بعيد حرب اسرائيل الأخيرة على لبنان، قام الأمير القطري في خطوة غير مسبوقة بزيارة الجنوب اللبناني و بيروت وتبني مشاريع إعمار كبيرة، أيامها كانت العلاقات القطرية بحزب الله في أحسن أحوالها، لا ننسى قمة الدوحة الطارئة و التناغم القطري الإيراني على خلاف الخط العربي الذي اتخذته دول الخليج و دول عربية أخرى، اليوم نتساءل أين هذا التناغم و ما حال العلاقة بين حزب الله و الدوحة و أين وصلت مشاريع إعمار الجنوب اللبناني؟
في غمرة الإنتخابات البلدية، التي شهدتها الضفة الغربية، و التي قاطعتها حماس، لتكون انتخابات فتح بامتياز للاستحواذ على إدارة الشأن المحلي فالضفة، تأتي زيارة الأمير القطري لغزة، استقبل بشكل رسمي من طرف رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية، كسر للحصار، إعتراف ضمني بسلطة حماس و حكومتها على القطاع، رسالة سلبية لعباس و حكومته في الضفة، لعب على وتر الإنقسام الفلسطيني الداخلي، بحث عن الدعم الشعبي و الريادة العربية من جهة الأمير، بعثرة للأوراق السياسية، وربما هي مبادرة شجاعة لرفع الظلم و الحيف عن شعب عانى من ويلات الحصار و التهميش السياسي، كل و رؤيته لخطوة حمد آل ثاني أمير قطر.
400 مليون دولار مبلغ ليس بالهين، في غزة، و في ظل سلطة حماس، عندما تنتعش الحياة و تتحرك عجلة الإنتاج و يتنفس المواطن الفلسطيني و يخرج من أزماته الإقتصادية و الإجتماعية، سينعكس ذلك إيجابا على علاقة المواطن الغزاوي بسلطته و حكومته، 400 مليون دولار لإعمار غزة و لربما لدعم حماس ضد عباس، فماذا فعل الأخير للدوحة، لطالما كانت العلاقة بينهما متوترة، لتزداد توترا اليوم.
حماس تركت سوريا، و مشعل في الأردن أو الدوحة، الأخير سيغادر رئاسة المكتب السياسي وهنية و أبو مرزوق أبرز المرشحين لخلافته ، تخلي حماس عن دعمها للموقف السوري، أكان ذلك بثمن؟ هل دفعت قطر المبلغ و كسرت الحصار ردا لموقف الحركة؟ هل تدعم قطر اسماعيل هنية على حساب أبو مرزوق؟ لماذا ترك هنية تسيير أعمال حكومته لنائبه ليتابع و يتفرغ لإدارة الحركة داخليا؟
من زاوية أخرى، زيارة مسئول عربي بهذا المستوى لغزة و في هذه الظروف، أليست عملا بطوليا يحسب له؟ لماذا نسيس الزيارة و نبطنها بهذا الشكل، و قد يمكن أن تككون زيارة لغزة و لشعبها لا لحماس و مسئوليها؟ ألا يحتاج الغزاويون لدعم حقيقي مادي و معنوي يعيد قضيتهم إلى الإهتمام الأول، بعد أن أنست الثورات العربية و حروبها الأهلية قضية العرب الأولى؟
حمد يسرق الأضواء من جديد بماله و إعلامه، ليخلط الأوراق و يثير الإهتمام، إما لنفسه و زوجه وإما لقضية غزة المنسية، تتشابك التآويل و كل له في ذلك حجة و منطق. فما الذي يريده الأمير من زيارة غزة ؟ أخيرا أم شرا دبر في ليل؟
التعليقات (0)