصرة بما يتفق مع إسلامنا وتعاليم ديننا".
ويضيف داتو عبد الله قائلا: "في ظل الإسلام الحضاري نسلم بتعدد وجهات النظر واختلاف الآخرين معنا، وهذا الاختلاف هو اختلاف تنوع وليس اختلاف أضداد؛ مما يعني أنه يثري الفكرة ويطورها، خاصة إذا روعي أدب الاختلاف والحوار"، والإسلام الحضاري "ليس مذهبًا جديدًا أو فرقة مبتدعة، كما لا يجبر أي مسلم على الاقتناع بها، وإنما هو مشروع لإحياء الأمة".
وبالتالي فإن الإسلام الحضاري "هو اجتهاد بشري وليس وحيًا معصومًا؛ ولذلك هناك احتمال الاختلاف معه". ومن خلال مشروع الإسلام الحضاري تحاول ماليزيا أن تقدم نموذجًا للعالم يمكن أن يقتدى به.
ويقول داتو عبد الله: إن هذه الفكرة المبدعة من رئيس الوزراء تهدف إلى الاستقرار السياسي والسلام الاجتماعي واستدامة النمو في ماليزيا؛ لأنها من العناصر المهمة لاستدامة النمو الاقتصادي. ويولي المشروع اهتمامًا للتعليم الإسلامي واللغة العربية ومواد التربية الإسلامية والفقه الضروري، ويبدأ تطبيق منهج تعليمي لهذا الغرض من المراحل التعليم الأولى، خاصة للتلاميذ المسلمين حتى يعمقوا صلتهم بالإسلام ويتمثلوه في حياتهم. والحكومة حريصة على الأمانة والطهارة ومحاربة الرشوة وتعمل جاهدة بكل الوسائل في هذا المضمار.
ويواصل القول حيث يقول: "الوسطية والتوازن هي أهم سمات مشروع الإسلام الحضاري، والتحديث لا يعني إهمال القديم، وهناك حرج في وصف المشروع بالحداثة؛ لأنها غالبًا ما تقترن بالمفاهيم الغربية، وكذلك الحال بالنسبة لوصف الإسلام التقدمي، ونفضل إطلاق وصف الوسطية على مشروع الإسلام الحضاري".
وهنا يتبادر الى أذهاننا السؤال المهم ما الفرق بين الإسلام الحضاري والإسلام السياسي؟
يقول داتو عبد الله زين إجابة عن هذا السؤال: "الإسلام الحضاري يبدأ من أسفل إلى أعلى، ومن القاعدة إلى القمة، ومن الجمهور والقرى إلى القادة بطريقة منظمة ومتدرجة ورفيقة، وبالتركيز على الأولويات حيث العبرة بالمعاني والمقاصد لا الألفاظ والعبارات".
"الإسلام الحضاري ليس دينا جديدا ولا مذهبا فقهيا مبتدعا، وإنما هو طريقة تقوم على مثل وقيم الإسلام الخالدة لتعزيز تقدم الحضارة الإسلامية، وهي طريقة لعرض الإسلام بواقعية وعملية وعودة الأمة إلى مصادر الإسلامية الأصيلة ومبادئه القويمة. ويعطي مشروع الإسلام الحضاري مزيدًا من الاهتمام لزيادة جودة الحياة الإنسانية لكل الناس بغض النظر عن أعراقهم وثقافاتهم ومعتقداتهم".
واضح أن هذا المشروع يصلح لأي دولة ولأي أمة مهما كانت عقيدتها فأين التميز الإسلامي في المشروع؟
وقد وافقت لجنة من كبار الخبراء بمنظمة المؤتمر الإسلامي على اعتبار مفهوم" الإسلام الحضاري "، الذي طرحه رئيس الوزراء الماليزي عبد الله بدوي ، هو الأساس الذي تبنى عليه الخطط الرامية لإصلاح المنظمة التي تضم جموع المسلمين في أنحاء العالم . وذكرت وكالة الأنباء الماليزية "أن المناقشات شهدت جدلا قويا مفاده أن وقت إصلاح ميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي قد حان ليكون مبررا في مواجهة الأوضاع العالمية المتغيرة.
وقد بررت لجنة الخبراء في المنظمة سبب قبولها للمشروع لأنه برنامجا وليس أيديولوجية جديدة ولا تيارا متطرفا في الفكر الإسلامي بل نهجا جديدا لقيادة المسلمين لا يتعارض والواقع الإسلامي والدولي.
التعليقات (0)